آخرها الخطة الإندونيسية.. هل تنجح مبادرات السلام في وقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا؟

آخرها الخطة الإندونيسية.. هل تنجح مبادرات السلام في وقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا؟

عرضت مجموعة من الدول مبادرات لتحقيق السلام بين روسيا وأوكرانيا، في ظل الصراع العسكري الحاصل بينهما، وكان أحدث تلك المبادرات "الخطة الإندونيسية".

وما بين الدراسة والتباحث وتباين المواقف تجاهها، تبقى تلك المبادرات طي الأدراج ما لم تتحقق بالفعل على أرض الواقع وتنهي الحرب الروسية الأوكرانية.

"التجربة الكورية"

تشبه خطة إندونيسيا للسلام، التي طرحت في أوائل يونيو/حزيران، مبادئ حل أزمة شبه الجزيرة الكورية بعد نشوب الحرب بين الشمال والجنوب في خمسينيات القرن الماضي.

وتشمل الخطة وقفا فوريا لإطلاق النار من كلا الجانبين، وانسحاب القوات الروسية والأوكرانية على بعد 15 كم من مواقعها الحالية، وإنشاء منطقة منزوعة السلاح بينهما.

بالإضافة إلى ذلك، تتضمن المبادرة نشر قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة في المنطقة المجردة من السلاح، وإجراء استفتاءات تحت إشراف منظمات عالمية؛ من أجل "التأكيد بشكل موضوعي على إرادة غالبية السكان" في المناطق الأوكرانية التي ضمتها روسيا.

كما أبدت إندونيسيا استعدادها للمشاركة في جميع العمليات وإرسال جيشها كجزء من مهمة حفظ السلام.

وقال وزير الدفاع الإندونيسي برابوو سوبيانتو إنه واثق من فعالية الخطة التي طرحها، معتبرا أن هذه الإجراءات قد أثبتت جدواها في التجربة الكورية.

وزير الدفاع الإندونيسي برابوو سوبيانتو
وزير الدفاع الإندونيسي برابوو سوبيانتو

12 نقطة من الصين

تتكون خطة الصين للسلام بين روسيا وأوكرانيا من 12 نقطة، وطرحتها في فبراير/شباط، ودعت فيها إلى وقف إطلاق النار وبدء محادثات السلام.

وتؤكد الصين في خطتها أن المخاوف الأمنية لجميع الأطراف يجب أن تؤخذ في الاعتبار، بينما لا يمكن ضمان السلام الإقليمي من خلال توسيع الكتل العسكرية.

وتنص خطة السلام لجمهورية الصين الشعبية على تسوية الأزمة الإنسانية، من خلال تبادل أسرى الحرب، وتوفير الصادرات الغذائية عبر ممر الحبوب في البحر الأسود.

ودعت الصين إلى منع تطوير واستخدام الأسلحة البيولوجية والكيميائية، ومنع انتشار الأسلحة النووية، وتجنب حدوث أزمة نووية.

وأعلنت بكين أنها على استعداد للمساعدة في إعادة إعمار منطقة الصراع في أوكرانيا بعد الحرب.

مبادرات البرازيل وفرنسا والفاتيكان

ودعا الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إلى إجراء مفاوضات بين روسيا وأوكرانيا.

ووفقًا لفكرته، هناك حاجة إلى تنسيق دولي جديد بمشاركة الدول غير المشاركة في الصراع والمستعدة للعب دور الوسيط بين موسكو وكييف.

كما دعا دا سيلفا إلى عقد قمة للأمم المتحدة بمشاركة كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وأراد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تطوير خطته جنبًا إلى جنب مع الصين، حسبما أفادت وكالة "بلومبرغ"، في أبريل، لكن حتى الآن، عرض ماكرون على زيلينسكي فقط عقد قمة حول الصراع في باريس.

وطالب ماكرون بضمانات أمنية موثوقة لأوكرانيا، والتي تدعمها أيضًا ألمانيا.

كما تقدم الفاتيكان بمهمة سلام ورغبة في الوساطة، حيث أعرب البابا فرانسيس عن استعداده للحضور إلى كييف بشرط زيارة موسكو.

وأشار البابا إلى أن المبادرة ليست علنية، على الرغم من أن هدفها هو وقف إطلاق النار.

 البابا فرانسيس
البابا فرانسيس

بعثة السلام الإفريقية

في منتصف مايو، أعلن رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوسا عن مساعي دول إفريقية لإقناع روسيا وأوكرانيا ببدء المفاوضات.

المبادرة الأفريقية ليست خطة قائمة بذاتها، فهي تتضمن عددًا من أفكار كانت قد طُرحت سابقا، مثل وقف إطلاق النار وجعل الأمم المتحدة المكان الرئيسي للتسوية.

وتدعم الدول الإفريقية إعادة ربط عدد من البنوك الروسية بنظام سويفت العالمي، كما تقوم بتنسيق شروط وموعد رحلة وفديها إلى موسكو وكييف، حيث من المقرر أن تعقد الاجتماعات في أواخر يونيو.

رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوسا
رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوسا

موقف روسيا

كان موقف روسيا في المحادثات في بيلاروسيا، ثم في تركيا في فبراير وأبريل من عام 2022، هو حياد أوكرانيا.

وطالبت روسيا بنزع سلاح أوكرانيا، وحل قضية اللغة الروسية، فضلا عن الاعتراف باستقلال جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، والاعتراف بالسيادة الروسية على شبه جزيرة القرم، لكن بحلول نهاية أبريل/ نيسان، توقفت المفاوضات.

في الوقت نفسه، أشارت روسيا مرارًا وتكرارًا إلى أنها ترحب بجهود أي دولة تهدف إلى حل سلمي للأزمة الأوكرانية.

ولاحقا، أكدت موسكو أيضًا أنه لا توجد خطة سلام إذا لم تأخذ في الاعتبار الاعتراف بضم روسيا للمناطق الأربع (لوغانسك ودونيتسك وزاباروجيا وخيرسون).

ومع ذلك، أشار بوتين إلى أنه يمكن اعتبار خطة السلام الصينية أساسًا لحل الصراع عندما يكون الغرب وكييف جاهزين لذلك.

 الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

نقاط زيلينسكي العشر

عرض زيلينسكي خطته لـ "تحقيق السلام"، التي تتألف من 10 نقاط، والتي اعتبرتها أوكرانيا الحل الوحيد الممكن، في نوفمبر 2022.

ووفقًا لزيلينسكي، يتعين على روسيا سحب قواتها من الأراضي الأوكرانية، "لاستعادة وحدة أراضي البلاد"، وتبادل أسرى الحرب وفقًا لصيغة "الكل مقابل الكل".

كما يجب ضمان أمن أوكرانيا من الناحية العسكرية والنووية والبيولوجية والغذائية، وأمن الطاقة عبر آليات دولية.

بالإضافة إلى ذلك، تريد أوكرانيا تعويضات عن الخسائر الناجمة عن الأعمال العدائية من حساب الأصول الروسية في الخارج.

وأخيرًا، أعلنت كييف أنه "انتهى وقت الوسطاء"، وأن المبادرة الإندونيسية "ستسمح فقط لروسيا بكسب الوقت"، فيما أبدت استعدادها لمناقشة المقترحات الإفريقية.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com