واشنطن بوست: بوادر تدخل غربي جديد في ليبيا
واشنطن بوست: بوادر تدخل غربي جديد في ليبياواشنطن بوست: بوادر تدخل غربي جديد في ليبيا

واشنطن بوست: بوادر تدخل غربي جديد في ليبيا

قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية: إن الدول الغربية والولايات المتحدة الأميركية تعد العدة لتدخل عسكري جديد في ليبيا، مع الانتقال الهش لحكومة الوحدة إلى العاصمة طرابلس.

ورأت الصحيفة أن الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين، ومن ضمنهم إيطاليا وفرنسا وبريطانيا، يضغطون لترسيخ حكومة الوحدة الوطنية كشرط أساس لإطلاق هذا التدخل للمساعدة في مكافحة نمو داعش.

ووفقا للصحيفة، تواجه هذه المساعي تحديات عدة أبرزها فصائل الميليشيات التي تأمل الدول الغربية ضمها في جبهة موحدة لمحاربة المجموعات الإرهابية، بالإضافة للممانعة القوية بين الدول الأوروبية للخوض في غمار الفوضى ليبيا، حتى من قبل الدول المعرضة لأكبر تهديد بسبب انتشار ونمو تنظيم داعش حول منطقة البحر الأبيض المتوسط.

وتشير الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة بدأت بالفعل في تطبيق خططها لإطلاق هجمات مكثفة ضد داعش في ليبيا، والذي يضم نحو 8000 مقاتل، كأقوى فرع للتنظيم خارج العراق وسوريا.

وتقول الصحيفة، إن مخططين للولايات المتحدة في أفريقيا حددوا أهدافا في ليبيا يتم قصفها بالطائرات الأميركية أو الأوروبية، تشمل المدينة الساحلية سرت حيث أنشأت المجموعات المتطرفة معقلا لها، وصولا إلى أجدابيا وصبراتة بالإضافة إلى معقل المتشددين في درنة التي نفذت الطائرات الأميركية فيها غارتين منذ الخريف الماضي.

وتكشف الصحيفة أن وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون تسعى أيضا لتطوير التنسيق بين العمليات الخاصة التابعة للولايات المتحدة ونظرائها الفرنسيين والبريطانيين الذين أنشأوا خلايا صغيرة على الأرض في محاولة لضم الفصائل الودية لصفها في محاربة المقاتلين المتطرفين.

وقال بين فيشمان، الذي كان مسؤولا في البيت الأبيض عن الشؤون الليبية أثناء إدارة أوباما: إن الحملة الأميركية ضد تنظيم داعش في ليبيا، ستكون أكثر تواضعا من العمليات الحالية التي تشنها الولايات المتحددة وحلفاؤها في العراق وسوريا.

وتلفت الصحيفة إلى أن المسؤولين الأميركيين يستمرون في محاولاتهم  لطلب الإذن من الدول المجاورة لليبيا لإطلاق الطلعات الجوية الأميركية من أراضيهم؛ ما سيتيح المزيد من الوقت للقيام بالغارات الجوية وعمليات المراقبة، وهو ما يواجه رفضا من تونس والجزائر؛ ما يعني أنه سيتم إطلاق غارات جوية دون أو مع طيار من مواقع عسكرية في إيطاليا أو اسبانيا أو اليونان أو عن بعد من بريطانيا.

وترى الصحيفة أن شمال أفريقيا منقسم حول فكرة وجود تدخل غربي جديد في ليبيا، فتونس تواجه تزايدا في التهديدات الإرهابية؛ ما يجعلها مترددة في موقفها خوفا من هجمات جديدة، أما الجزائر فتعارض كليا التدخل الخارجي، أما مصر فترى ضرورة دعم الفصائل الشرقية في الحرب الأهلية الليبيّة.

وتّ الصحيفة أن أكبر تحد سيكون في الانقسامات العديدة بين صفوف الفصائل المسلحة الضخمة، حيث تأمل واشنطن تكوين قوة متماسكة من هذه المجموعات لتحارب "داعش" على الأرض.

ووفقا لمسؤول ليبي تحدث كغيره تحت شرط بقاء هويته مجهولة مناقشا الخطط الأميركية فإن الولايات المتحدة ستحاول جمع القوات لمهاجمة معقل التنظيم في سرت من مصراتة، المدينة المزدهرة في الغرب ومن اجدابيا التي شكل القيادي الميليشياوي إبراهيم الجضران فيها قوة لحماية المنشآت النفطية.

لكن المحللين يحذرون من أن الخطط الغربية تعتمد على فصائل فردية، كانت تقاتل بعضها البعض بشكل مستمر منذ 2011؛ ما قد يكثف العنف  ويقلل احتمالات المصالحة الوطنية.

ويأمل المسؤولون الأميركيون في تحويل تدريجي للفصائل إلى جيش وطني جديد أو على الأقل تكوين شبكة من القوى المحلية أو القبلية المدعومة من الدولة.

وبعد أشهر من المحادثات، على الولايات المتحدة والدول الأوروبية والعربية  تقديم التزامات عسكرية ملموسة  ضمن ما يعرف باسم البعثة الدولية لدعم ليبيا؛ ما سيقلل من قوة  الحكومة الوليدة التي تحتاج لإثبات شرعيتها حتى تتمكن من فرض النظام بحسب الصحيفة.

ووعدت ايطاليا بتوفير نصف الموارد على الأقل للمساعدة في ذلك؛ ما قد يؤدي لجلب آلاف القوات العسكرية الايطالية أو الأوروبية إلى طرابلس لتساعد القوات المحلية في تأمين العاصمة.

لكن مما يعكس تردد الدول الأوروبية  في الانضمام لحملة خارجية محفوفة بالمخاطر قيام روما بوضع سلسلة من الشروط قبل إرسال قواتها، من هذه الشروط صدور قرار من مجلس الأمن الدولي، وشرط أكثر صعوبة وهو تحقيق الأمن الكافي في طرابلس قبل إرسال القوات الايطالية.

وقال الباحث الليبي في المجلس الأطلسي كريم مزران: إن المحادثات بقيادة ايطاليا لم تنتج خطة متماسكة لمساعدة الإدارة الناشئة بقيادة حكومة الوحدة في مواجهة الميليشيات.

وأضاف: "هذا يؤدي إلى طرح السؤال الأهم الذي أصررت على طرحه منذ البداية وهو: من سيقوم بتأمين الدعم الذي تحتاجه الحكومة الجديدة على الأرض؟".

يقول مسؤولو الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا: إن نهجهم الحذر سيعطي الحكومة الجديدة الوقت الكافي لتحديد وطلب المساعدات الخارجية التي يحتاجونها. لكنهم يؤكدون محدودية مساعدتهم لحكومة الوحدة في إثبات شرعيتها.

ويبدو أن الخطط الغربية لا تأخذ بعين الاعتبار الانتشار الواسع للتطرف في ليبيا والذي جعلها مرتعا للمجموعات الإسلامية منذ سنة 2011 بحسب الصحيفة التي ترى أنه بالرغم من توافد المقاتلين من شمال أفريقيا وبلدان أخرى للانضمام لداعش، إلا أن الاستخبارات الأميركية تعتقد أن أغلب المقاتلين هم ليبيون.

ويضم المؤيدون المحليون لتنظيم داعش رجال القبائل المهمشة، وآخرين من مؤيدي القذافي وشبابا من بعض المجموعات المتطرفة العديدة التي ظهرت في ليبيا منذ 2011. بالإضافة إلى مهربين وجماعات إجرامية تدعم ظهور التنظيم.

وتقول المحللة الليبية في المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات كلاوديا غازيني: إن تنظيم داعش يحصل على قبول من بعض الليبيين باعتباره أقل شرا من الفصائل المتناحرة الأخرى.

وأضافت، إنه في الظروف الحالية بليبيا مع وجود العديد من الفصائل العسكرية المنخرطة في حروب محلية، تكمن القضية عند الأغلب في صراع للبقاء.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com