صحف عالمية: "حقبة جديدة" بين العرب والصين.. وروسيا تضغط على باخموت الأوكرانية

"هل تبدأ حقبة جديدة من التعاون بين العرب والصين؟"، هكذا سلطت أبرز الصحف العالمية الصادرة صباح اليوم الجمعة، الضوء على القمة العربية الصينية التي تستضيفها الرياض، والتي وصفت بأنها "علامة فارقة" في تاريخ العلاقات بين بكين ومنطقة الشرق الأوسط.

فيما ذكرت صحف أن معركة باخموت أصبحت "حمام دم" لروسيا وأوكرانيا، حيث تكثف روسيا محاولاتها للاستيلاء على المدينة، في حين يزعم المسؤولون الأوكرانيون أن موسكو تخسر حوالي 50 جنديًا يوميًا.

حقبة جديدة بين العرب والصين

ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن السعودية والصين قد تحركتا أمس، لتعميق العلاقات فيما بينهما، حيث وقع الطرفان شراكة إستراتيجية تاريخية بينما يزور الزعيم الصيني، شي جين بينغ، المملكة في رحلة تستمر ثلاثة أيام يحضر خلالها ثلاث قمم.

واعتبرت الصحيفة أن رحلة الزعيم الصيني إلى المملكة تعكس عمق وتنامي العلاقات بين بكين والرياض.

وأجرى شي محادثات مع ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، أمس، في أول سلسلة من القمم المخطط لها.

وبعد اجتماعاته الثنائية مع المسؤولين السعوديين، من المتوقع أن يحضر شي قمتين مع قادة من دول خليجية وعربية أخرى، بما في ذلك مصر والعراق.

ونقلت الصحيفة عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، قولها: "ستكون القمم أكبر وأعلى حدث دبلوماسي بين الصين والعالم العربي منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية. ستكون علامة فارقة في تاريخ العلاقات الصينية العربية".

وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) أن العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، قد التقى مع شي ووقعا اتفاقية "شراكة إستراتيجية شاملة"، دون تقديم مزيد من التفاصيل، لكن أوضحت وكالة الأنباء الصينية (شينخوا) أنه بموجب الشراكة، اتفق الجانبان على عقد اجتماعات على مستوى رئيسي البلدين كل عامين.

من جانبها، أشادت صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية بلقاءات شي في السعودية، ورأت أن مسعى التنويع الصناعي في المملكة يمكن أن يكون مطابقًا تمامًا لـ"مبادرة الحزام والطريق" الصينية وسياستها في تطوير صناعات التكنولوجيا الفائقة.

ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم إن العلاقات الصينية السعودية تلعب دورًا حاسمًا في تعزيز العلاقات بين الصين والدول العربية، "لتكون مثالاً يحتذى به في التعاون بين بلدان الجنوب. وبصفتها العضو الوحيد في مجموعة العشرين من بين الدول العربية، شهدت السعودية نموًا في نفوذها الإقليمي، حيث لعبت دورًا رائدًا في شؤون مجلس التعاون الخليجي.

معركة باخموت.. "بحر دم" للروس والأوكرانيين

ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن أوكرانيا تعرضت اليومين الماضيين لواحدة من أعنف الهجمات، حيث حذر الرئيس فلاديمير بوتين من صراع طويل الأمد.

جاء ذلك بعدما زعم مسؤولون أوكرانيون أمس بمقتل 10 مدنيين في شرق البلاد.

ونقلت الصحيفة عن بافلو كيريلينكو، حاكم منطقة دونيتسك، قوله إن وابلاً من نيران المدفعية قد ضرب بلدة كوراخوف، وأصاب سوقًا ومحطة للحافلات والعديد من المباني السكنية.

وتركزت معظم المعارك على منطقة دونيتسك منذ أن نقلت كل من أوكرانيا وروسيا القوات والأسلحة هناك بعد انسحاب موسكو من مدينة خيرسون الجنوبية الشهر الماضي.

من جهة أخرى، قال الكرملين أمس إن شبه جزيرة القرم، التي ضمتها موسكو في 2014، معرضة لخطر الهجمات الأوكرانية. وصرح ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين: "هناك بالتأكيد مخاطر لأن الجانب الأوكراني يواصل خططه في تنظيم الهجمات الإرهابية".

وكان بوتين قد صرح أمس الأول، الأربعاء، بأن الحرب في أوكرانيا ستكون طويلة الأمد. ونقلت الصحيفة عن "معهد دراسة الحرب"، ومقره واشنطن، قوله: "لقد وضع الكرملين خططا لإطالة أمد الحرب. هذه التحركات تتعارض بشكل أساسي مع أي مناقشات تتعلق بوقف إطلاق النار أو مفاوضات للسلام".

وفي جبهة قتال أكثر اشتعالاً، قالت "الجورنال" إن القوات الروسية في الأيام القليلة الماضية قامت بتعزيز مواقعها على بوابات مفترق طرق مدينة باخموت، كما أنها أرسلت كتائب من جند المشاة، على الرغم من الخسائر المتزايدة.

وأشارت الصحيفة إلى أن معركة باخموت أصبحت "حمام دم" لكلا الجانبين، حيث تكثف روسيا محاولاتها للاستيلاء على المدينة، في حين يزعم المسؤولون الأوكرانيون أن موسكو تخسر حوالي 50 جنديًا يوميًا للحفاظ على تقدم بطيء ومؤلّم للوصول إلى أقصى بوابات المدينة الشرقية.

وأوضحت الصحيفة أنه إذا تمكن الروس من السيطرة على باخموت، فسيفتح ذلك طريقًا إلى المراكز السياسية والاقتصادية في سلوفيانسك وكراماتورسك في الأجزاء التي تسيطر عليها أوكرانيا في منطقة دونباس، والتي كانت ذات يوم إحدى المناطق الصناعية الرئيسية في البلاد.

وأضافت الصحيفة أنه بينما تستنزف روسيا ببطء مخزونها من المدفعية، كما زعم محللون عسكريون، فإن قواتها تتقدم مرة أخرى "ولكن بالدبابات والسير على الأقدام".

ورأى المحللون أن هذه المعركة قد تدفع الزعيم الروسي للترويج لـ"نصر نادر" لشعبه بعد سلسلة من الانتكاسات، كان آخرها الانسحاب من خيرسون، مما يعطيها أهمية كبيرة للكرملين.