روسيا تصد محاولات تركيا تطبيع العلاقات
روسيا تصد محاولات تركيا تطبيع العلاقاتروسيا تصد محاولات تركيا تطبيع العلاقات

روسيا تصد محاولات تركيا تطبيع العلاقات

يستعد البرلمان التركي للتصويت على اتفاقية "مقبرة الشهداء" المُوقعة بين أنقرة وموسكو عام 2012، في وقت يرى فيه محللون أن هناك سعيًا تركيًا لتحسين العلاقة المتوترة مع روسيا، خصوصًا بعد أن أعلنت الأولى اعتقال مطلوب لدى موسكو، التي تصر على صد كل المحاولات لتطبيع العلاقات.

وتعود هذه الاتفاقية إلى 3 كانون الأول/ ديسمبر 2012، حين وقعها وزيرا خارجية تركيا وروسيا ضمن اجتماع مجلس التعاون الأعلى الروسي التركي آنذاك، حسب صحيفة "خبر تورك".

وتنص هذه الاتفاقية على بناء خمسة أضرحة في مناطق مختلفة لجنود أتراك قُتلوا خلال الحرب العالمية الأولى في روسيا، مقابل إعادة بناء النصب التذكاري "سان ستيفانو" في منطقة "يشيلكوي" في إسطنبول، والذي يرمز لذكرى ضحايا الحرب الروسية العثمانية 1877 ـ 1878، ولكن هذا النصب التذكاري هُدم عام 1914.

ويأتي ذلك في وقت تمر فيه العلاقة بين أنقرة وموسكو بمرحلة مخاض، جراء إقدام الأولى على إسقاط طائرة حربية روسية في تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، تحت ذريعة اختراق مجالها الجوي أثناء شنها غارات ضد مواقع في سوريا.

وكانت لجنة الدفاع الوطني في البرلمان التركي، ناقشت الاتفاقية قبل أن تقرر عرضها على التصويت العام للمجلس لإتمام عمليات الموافقة عليها من أجل التطبيق.

وكانت هذه الاتفاقية قد حُولت سابقًا للتصويت في الجمعية العمومية للبرلمان، بعد مناقشتها وتصديقها من قبل لجنة الخارجية في البرلمان التركي، إلا أن الجمعية لم تُصوت عليها ليتم تأخيرها للدورة الانتخابية الحالية.

ويرى محللون سياسيون أن هذه الخطوة تعزز التوقعات بشأن محاولة تركيا إصلاح علاقتها بروسيا، خصوصًا بعد أن أعلنت أنقرة، الخميس الماضي، اعتقالها "ألب أرسلان شيليك" المسؤول عن قتل الطيار الروسي، الذي أُسقطت طائرته على الحدود مع سوريا.

وسبق لموسكو أن طالبت أنقرة بملاحقة قتلة الطيار الروسي أوليغ بيسكوف، الذي تعرض لإطلاق نار من قِبل مسلحين من الأرض عندما كان يهبط بواسطة مظلته، ليتبنى شيليك قتله، حيث أعلن أنه كان يقود الفصيل الذي أطلق النار على بيشكوف.

ورغم أنه من غير المعروف حتى الآن، السبب الرئيسي لاعتقال بيسكوف، والتهم الحقيقية التي ستوجه إليه، لكن خبراء يرجحون أن أنقرة ربما تُحاكم تشيليك بتهمة قتل الطيران الروسي، في محاولة لترطيب الأجواء مع موسكو، لكنهم استبعدوا تسليمه إلى روسيا لمحاكمته هناك.

روسيا غير مقتنعة

ويبدو أن روسيا غير مقتنعة بخطوات تركيا تجاه تحسين العلاقات بين البلدين، حيث قال الكرملين، أمس الجمعة، إن تركيا "لم تفعل شيئًا مما تتوقعه روسيا منها من أجل تطبيع العلاقات بين البلدين"، مشيرًا إلى أن "التهم التي توجه إلى قاتل الطيار الروسي المحتجز في تركيا، ليست معروفة الآن".

بدوره، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، في تصريح صحافي تعليقًا على تصريحات للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، دعا فيها إلى ضرورة استئناف التعاون بين تركيا وروسيا: "يمكن لموسكو أن تعرب عن أسفها من جديد بسبب عدم وجود إي إشارات من قبل تركيا حول اعترافها بمسؤوليتها عن إسقاط القاذفة من أجل تطبيع العلاقات".

كما اعتبر السفير الروسي في تركيا، أندريه كارلوف، في وقت سابق، أنه "لا جدوى من بحث عقد قمة روسية تركية ما لم تغير أنقرة موقفها من إسقاط الطائرة"، مضيفاً أن "شروط تطبيع العلاقات من جانب روسيا معروفة، وتتمثل في تقديم أنقرة اعتذارًا رسميًا، ومعاقبة المسؤولين، وتقديم التعويضات عن خسائر الدولة"، وهو ما ترفضه تركيا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com