أفغانستان.. أبواب السلام الموصدة
أفغانستان.. أبواب السلام الموصدةأفغانستان.. أبواب السلام الموصدة

أفغانستان.. أبواب السلام الموصدة

"الجيش الأمريكي سيبقى في أفغانستان". هكذا قرر باراك أوباما في منتصف أكتوبر، على مضض، بطبيعة الحال، وهذا في رأي المحللين، اعتراف بالفشل.

كان الرئيس الديمقراطي يتمنى لو كان بالإمكان أن يفي بوعده مع انتهاء فترتي رئاسته للولايات المتحدة، بانسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان والعراق، فهو عبّر لدى انتخابه صراحة عن هذا الطموح الذي يتوافق مع رغبات الأمريكيين.

وأدى ظهور الدولة الإسلامية في العراق إلى إسراع البيت الأبيض بإرسال ما لا يقل عن 3000 جندي إلى هذا البلد، الذي كان الجزء الأكبر من القوات الأمريكية قد غادره.

وقال أوباما إن عودة ظهور حركة طالبان في أفغانستان يقود واشنطن إلى الإبقاء على 9800 جندي في عين المكان، من حيث المبدأ حتى عام 2017 على الأقل.

لكن في الواقع، حسب المحللين، لا أحد يعرف غلى متى سيظل الأمريكيون في أفغانستان، لأنه من المستحيل إخفاء الشعور بالفشل واليأس الذي يثيره هذا الالتزام العسكري المتجدد باستمرار في بلد يعيش في حالة حرب منذ ستة وثلاثين عاما دون انقطاع.

وتقول لوموند في تحليلها إن الحرب التي شنتها القوات السوفييتية في عام 1979 تضاف إليها اليوم الحرب التي تخوضها منظمة حلف شمال الأطلسي- وخاصة الولايات المتحدة - منذ 2001 ، لتطرد من كابول سلطة طالبان التي كانت تأوي تنظيم القاعدة، المسؤول عن هجمات سبتمبر في نفس العام على التراب الأمريكي.

وتضيف الصحيفة أن أطنان القنابل التي ألقيت على البلاد منذ ذلك الحين لم تكسر تمرد طالبان الذي ينبعث من رماده في كل حلقة من حلقات هذه المأساة، مجددا قوته في قواعده الخلفية الباكستانية، ومهددا الحكومة المركزية بواسطة سيارات مفخخة، وهجمات وعمليات حرب العصابات.

ويرى خبراء أن أوباما يخشى في حال رحيل القوات الأمريكية أن تشهد أفغانستان مصيرا شبيها بمصير العراق.

ففي خريف عام 2015، بدا أن طالبان لم تنهزم، بل تنتشر في كل مكان في الشمال، ولكن أيضا في الجنوب، في الوقت الذي تعيد فيه القاعدة إعادة بناء قواعدها، وفي الوقت الذي تطفو فيه الدولة الإسلامية تدريجيا.

ويتساءل المحللون كيف يمكن وصف هذا الوضع المعقد بعد أربعة عشر عاما من حرب الناتو؟ هل هي نتيجة لعنة مأساوية أفغانية؟ إنها كارثة تدين مبدأ التدخل بقيادة الغرب.

وتقول الولايات المتحدة إن هناك لأول مرة رئيس في كابول، أشرف غني، الذي يمكن التعامل معه بكل ثقة. ولكن، مع ذلك لن تُهزم طالبان على الأرض: فهي تمارس الحرب وكأنها نمط حياة لا غنى عنه، والأمر الأكثر احتمالا أن إبقاء قوات الولايات المتحدة لن يضمن سوى الحفاظ على الوضع الراهن واستمراره إلى ما لا نهاية.

ويرى المحللون أن الحرب لن تنتهي إلا إذا تمكنت الولايات المتحدة، ولكن أيضا الصين التي تستثمر بكثافة في باكستان، من ممارسة أقصى قدر من الضغط على السلطة المدنية والعسكرية في اسلام اباد.

فمن فرط هاجس العدوان القادم من الهند، وهو هاجس قديم تجاوزه الزمن، يقوم جيش باكستان بتغذية تمرد طالبان حتى يمد نفوذه إلى كابول ومن ثم الهيمنة على أفغانستان، لأغراض "العمق الاستراتيجي" ضد الجيش الهندي، ولذلك فإن تحييد باكستان هو الشرط لضمان الشروع في مفاوضات بين كابول وطالبان.

ذلك يمثل استراتيجية، ورؤية إقليمية للمسألة التي بدونها لن تفيد إدامة الوجود العسكري الأمريكي في أفغانستان، بشيء.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com