كوربين "نصير اللاجئين" يتزعم حزب العمال البريطاني
كوربين "نصير اللاجئين" يتزعم حزب العمال البريطانيكوربين "نصير اللاجئين" يتزعم حزب العمال البريطاني

كوربين "نصير اللاجئين" يتزعم حزب العمال البريطاني

لندن ـ أحدث السياسي اليساري البريطاني جيريمي كوربين مفاجأة بالفوز في انتخابات زعامة حزب العمال.

وتفوق كوربين، الذي اعتبره مراقبون مرشحا هامشيا في المنافسة، على أندي بيرنام، وأيفيت كوبر وليز كندال.

وحصل على 25147 صوتا، بنسبة 59.5 في المئة، متقدما بنسبة 40 في المئة على أقرب منافسيه بيرنام الذي حصل على 19 في المئة.

وحلت كوبر ثالثة بنسبة 17 في المئة من الأصوات، بينما حصلت كندال على 4.5 في المئة.

وأول قرار اتخذه كوربن بعد إعلان فوزه وسط أعضاء الحزب وبقية المرشحين بوسط لندن، المشاركة في مظاهرة لدعم اللاجئين دعت لها منظمات وحركات مختلفة منذ فترة.

وقال كوربين "هؤلاء اللاجئين ضحايا وبشر مثلنا يبحثون عن ملاذ آمن، تلزمنا الإنسانية والتعاطف على مساعدتهم"

ولم يفته أن يذكر بأن أزمة اللاجئين تلك ما هي إلا نتاج حروب لا تخدم الإنسان ولا ينبغي لبلاده أن تنخرط فيها.

وتعهد كوربين، الذي قضى 32 عاما من حياته السياسية في مجلس العموم، بالنضال من أجل بريطانيا أكثر تسامحا وأكثر تقبلا للتنوع الثقافي، وبمعالجة "الفوارق الاجتماعية الفاضحة".

وأضاف أن "الناخبين عبروا عن رفضهم للفوارق الاجتماعية والظلم والفقر غير المبرر".

ويقول مراقبون إن فوز كوربين الساحق من شأنه أن يسكت يمين حزب العمال، الذين كانوا يخططون لإزاحته في أقرب فرصة، لكنه "مسح منافسيه مسحا".

وأبدى زعيم حزب العمال السابق، إيد ميليباند، عن دعمه للزعيم الجديد، لكنه قال إنه يأمل منه "أن يمد يده إلى جميع تيارات الحزب".

وأعلن وزير الصحة في حكومة الظل، جيمي ريد، المعروف بمعارضته لكوربين، عن استقالته من حكومة الحزب فور إعلان نتيجة الانتخابات الحزبية.

كما استقالت وزيرة العمل في الحزب بعد انتخاب كوربين.

وأعلن كوربين أن أولى مهامه في مجلس العموم كقائد للمعارضة، ورئيس وزراء الظل هو مكافحة القانون الذي تحاول حكومة حزب المحافظين الحاكم تمريره، ويراه كوربين مكبلا للنقابات العمالية.

هذه النقابات التي تعد عمودا فقريا لحزب العمال وكانت إحدى الرافعات الأساسية لحملة جيرمي كوربين لرئاسة الحزب.

يذكر أن حزب العمال شهدا إقبالا كبيرا على الالتحاق به كأعضاء جدد ومنتسبين، قبيل انتخابات رئاسة الحزب، وهي خطوة عزاها كثيرون لقدرة جيرمي كوربين وبرنامجه على جذب قطاعات شعبية وشبابية مختلفة للحزب أرادت أن تعزز حظوظه بالفوز برئاسة الحزب لأن انتخابات رئيس الحزب تتم بالاقتراع المباشر لكافة الأعضاء.

وطرح كثير من المحللين أسئلة تتعلق بمستقبل الحزب في ظل قيادته غير التقليدية الجديدة وما إذا كان سيستطيع إحراز الفوز في الانتخابات العامة المقرر إجراؤها عام 2020 وبالتالي تشكيل الحكومة وحكم البلاد أم أنه سيتجه بقوة ناحية اليسار تاركا منطقة الوسط السياسي ليتمدد فيها حزب المحافظين الحاكم ويتراجع العمال من المركز الثاني إلى الثالث.

وقبل أن تتجه البلاد إلى الانتخابات العامة بعد خمس سنوات هناك عدة انتخابات ستعطي مؤشرا على وضع الحزب. منها مثلا انتخاب عمدة لندن المقررة العام المقبل وقد فاز بترشيح الحزب النائب المسلم في مجلس العموم صادق خان ليصبح المرشح الرسمي لحزب العمال في هذه الانتخابات.

جيرمي كوربن ذكر أيضا في خطاب فوزه إن يعتزم العمل مع خان في حملته ليعود العمال مرة أخرى لعمدية بلدية العاصمة البريطانية بعد أن انتزعها منهم عمدة لندن الحالي وعضو حزب المحافظين بوريس جونسون عام 2008، وهناك أيضا الاستفتاء الذي تريد حكومة المحافظين إجراؤه منتصف العام المقبل حول بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، ويعد العمال من أبرز الداعمين لاستمرار عضوية بريطانيا في الاتحاد.

كما أن هناك انتخابات البرلمان الاسكلتندي المقررة العام القادم أيضا والتي ستتمخض عن حكومة محلية جديدة في اسكتلندا. وهي المنطقة التي مُني حزب العمال فيها بهزيمة منكرة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة ولم يفز سوى نائب عمالي واحد من أكثر من خمسين دائرة انتخابية كانت تعد تاريخيا معقلا لحزب العمال.

تأثير هذه النتيجة لن ينحصر على الشأن الداخلي في بريطاينا فقط بل سيمتد لسياستها الخارجية أيضا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com