الأكراد يوسّعون فجوة الخلاف بين واشنطن وأنقرة
الأكراد يوسّعون فجوة الخلاف بين واشنطن وأنقرةالأكراد يوسّعون فجوة الخلاف بين واشنطن وأنقرة

الأكراد يوسّعون فجوة الخلاف بين واشنطن وأنقرة

أدى دعم الولايات المتحدة الأمريكية للمقاتلين الأكراد في سوريا، في حربهم ضد تنظيم داعش، لتعميق الخلافات الأمريكية التركية، ووضع العلاقات الثنائية أمام امتحان صعب.

وتنبع حساسية تركيا تجاه اتساع نفوذ حزب الاتحاد الديمقراطي، الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني، شمال سوريا، من تأزم القضية الكردية شرق تركيا، وخوف الأتراك من اتساع طموح الأكراد ليشمل إقامة حكم ذاتي في تركيا، على غرار أبناء جلدتهم في سوريا، ما قد يعزز موقف حزب العمال الكردستاني الذي عاد للعمل المسلح، بعد ثلاثة أعوام من هدنةٍ، أوقفت حرباً دامية استمرت أكثر من ثلاثة عقود، وراح ضحيتها نحو 40 ألف شخص.

ونقلت صحيفة معارِضة تركية، اليوم الخميس، عن المستشار السابق في وزارة الخارجية الأمريكية، ديفيد فيليبس، أن الحوار بين أمريكا وتركيا وصل إلى نقطة الصدع.

وقال فيليبس إن "المعضلة الكبرى بين الدولتَين؛ هي اختلاف وجهات النظر تجاه حزب الاتحاد الديمقراطي.. وإن أمريكا ليست مضطرة لأخذ إذن من تركيا كي تقاتل داعش".

وتدعم الولايات المتحدة، حزب الاتحاد الديمقراطي بالسلاح، وتوفر لمقاتليه الحماية الجوية، في حربه ضد داعش، ما يثير حفيظة الحكومة التركية، إذ يهدف الحزب إلى السيطرة على ممر جرابلس- أعزاز، وتحقيق الحلم الكردي في ربط "كانتون عفرين" بمناطق شمال شرق سوريا التي يملك الحزب نفوذاً واسعاً فيها، الأمر الذي ترفضه أنقرة بشدة.

تاريخ حافل بالخلافات

الشراكة الإستراتيجية بين تركيا وأمريكا، لم تمنع البلدين من التعارض في أكثر من ملف بالمنطقة.

وبدأت أولى إشارات التوتر في العلاقات الأمريكية التركية، خلال الحرب الأمريكية على العراق، عام 2003، ومطالبة الأكراد بالاستقلال عن الحكومة المركزية في بغداد، ما زاد مخاوف أنقرة من انعكاس حصول أكراد العراق على دولة مستقلة على الأمن الداخلي التركي، وارتفاع سقف مطالب أكراد تركيا.

وأدى شن حزب العمال الكردستاني (بي كي كي) لغارات على الأراضي التركية، من مخابئ في إقليم كردستان العراق، وعدم تحرك الاحتلال الأمريكي آنذاك لضرب تلك البؤر، إلى ارتفاع مشاعر كره الأتراك للولايات المتحدة.

وبينما اعتمدت واشنطن بعد غزو العراق، سياسة عزل كل من إيران وسوريا، تقربت أنقرة -حينها- من البلدَين المعاديَين للسياسات الأمريكية، ما زاد حدة الخلاف، وخاصة أن تركيا رفضت توجيه ضربة عسكرية لإيران. 

شراكة لا بد منها

وعلى الرغم من الخلافات العميقة، تولي واشنطن أهمية كبيرة لعلاقاتها مع أنقرة، لما تمثله من أهمية إستراتيجية للأمن القومي الأمريكي؛ وخاصة أن الشراكة الأمنية مع تركيا تمثل أحد أهم مرتكزات السياسة الأمريكية في المنطقة.

وسبق أن أكد وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، يوم 22 نيسان/إبريل 2015، أن بلاده تتشاطر مع تركيا نفس وجهة النظر بشأن العديد من القضايا، وأن تركيا تُعدّ شريكاً لا بد منه.

وتعتبر تركيا، الدولة المسلمة الوحيدة في حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي تقوده الولايات المتحدة، وأقوى حلفاء أمريكا في المنطقة، وصاحبة ثاني أكبر الجيوش في الحلف، وكان لها دورها البارز خلال الحرب الباردة، كداعم للولايات المتحدة في مواجهة المعسكر الاشتراكي.

ومنذ الأزمة التي بدأت إثر هجمات تنظيم "القاعدة" على نيويورك وواشنطن، يوم 11 أيلول/سبتمبر 2001، فتحت تركيا أجوائها للطيران الأمريكي، وعرضت تعاوناً استخباراتياً مع واشنطن.

وعلى الرغم من أن سياسيي البلدين لا يتركون مناسبة دون توجيه انتقادات حادة لسياسة البلد الآخر، إلا أن تلك الخلافات لا تمنع الحفاظ على حلف إستراتيجي، لا غنى عنه، وكلما تصاعد الخلاف بين الحليفَين التقليديَين، تبدأ القنواتالدبلوماسية بالعمل للحفاظ على أهم ما يجمعهما، وتقريب وجهات النظر، ما يؤكد امتناع الدولتَين عن فصل عرى الشراكة الضرورية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com