تحذيرات إسرائيلية من تصوير الانتفاضة على أنها هجوم داعشي
تحذيرات إسرائيلية من تصوير الانتفاضة على أنها هجوم داعشيتحذيرات إسرائيلية من تصوير الانتفاضة على أنها هجوم داعشي

تحذيرات إسرائيلية من تصوير الانتفاضة على أنها هجوم داعشي

حذر الدبلوماسي الإسرائيلي "أوري سافير"، مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية الأسبق، وأحد من شاركوا في التخطيط لإتفاق (أوسلو) في تسعينيات القرن الماضي، بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، من محاولة تصوير الأوضاع الحالية على أنها "هجوم داعشي فلسطيني ضد إسرائيل".

وأشار إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية "بنيامين نتنياهو" يريد إقناع الرأي العام بأن المواجهات العنيفة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني "تأتي في إطار حرب دينية"، ومعتبرا أن هذا الأمر في غاية الخطورة.

وطالب "سافير" بالوقف الفوري لحالة العنف بالأراضي المحتلة، قبل أن تتدهور بالفعل لتحمل الطابع الديني، مضيفا أنه "في حال حدوث ذلك، فإن الوقت سيكون متأخرا للغاية للحديث عن نهاية العنف".

واتهم  الدبلوماسي الإسرائيلي في مقالته التي نشرها الموقع الإلكتروني لصحيفة (معاريف) الإثنين، نتنياهو وحكومته اليمينية بإشعال الأوضاع، وطالبه بالتوجه الفوري صوب اليسار العلماني، والتبرؤ من كتلة (البيت اليهودي) التي يرأسها وزير التعليم، عضو الكنيست "نفتالي بينيت"، والأيديولوجيات التي تتبناها، وعدم السير وراء دعواتها لمواصلة البناء في المستوطنات، داعيا إياه للبدء في التعاطي مع حل الدولتين.

واعتبر "سافير" أن الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني هو "صراع قومي وليس ديني، ويرتبط بتقسيم الأرض بين حركتين قوميتين، الصهيونية من جانب، والحركة القومية الفلسطينية من جانب آخر، وأن أطراف دينية ركبت موجة هذا الصراع من كلا الجانبين، وبمضي الوقت زاد حجمها وأضفت على الصراع القومي طابعا دينيا، ولكن هذا الصراع في المجمل ليس دينيا حتى الآن"، على حد قوله.

ولفت "سافير" إلى أن غالبية الشبان الفلسطينيين بالضفة الغربية، المؤيدين للإنتفاضة الحالية، يريدون دولة فلسطينية وليست خلافة إسلامية، مضيفا أنهم "يبغضون اليهود بسبب الإحتلال، وليس لكونهم يهودا، بينما يختلف الوضع في قطاع غزة، حيث تسيطر حركة حماس، والتي تحض على الجهاد ضد إسرائيل"، طبقا لروايته.

وحدد الدبلوماسي الإسرائيلي الأسبق الهدف الإستراتيجي الذي ينبغي أن تتمسك به الحكومة الإسرائيلية، وقال أنه "ينبغي التفرقة بين الحركة العلمانية (فتح)، والحركات الأصولية (حماس والجهاد الإسلامي)، في وقت تصر فيه حكومة نتنياهو على الربط بين الحركتين، لكي تبرر عدم استعدادها للحديث عن حل الدولتين".

وتتسبب سياسات الربط تلك، في تحويل الصراع إلى الطابع الديني، الذي لن يجذب إليه سوى حركات ذات طابع ديني، مثل حماس والجهاد الإسلامي (يقول سافير)، مضيفا أن الأمر لن يتوقف على حماس والجهاد الإسلامي، ولكنه سيشمل أيضا جميع الحركات الجهادية الإسلامية على اختلافها، فضلا عن إثارة العالم الإسلامي بأسره ضد إسرائيل.

ويعتقد الدبلوماسي الإسرائيلي أنه ينبغي إعادة الصراع وحله بناء على أبعاده القومية بأسرع ما يمكن، معتبرا أن التوحد الغريب بين القوة العلمانية السياسية الأكبر (الليكود)، وبين القوة الدينية المسيانية (البيت اليهودي) وبين المستوطنين الحالمين بأرض إسرائيل الكبرى، يشكل عقبة أمام هذا الحل.

ويؤكد "سافير" أن "بينيت وزمرته في (البيت اليهودي) يحرصون على تأجيج الصراع الديني، بل أنهم يؤمنون بضروره حدوثه،  لأنهم يعتقدون أن السيطرة على أرض إسرائيل راسخة في الديانة اليهودية، ويتمسكون بذلك أكثر بكثير من الصهيونية الحديثة"، على حد قوله، مضيفا أن هذا التيار "مدعوم بنصف مليون مستوطن غربي الخط الأخضر، خضع لهم نتنياهو بسبب أيديولوجياته الرجعية، أو بسبب مصالحه السياسية الخاصة".

وحذر "سافير" من أن تحالف نتنياهو – بينيت ومواصلة البناء في المستوطنات سيأخذ الصراع إلى الجانب الديني، وأن ما يبدأ بواقعة طعن ويصبح إنتفاضة تحمل صبغة دينية بشأن مدينة القدس فقط، سوف يتحول إلى حرب دينية شاملة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com