العراق.. خطة أمريكية لتفكيك المليشيات وإنقاذ العبادي
العراق.. خطة أمريكية لتفكيك المليشيات وإنقاذ العباديالعراق.. خطة أمريكية لتفكيك المليشيات وإنقاذ العبادي

العراق.. خطة أمريكية لتفكيك المليشيات وإنقاذ العبادي

اعتبر الخبير في الشأن العراقي عبد الجبار البياتي، أنه "إذا كان غرماء حيدر العبادي من شيعته لديهم خطة لعزله من رئاسة الحكومة العراقية، فإن لدى العبادي خططاً معقدة لتفكيك تحالفهم، يجري الإعداد لها داخل مركز أبحاث مختص في مبنى السفارة الأمريكية ببغداد".

ويقول البياتي، في حديث لـ"إرم نيوز"، لو استعرضنا مجريات الأحداث من عودة العبادي من ألمانيا قبل يومين، سنكتشف "حجم المناورة السياسية ومستوى التحالف بين كل من رئيس الوزراء حيدر العبادي، الذي تخلى عنه حزبه (الدعوة)، ولفظته الكتل الشيعية الموالية لإيران، معتبرة ان سياسته تتناغم مع الرؤية الأمريكية، سرعان ما تلقفه التيار الصدري وزعيمه مقتدى الصدر، الذي طرح مبادرة سياسية، والطامح إلى الهيمنة على الحوزة النجفية بالضد من تيار السيستاني، وهو صراع عقائدي شيعي بين حوزتي قم والنجف، عمره مئات السنوات"، بحسب البياتي.

 صفقة مع الصدريين

ويتابع الخبير في الشأن العراقي، لو قرأنا المعطيات العراقية خلال الساعات الـ 48 الأخيرة، لوجدناها حبلى بالمعطيات السياسية، التي تدل على أكبر حراك سياسي شهده العراق منذ الإطاحة بنظام البعث في 2003 حتى الآن.

وكشفت مصادر سياسية عراقية، عن مغزى زيارة زعيم الصدريين مقتدى الصدر، لوزير الدفاع العراقي خالد العبيدي وإعلانه دعمه للجيش والقوى الأمنية، تلك الزيارة التي تبعتها بعد ساعات زيارة للوزير العبيدي إلى النجف، فما سر هذه الزيارات العاجلة؟

تقول مصادر مقربة من غرف صناعة القرار في العراق، إن"رئيس الحكومة حيدر العبادي، وعد زعيم التيار الصدري بإشراك مليشياته (سرايا السلام) في معركة تحرير الموصل ومعارك أخرى، هدفها تحرير مناطق عراقية من تنظيم داعش ومنها الفلوجة بالأنبار".

وتضيف مصادر خاصة، تحدثت لإرم نيوز، أن"العبادي ومقتدى اتفقا على عدم إشراك أي مليشيات شيعية في تلك المعارك، باستثناء مليشيا الصدر، والتي كانت تدعى (جيش المهدي) ما يضمن للعبادي صد غرمائه الشيعة من الموالين لإيران وتفكيك مليشياتها، كما يخدم تيار مقتدى الصدر من خلال سطوع نجمه مجددا وهيمنته على الشارع الشيعي، باعتباره المحرر والمخلص الشيعي، ما يمكنه من السيطرة على حوزة النجف، وهو حلم عائلته وأجداده من مئات السنين، حسبما يؤكد باحثون وتشير دلائل ووثائق شيعية.

هذه المعطيات، استخلصها مراقبون من سبب الزيارات بين مقتدى ووزير الدفاع، التي تكررت أكثر من مرة خلال أسبوع، وزيارات وزير الدفاع خالد العبيدي إلى النجف، وهي هادفة إلى بحث مشاركة مليشيا الصدر في معارك الموصل المرتقبة بموافقة أمريكية حذرة، اشترطت موقفاً داعما للعبادي من الصدريين الذين لديهم 40 نائباً في البرلمان العراقي، وبإمكانهم تفكيك أي تحالف شيعي يوالي إيران للإطاحة بالعبادي".

وكشف مصدر مقرب من مقتدى الصدر، ان الأخير أبدى استعداده لتطويع 25 ألف مقاتل من مليشيات "سرايا السلام " في الجيش العراقي، ليكونوا مؤهلين للمشاركة في تحرير الموصل بالتزامن مع موافقة العبادي على قانون التجنيد الإلزامي.

 إسكات المعترضين

وكشف مصدر برلماني سني، في حديث لإرم نيوز، عن الفائدة الأخرى التي سيجنيها العبادي من إشراك الصدريين في معارك تحرير الموصل المرتقبة، بقوله إن "جميع القوى السنية الفاعلة لا تمانع إشراك سرايا السلام التابعة للصدر في تحرير المناطق السنية، لأن القوى السنية تعتبر الصدريين تياراً شيعيا عراقياً ولا تنظر إليه كطرف إيراني، على الرغم من صلاته بالمرجع الحائري في إيران".

ويضيف النائب في البرلمان العراقي، "إذا اقتضت الحاجة فإن مشاركة قوات أخرى مساندة في المعارك، مرحب بها شريطة ألاّ تكون بأجندة إيرانية صرفة"، موضحاً أن "العبادي مضطر لإسكات المعترضين وإقناع الشارع الشيعي بخطوته الرامية إلى عدم مشاركة مليشيات الحشد الشعبي، من خلال إشراك الصدريين في تحرير المناطق العراقية باعتبار قواتهم جزءا مهما من منظمة الحشد الشعبي".

ويبدو أن هذا التقارب اللافت بين العبادي- مقتدى، هو ثمرة تحالف جديد، قد يسهم في تشكيل كتلة برلمانية جديدة قوامها النواب الصدريون وعددهم 40 نائباً, فضلا عن نواب من الدعوة موالين للعبادي وبعض المستقلين ويقدرون بـ 15 نائباً وفي حال انضم لهم العرب السنة في تحالف استراتيجي وتحييد الأكراد شبه المحيدين أصلاً داخل البرلمان، سوف يقلب هذا التحالف الذي باتت ملامحه بالتشكل والظهور، الطاولة على الحلف الإيراني تحت قبة البرلمان ببغداد، تمهيدا لتحجيم دور القوى الشيعية المرتبطة بنظام الولي الفقيه في إيران، وحصرهم في خانة المعارضة السياسية، كما كانوا في عهد نظام صدام حسين.

ولكن بصورة قانونية في"عراق ديمقراطي، وتشكيل حكومة جديدة يسعى العبادي إلى تشكيلها بوجوه جديدة، وهذه هي آخر الخطط الأمريكية، التي أعدت داخل سفارة الولايات المتحدة ببغداد، بحسب مصادر سياسية مطلعة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com