"تركيا الجديدة" ستحمل بصمة إردوغان مع تكثيف الحملة على المعارضة
"تركيا الجديدة" ستحمل بصمة إردوغان مع تكثيف الحملة على المعارضة"تركيا الجديدة" ستحمل بصمة إردوغان مع تكثيف الحملة على المعارضة

"تركيا الجديدة" ستحمل بصمة إردوغان مع تكثيف الحملة على المعارضة

أنقرة - قال مسؤولون كبار في تركيا، اليوم الثلاثاء، إن الحكومة الجديدة ستحمل بصمة الرئيس رجب طيب إردوغان، وتوقعوا أن يتولى مجموعة من مستشاريه المخلصين مناصب وزارية، ليزيد إحكام قبضته مع عودة حزب العدالة والتنمية لتشكيل الحكومة بمفرده.

 ومثل فوز حزب العدالة والتنمية في انتخابات الأحد التي منحته الأغلبية التي فقدها منذ خمسة أشهر انتصارا شخصيا لإردوغان اذ يتوقف سعيه للحصول على صلاحيات رئاسية أقوى على سيطرة الحزب الذي أسسه على البرلمان.

ويخشى معارضون أن تعمق النتيجة من نزعات اردوغان السلطوية. وبددت النتيجة الآمال في تشكيل حكومة ائتلافية كان يمكن أن تخفف حدة الانقسامات الاجتماعية العميقة.

وظهرت بوادر على تكثيف الحملة الصارمة التي تشنها الحكومة ضد المعارضين.

واعتقلت السلطات العشرات بينهم ضباط شرطة وموظفون حكوميون كبار اليوم الثلاثاء للاشتباه في صلاتهم برجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله كولن الذي يتهمه اردوغان بالتآمر للإطاحة به استنادا الى مزاعم فساد كاذبة.

وداهمت الشرطة مقر مجلة اخبارية تميل لليسار بسبب غلاف يشير الى أن نتيجة الانتخابات قد تفجر صراعا.

وفرضت قوات الأمن مدعومة بطائرات هليكوبتر حظرا للتجول في مناطق ببلدة بجنوب شرق البلاد الذي تسكنه أغلبية من الأكراد، بينما قصفت طائرات تركية مواقع تابعة للمسلحين الأكراد في شمال العراق مما يدل على استمرار الحملة العسكرية ضدهم بلا هوادة.

وكتب علي سيرمن الكاتب بصحيفة جمهوريت المعارضة "القدرة على التلاعب بالخوف عنصر مهم في عالم السياسة منذ مكيافيلي. أثبت طيب (إردوغان) أنه استاذ بالفعل".

وقال مسؤولون في أنقرة إن الحكومة الجديدة التي قد تعلن أواخر الأسبوع المقبل على أقرب تقدير ستضم عددا من كبار مستشاري إردوغان وإن رئيس الوزراء احمد داود أوغلو سيظل مسؤولا عن الفريق الاقتصادي بالحكومة.

وقال مسؤول كبير في حزب العدالة والتنمية "لا يمكن أن يكون كل المقربين من اردوغان في الحكومة لأنه لا توجد وزارات كافية" لكنه أوضح أن المقربين منه سيتولون مناصب رئيسية.

وقال المسؤول "سنرى جزءا مهما من مستشاريه والعاملين معه في الحكومة القادمة".

ومن المرجح أن يكون الوزراء الجدد من داخل ما يطلق عليها "حكومة الظل" التي تضم مجموعة من المستشارين الأقوياء وأسسها إردوغان للحفاظ على نفوذه بعد فوزه بأول انتخابات رئاسية مباشرة في تركيا في أغسطس اب 2014 عقب أكثر من عشر سنوات في منصب رئيس الوزراء.

وقال مسؤولان إن من بين المرشحين لمناصب وزارية الحليف الوثيق للرئيس ووزير النقل السابق بينالي يلدريم ووزير الداخلية السابق إفكان ألا ووزير العدل السابق بكير بوزداج ووزير الجمارك السابق نورالدين جانيكلي.

ومن المرجح أيضا عودة وزير الطاقة السابق تانر يلدز لمنصبه السابق.

تشكيل "تركيا الجديدة"

عمقت انتخابات يوم الأحد من الاستقطاب في تركيا إذ تركت 50 في المئة ممن لم يصوتوا لصالح لحزب العدالة والتنمية في حالة صدمة بدءا بالعلمانيين الذين ينظرون بريبة إلى التوجهات الإسلامية لإردوغان وانتهاء بالأكراد الذين يميلون لليسار ويحملون الرئيس مسؤولية تأجيج العنف من جديد في جنوب شرق البلاد.

ويصف إردوغان الانتخابات بأنها تصويت لصالح الاستقرار بعد أشهر من الغموض عقب انتخابات غير حاسمة في يونيو حزيران ويعتبرها تفويضا للمضي قدما في تشكيل ما وصفها "بتركيا الجديدة" تكتسب المزيد من النفوذ الاقتصادي والدولي.

وقال مسؤولون في الحزب إن داود اوغلو، الذي كافح بوصفه رئيسا للحزب للخروج من عباءة إردوغان، ينوي الإبقاء على وزير المالية محمد شيمشك ونائب رئيس الوزراء السابق علي باباجان الذي يحظى بثقة المستثمرين الأجانب على نطاق واسع.

وقال مسؤول كبير في الحزب مقرب من داود اوغلو "نعرف كلنا اسلوب اردوغان... لكن ليس من الصواب أن نتوقع أن تكون كل المناصب من اختيار اردوغان".

ومضى يقول "أنا واثق أن داود أوغلو سيصر على الإبقاء على اسماء ناجحة وباباجان وشيمشيك من أولوياته لأنهما يبعثان برسالة إيجابية".

وفي العقد الأول لهما في السلطة بنى إردوغان وحزبه سمعتهما على زيادة ثروات البلاد وأشرفا على ارتفاع كبير في الدخول الى جانب مد الطرق وإنشاء مستشفيات ومطارات جديدة في مختلف أنحاء تركيا التي كان يعتبر اقتصادها لفترة طويلة في حالة ركود.

ولكن مع تباطؤ النمو لجأ إردوغان الى الشعبوية الاقتصادية ووصف المصرفيين والمستثمرين الأجانب بأنهم يعيشون في ترف دون أن يبذلوا جهدا.

ودعا إردوغان إلى خفض معدلات الفائدة رغم ارتفاع التضخم وساوى تكاليف الاقتراض المرتفعة بالخيانة. وتسببت انتقاداته اللاذعة للبنك المركزي التي استمرت اسابيع في مطلع العام لفشله في خفض الفائدة في قلق داخل أسواق المال وهبوط الليرة لمستوى قياسي منخفض.

وانتشرت منذ فترة طويلة شائعات عن انقسام داخل حزب العدالة والتنمية لكن مسؤولين بالحزب أكدوا مرارا انه ربما يختلف أسلوب اردوغان عن طريقة داود أوغلو لكنهما يتبنيان رؤية واحدة.

ومع دخول تركيا ما قد يكون عقدها الثاني تحت حكم حزب العدالة والتنمية بعدما تركت انتخابات الأحد الماضي المعارضة في حالة من الارتباك لا يوجد شك يذكر بشأن من الذي سيحدد مسارها.

وقال سيرمن في صحيفة جمهوريت "السؤال الوحيد المطروح للنقاش هو هل ستذهب نقاط الفوز للسيد طيب (إردوغان) أم لداود اوغلو... كل ما شاهدانه حتى الآن يشير إلى أن شخصية إردوغان المهيمنة ستسود دوما".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com