استخدام "أم الشيطان" من جديد في هجمات بروكسل
استخدام "أم الشيطان" من جديد في هجمات بروكسلاستخدام "أم الشيطان" من جديد في هجمات بروكسل

استخدام "أم الشيطان" من جديد في هجمات بروكسل

أظهرت التحقيقات الأولية أن الإنتحاريين الذين قاموا بهجمات بروكسل استخدموا المتفجرات التقليدية المسماة "أم الشيطان" تماماً كما حصل في باريس ليلة 13 نوفمبر 2015، وفي لندن سنة 2005 كاد "نجيب الله زازي" أن يفجر بها مترو الأنفاق في نيويورك سنة 2009، كما تستخدم بشكل كبير في ساحات القتال بسوريا.

حيث تم العثور على 15 كيلوغراماً من المواد المفجرة من نوع TATP، و150 لتراً من الأسيتون، و30 لتراً من ماء الأوكسجين وحقيبة مليئة بالمسامير والبراغي في شقة احد الإنتحاريين حسب بلاغ للنائب العام الفدرالي البلجيكي "فريديريك فان لوو".

و"أم الشيطان" أو "أم العبد" كما يسميها الإرهابيون عبارة عن مسحوق أبيض اسمه العلمي TATP أو بيروكسيد الأسيتون، يمثل القاعدة الأساسية لتصنيع قنبلة قاتلة، بإضافة مواد كتلك التي عثر عليها بمقادير محددة، واكتشفه كيميائي ألماني في نهاية القرن التاسع عشر.

ولإطلاق التفجير لا غنى عن مفجر أو زناد، ويمكن صنعه يدوياً باستعمال أنبوب معدني وبعض العجين، وتوصيله بخيطيين كهربائيين، وهذا ما فعله بالضبط "صلاح عبد السلام" في تفجيرات باريس، حيث اقتنى كل ما احتاجه من عند بائع للأدوات الخاصة بالألعاب النارية في ضواحي باريس دون إثارة أية شكوك.

وتعتبر "ام الشيطان" المادة المتفجرة المفضلة لدى الإرهابيين لعدة أسباب أهمها يمكن أن تصنع منها قنابل قوية المفعول بإضافة مكونات بسيطة ومتوفرة في المتاجر دون أدنى مراقبة أمنية.

كما تعد سهلة التصنيع إذ يمكن تعلم طريقة التحضير، وتستعمل ببساطة، ويوجد العديد من فيديوهات التعليم المنتشرة على الإنترنت، لكن خبيراً فرنسياً فضل عدم كشف اسمه يؤكد أنه لا يمكن تعلمها من الفيديوهات بل يجب أخد الطريقة من شخص متخصص وما أكثرهم في معسكرات داعش.

إضافة إلى صعوبة اكتشافها من طرف أجهزة التفتيش المتوفرة حالياً، لأنه عندما تدخل جزئيات مادة “TATP” إلى أجهزة الاستشعار، يحولها محفز حمضي صلب إلى الأسيتون وفوق أكسيد الهيدروجين، وهو عامل مساعد على الأكسدة يتسم بعدم الاستقرار، ويتفاعل مع جزئيات صبغية بالمجس، مما يؤدي إلى تغيير لونها.

وبتتبع تغيرات الألوان، يمكن للجهاز المحمول أن يكشف أقل من جزئين في المليار من مركب "TATP"، وحتى الكلاب المدربة لم تثبت جدارة كبيرة في الكشف عن هذا المركب، لذا تمول وزارة الدفاع الأميركية مشروع "ساسليك" قصد التوصل إلى أجهزة تكتشف المتفجرات قبل الانفجار.

وتكاثرت في السنوات الأخيرة في العراق وسوريا مختبرات صغيرة متخصصة في "أم الشيطان " ومواد متفجرة تقليدية أخرى، وأكدت منظمة أبحاث التسلح والصراع (Conflict Armament Research) في التقرير الذي نشرته في شباط/ فبراير الماضي – بعد تحقيق دام 20 شهراً – أن شبكة مكونة من 51 شركة متواجدة في 20 بلداً، من بينهم تركيا وروسيا والولايات المتحدة وأيضاً بلجيكا تصدر لداعش المكونات الأولية لتصنع المتفجرات التقليدية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com