هل ستتمخض قمة العشرين عن تقارب أولويات واشنطن وأنقرة؟
هل ستتمخض قمة العشرين عن تقارب أولويات واشنطن وأنقرة؟هل ستتمخض قمة العشرين عن تقارب أولويات واشنطن وأنقرة؟

هل ستتمخض قمة العشرين عن تقارب أولويات واشنطن وأنقرة؟

يبدو أن الاتصال الهاتفي الذي جرى أمس الثلاثاء، بين الرئيس الأميركي باراك أوباما، والرئيس التركي رجب طيب اردوغان، لم يقتصر على التهنئة بنجاح الانتخابات التركية، بل كان محوره البحث في تفاصيل المسألة السورية.

 وإن كان الاتصال الهاتفي بين الرجلين قد جاء متأخراً، بعد انتهاء الانتخابات العامة التي فاز بها حزرب العدالة والتنمية بالأغلبية، إلا أنه حمل جديداً في العلاقات الأمريكية التركية، التي لا تمرّ بأحسن حالاتها منذ أكثر  من عامين.

والجديد الذي تمخض عن المحادثة الهاتفية، هو ما دفع أردوغان إلى القول، إن حلفاء لتركيا في المعركة ضد تنظيم "داعش" يقتربون من فكرة إقامة منطقة آمنة في سوريا، وأنه لمس تطورات إيجابية بخصوص إقامة منطقة حظر طيران وتنفيذ عمليات جوية.

ولا شك في أن المنطقة الآمنة في مصطلحات الإدارة الأميركية، هي منطقة خالية من "داعش" وأخواتها، أو على الأقل "منطقة خالية من المخاطر"، كحل اصطلاحي وسط يجمع بين أولوية كل من واشنطن وأنقرة.

 غير أن أردوغان ذهب إلى القول، بأن حكومة بلاده "لن تتهاون إذا تقدم مسلحي حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا نحو مناطق غرب نهر الفرات، الذي تخشى أنقرة أن يقود إلى إقامة شريط كردي على حدودها الجنوبية مع سوريا.

وفي وقت تستعد فيه تركيا لاستضافة قمة العشرين  "G20"، المقرر أن تبدأ فعالياتها في 15 نوفمبر الجاري،  فإن قرار الرئيس الأمريكي بحضورها يعطيها أهمية خاصة، وأبعاداً متعددة.

ولا شك في أن أوباما لن يقعطع آلاف الكيلومترات، إلا وأن كان هناك قضايا هامة يريد أن يبحثها مع أردوغان ومع سائر زعماء هذه المجموعة، وخاصة المسألة السورية، بما يفضي إلى حشد المزيد من الجهود لمحاربة "داعش"، والبحث في سبل إيجاد حل سياسي في سوريا.

وقد استبقت الإدارة الأميركية القمة بالإعلان عن إرسال طائرات مقاتلة إضافية من طراز "إف 15 أي" إلى قاعدة إنجرليك العسكرية الجوية، بمحافظة أضنة جنوبي تركيا.

وذهب بعض المسؤولين الأميركيين إلى القول، لأول مرة، بضرورة إرسال قوات برية إلى جانب القوات الجوية، من أجل هزيمة داعش، وذلك بعد أرسلت إدارة أوباما 50 عسكرياً من قوات النخبة الخاصة إلى شمال سوريا.

واعتبر المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، بيتر كوك، أن نشر طائرات "إف 15 أي" إضافية في إنجرليك، هو جزء من عمليات محاربة داعش.

 وسبق أن أعلن البنتاغون، في وقت سابق من الشهر الجاري، عن نيته إرسال 12 طائرة مقاتلة نوع “إف 15 سي” إلى القاعدة التركية، التي ستقوم بتنفيذ دوريات جوية فوق الأجواء التركية، بناء على طلب من الحكومة التركية، حسبما صرح المتحدث باسم البنتاغون.

ويؤكد مراقبون أن هناك  التواصل ما بين الولايات المتحدة وتركيا، من أجل التوصل إلى أفضل الخيارات وأكثرها فاعلية في محاربة "داعش" على طول شريطها الحدودي مع سوريا، بطريقة تحسن الأمن التركي واستقرار المنطقة.

ويؤكد خبراء أن تصريحات أردوغان، التي أعلن فيها أن حلفاءه بدأوا يتفهمون السعي التركي في إقامة منطقة آمنة، جاءت بعد أن لمس مرونة في الموقف الأميركي، مقابل تكثيف الجهود ودعم واشنطن في حربها ضد داعش.

لكن أردوغان يطالب أيضاً بضرورة "تفهّم الموقف التركي بخصوص منع تسلل تنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي إلى الضفة الغربية لنهر الفرات".

 والسؤال الذي يطرح نفسه هو إلى أي مدى ستتمخض قمة العشرين المقبلة، التي ستعقد في منتجعات أنطاليا التركية، عن تقارب أو دمج  ما بين أولويات كل من تركيا والولايات المتحدة؟

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com