زيارة أردوغان لأمريكا تصب الزيت على نار الخلافات مع البيت الأبيض
زيارة أردوغان لأمريكا تصب الزيت على نار الخلافات مع البيت الأبيضزيارة أردوغان لأمريكا تصب الزيت على نار الخلافات مع البيت الأبيض

زيارة أردوغان لأمريكا تصب الزيت على نار الخلافات مع البيت الأبيض

 تتسع الفجوة بين الحليفين التقليديين، تركيا وأمريكا، على خلفية الرؤى المتباينة إزاء الملفات التي تعصف بمنطقة الشرق الأوسط.

وترى مجلة "عين على الشرق الأوسط" أن الزيارة الأخيرة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى واشنطن، لم تسهم  بتضييق هوة الخلاف، بقدر ما عمقت تلك الهوة.

ووصل أردوغان إلى واشنطن، الثلاثاء، لحضور قمة الأمن النووي، وافتتاح مسجدا ومركزا ثقافيا في مدينة ماريلاند.

ويتفاقم التوتر بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية، فالحليفان، يبديان آراء غير متطابقة حول أهدافهما، لا سيما في الملف السوري، ولم يسهم اللقاء السريع بين أوباما وأردوغان  بتبديد الاضطراب، كما لم تتبن الصحافة الأمريكيه موقفا إيجابيا حول الزيارة.

وكتبت "نيويورك تايمز" إن "محاولات واشنطن بجعل العراق آمنا لتطبيق الديمقراطية، تتطلب منها غض النظر عن حقيقة أن أهم حليف لها في المنطقه، وهو تركيا، تتحول إلى الديكتاتورية".

وكان تحليل مجلة بلومبرغ أكثر قسوة، إذ تساءلت: "كيف أخطأت واشنطن بفهم ديكتاتور تركيا إلى هذا الحد".

رغم ذلك، فإن الرئيس التركي ما زال يملك ،بحسب خبراء أصدقاء مخلصين في واشنطن، يرون في تركيا شريكا إقليميا لا غنى عنه، ويتفهمون أساس الخلاف وهو رفض الولايات المتحدة التعامل مع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري على أنها منظمة إرهابية.

وتتهم أنقرة الحزب السوري بأنه منبثق من حزب العمال الكردستاني، الذي يخوض كفاحا مسلحا ضد تركيا منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي.

لا يخفِي الساسة الأمريكيون دعمهم لحزب الاتحاد الديمقراطي، إذ اعتبروا في أكثر من مناسبة أن أكراد سوريا شركاء لواشنطن في الحرب ضد “داعش”.

و رغم الاستقبال الرسمي غير الحماسي الذي تلقاه أردوغان، ومن اللقاء القصير الذي استمر 45 دقيقة مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، ما زال هناك اهتمام مستمر بفتح الحوارات مع تركيا.

ويرجح خبراء أن هذه الدبلوماسية الأمريكية اللامبالية فرضت على أردوغان بعد ازدياد القلق الذي سببته القيود المفروضة على الحريات في تركيا، لا سيما أن زيارة أردوغان جاءت مباشرة، غداة طلب أنقرة من ألمانيا "حذف" فيلم فيديو ساخر عن الرئيس، الأمر الذي تعجز عنه حتى صديقة أردوغان المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

وتشكل قضية مكافحة الإرهاب، أرضية مشتركة للحوار، فقرر الرئيس التركي في زيارته الأخيرة مناقشتها بدلا من مناقشة الخلافات حول الحريات، لاسيما في مجال الإعلام.

وحاول وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو تلطيف الأجواء بين البلدين بإعلانه أن على الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا محاولة اقناع بعضهم البعض حول مواقفهم المختلفه من المقاتلين الأكراد السوريين.

لكن على ما يبدو أن رساله الرئيس التركي كانت ذات وقع أقوى، إذ هاجم البيت الأبيض صراحة، خلال غداء في فندق سانت ريجيس بواشنطن، وانتقد الدعم الأمريكي للمقاتلين الأكراد في سوريا.

ورغم أن هذا النقد الصريح يعكس شعور الرئيس بالاحباط، بحسب خبراء، إلا أنه لن يسهم  بتحويل الآراء حول الحرب ضد المقاتلين الأكراد.

ولئن نجح أردوغان  بتبديل السياسة التركية نهاية 2007 عندما كان وزيرا للخارجية، وأفلح في إقناع الولايات المتحدة، آنذاك، بتقديم مساعدات سخية لأنقرة في حربها ضد الحزب الكردستاني، لكن نجاحا مماثلا كهذا، الآن، يبدو مستحيلا، بحسب خبراء، بسبب ضغط الرأي العام الدولي الذي يتسع ضد تركيا، سواء تعلق الأمر بالحريات أو بالموقف المتشنج من الأكراد السوريين.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com