احتدام الجدال بالمؤسسة العسكرية الإسرائيلية بشأن التدخل في سوريا‎
احتدام الجدال بالمؤسسة العسكرية الإسرائيلية بشأن التدخل في سوريا‎احتدام الجدال بالمؤسسة العسكرية الإسرائيلية بشأن التدخل في سوريا‎

احتدام الجدال بالمؤسسة العسكرية الإسرائيلية بشأن التدخل في سوريا‎

تشهد المؤسسة العسكرية الإسرائيلية جدالا محتدما بشأن إذا ما كان ينبغي على الجيش الإسرائيلي بدء التدخل بشكل معلن فيما يدور داخل سوريا، وإذا ما كان عليه أن يصبح طرفا في الحرب السورية بصورة جديدة، تختلف عن تلك التي عمل بها حتى الآن، والتي اعتمدت على أنشطة استخباراتية مكثفة عبر المراقبة الحدودية أو عبر عملاء بالداخل، فضلا عن عمليات عسكرية متفرقة ضد أهداف نوعية، أو دعم بعض القوى التي تعمل ضد نظام بشار وحلفائه من حزب الله وإيران.

ومع ذلك، يعتقد محللون إسرائيليون أن الثلاثي الذي يضم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع موشي يعلون، ورئيس هيئة الأركان العامة الفريق غادي أيزنكوت، يلعبون دورا معطلا لإمكانية بدء مرحلة جديدة من التدخل الإسرائيلي في الحرب السورية.

ويقول المحللون بحسب ما أورده موقع "ديبكا" المتخصص في القضايا العسكرية والاستخباراتية، إنه في الوقت الذي يعلن فيه حزب الله ومن خلفه إيران صراحة، أن ما تقوم به القوات الروسية مؤخرا جنوبي سوريا، قبالة هضبة الجولان يخدم هدفهم الرئيس ، وهو فتح جبهة ضد إسرائيل في تلك المناطق، فإن كلا من نتنياهو ويعلون وأيزنكوت مازالوا يعملون على منع الجيش من تطوير مهامه داخل سوريا لمنع فتح هذه الجبهة.

وتابع المحللون أن مسألة فتح جبهة جديدة لحزب الله ضد إسرائيل من ناحية الجولان، بهدف تخفيف الضغط عن جنوب لبنان ولبنان بأسره، في حال اندلعت حرب جديدة، بين الجيش الإسرائيلي والمنظمة اللبنانية، كانت ومازالت الشغل الشاغل للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية، التي تعتبر أن تلك الجبهة ستشكل خطرا غير مسبوق، ينضم إلى الخطر المحدق بشمال إسرائيل إلى وسطها، من ناحية الجنوب اللبناني.

وطبقا للموقع، فقد بدأت قاذفات روسية منذ نهاية كانون الثاني/ يناير الماضي في قصف مدينة "نوى" السورية، شمال غرب سهل حوران، والتي تتبع إداريا محافظة "درعا"، وتبعد عن العاصمة دمشق 85 كيلومترا، وعن مدينة درعا 40 كيلومترا، وعن الحدود السورية – الإسرائيلية عشرة كيلومترات فقط.

ويعتقد محللو الموقع أنه في حال سقطت "نوى" تحت سيطرة الجيش السوري النظامي جراء الدعم الجوي الروسي المكثف، مثلما وقعت بلدة "الشيخ مسكين" الأسبوع الماضي، فإن الطريق ستكون ممهدة أمام قرابة ألفي مقاتل من "حزب الله"، يتواجدون حاليا على الأرض ويتعاون مع الجيش السوري النظامي، وقرابة 3000 مقاتل شيعي يعملون تحت قيادة "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري، لتشكيل جبهة في الجولان السوري قبالة قواعد الجيش الإسرائيلي، على الجانب الآخر من الحدود.

ومضى المحللون قائلين إن هذا التطور الذي يعد في غاية الخطورة، والذي يطال تأثيره أيضا حدود الأردن، دفع الملك عبد الله، لإرسال رئيس أركان جيش بلاده إلى موسكو بشكل عاجل، حاملا طلبا لوقف الهجمات الروسية الجوية ولو بشكل مؤقت، خشية سقوط "نوى" بأيدي القوات الروسية – السورية – حزب الله، ما سيتسبب في فرار أكثر من 6 إلى 8 آلاف مقاتل مسلح، ينتمون للمعارضة السورية صوب الحدود الأردنية، لافتين إلى أن الحراك الأردني العاجل في مقابل الصمت والتردد الإسرائيلي يدل على حجم الأزمة الإسرائيلية.

وذهب خبراء الموقع إلى أن الأزمة التي تعاني منها القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية ستتفاقم، لو وضع في الإعتبار أن موسكو تعمل حاليا على تجنيد وتسليح مليشيات درزية في مدينة السويداء، على بعد 100 كيلو متر جنوبي العاصمة دمشق، زاعمين أن الرئيس السوري بشار الأسد، والجنرال الإيراني قاسم سليماني، وأمين عام حزب الله حسن نصر الله، حاولوا في العام الأخير تشكيل هذه المليشيات عبر "سمير القنطار" الذي قتلته إسرائيل في 19 كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي في دمشق، ولكنهم فشلوا، إلى أن بدأت موسكو في تنفيذ تلك المهمة حاليا.

واتهم الموقع حكومة نتنياهو والمؤسسة العسكرية الإسرائيلية والجيش ومن يقف على رأسه، بالتسبب بكارثة، نظرا لصمتهم عما يحدث في سوريا، ورفضهم تطوير الدور الإسرائيلي في تلك الحرب، خشية أن يجدوا أنفسهم في مواجهة القوات الروسية بشكل مباشر، محذرين من أن حالة الجدال ما بين التيار الذي يقوده الثلاثي نتنياهو – يعلون – أيزنكوت ومن يؤيدوه من وزراء وقادة عسكريين، وبين من يطالبون بالتدخل، تسبب في شلل شبه تام داخل الجيش، الذي لم يعد قادرا على اتخاذ قرار بشأن كيفية مواجهة الخطر الجديد الذي يتشكل على الحدود.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com