خطر داعش يقرّب بين واشنطن ودمشق
خطر داعش يقرّب بين واشنطن ودمشقخطر داعش يقرّب بين واشنطن ودمشق

خطر داعش يقرّب بين واشنطن ودمشق

الأسد يستثمر القرار الدولي الخاص بمكافحة الإرهاب لتجديد شرعيته

فتحت تصريحات وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاغل بشأن محاربة داعش في سوريا، وكذلك تصريحات نائب مستشارة الأمن القومي الأمريكية، أن واشنطن لن تتقيد بأي حدود جغرافية فى الرد على تهديدات التنظيم، الباب، لأول مرة، منذ ثلاث سنوات، أمام تنسيق محتمل بين واشنطن والنظام السوري.

ومع ان التصريحات الأمريكية تجنبت ذكر نظام دمشق صراحة خلال الإشارة إلى ضرورة أن تشمل العمليات العسكرية ضد داعش سوريا أيضا، فإن هذه الإشارة على ضعفها تمهد الطريق أمام اتصالات محتملة مع الحكومة السورية التي لا تزال تمثل القوة العسكرية الرئيسة في الصراع السوري خاصة في ظل ضعف وتشرذم قوى المعارضة.

ويقول مراقبون أن الحرب الأمريكية على داعش في العراق تتم بتفاهم مع إيران، وأن توسيع نطاق هذه الحرب إلى سوريا يتطلب أيضا تفاهما إيرانيا أمريكيا مماثلا في سوريا، ومثل هذا التفاهم لا بد وأن يأخذ بعين الاعتبار وضع النظام السوري، ورؤيته حول أولوية محاربة الإرهاب التي حاولت دمشق اقناع الغرب بها خلال مفاوضات جنيف الثانية مطلع العام الجاري.

وما يزيد من احتمالات ذلك التعاون الغربي مع نظام دمشق، هو التجربة الغربية السابقة في دعم المعارضة التي أدت إلى ظهور تيارات متشددة، وبالتالي فان الغرب بات مقتنعا بضرورة التنسيق مع النظام السوري الذي لا يزال يحتفظ بحضوره الرسمي، وتربطه تحالفات دولية قوية مع إيران وروسيا والصين.

ويبدو أن إسقاط النظام السوري في هذه المرحلة قد سقط من حسابات واشنطن، وقد خيبت قوى المعارضة المعتدلة السورية آمال المجتمع الدولي نتيجة عجزها ‘ن أن تكون بديلا قادرا على ملء الفراغ السياسي والأمني للنظام.



ومن الواضح أن النظام السوري التقط هذا التحول في المزاج الغربي وراح يكثف غاراته على مواقع للتنظيم في محافظتي الرقة ودير الزور، في محاولة للإيحاء بانه يحارب الإرهاب، وبانه يشارك الغرب هواجسه في التخلص من هذا التنظيم الذي وصفه الرئيس الأمريكي باراك اوباما بـ "السرطان".

وأصدر مجلس الأمن الدولي قرارا بالإجماع منتصف الشهر الجاري يدرج فيه "النصرة" و "داعش" على القائمة السوداء. لكنه على النقيض لم يستطع ان يتفق على اتخاذ أي إجراء صارم ضد الأسد خلال السنوات الثلاثة الماضية بفعل الفيتو الروسي والصيني.

ورحبت دمشق بالقرار، إذ قال فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري إن قرار مجلس الأمن "يمثل إرادة المجتمع الدولي في محاربة الإرهاب"، مضيفا أن بلاده لن تتردد في التعاون مع اي دولة في محاربة الارهاب إلا من يدعون محاربته وهم يمولونه ويدعمونه ويرعونه".

وكرر المعنى ذاته، وزير الاعلام السوري عمران الزعبي الذي نفى مهاجمة طائرات أمريكية مواقع داخل سوريا، لكنه لمح الى استعداد بلاده للتعاون مع واشنطن، إذ قال أن سوريا " لن تغلق بابا للتعاون في مواجهة الارهاب".

ويبدو أن هذا التقارب قد بدأ فعليا، ففي حين تصعد قوات الأسد قتالها ضد مسلحي داعش في الرقة ودير الزور، فإن واشنطن، بدورها، تنفذ غارات جوية على التنظيم ذاته في العراق المجاور.

ويرى مراقبون أن النظام السوري يدرك أن الانفتاح الغربي سيكون عبر قنوات أمنية وليس ديبلوماسية، فالانفتاح الدبلوماسي والسياسي يحتاج لوقت أطول، لكن النظام السوري يعتقد أن الغرب سوف يأتي للتنسيق معه تحت شعار "مكافحة الإرهاب"، فدمشق تقدم دمشق نفسها كشريك في حرب ضد عدو مشترك.

ويضيف مراقبون أن هذا التصور يمثل ورطة للغرب. وحتى العام الماضي فقط سعى أوباما للحصول على موافقة من الكونغرس على توجيه ضربات جوية ضد الاسد بعدما اتهمه باستخدام أسلحة كيماوية ضد شعبه وهو زعم نفته حكومة دمشق، فضلا عن تصريحات غربية نارية ضد نظام الاسد الذي فقد شرعيته منذ زمن طويل في نظر الغرب.

وهذه الورطة الغربية عبر عنها تصريحان بريطانيان متناقضان ففي حين استبعد وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند الجمعة إقامة أي نوع من التعاون مع نظام الأسد من أجل التصدي الداعش معربا عن اعتقاده أن ذلك لن لن يحقق تقدما في الحد من خطر داعش والجماعات المتشددة"، فإن قائد الجيش البريطاني السابق لورد دانات رأى أنه "سيكون من الحكمة إعادة فتح قناة اتصال مع النظام السوري" لمكافحة خطر التنظيم.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com