أوروبا تحارب على جبهتين: استيعاب اللاجئين وكبح المهربين
أوروبا تحارب على جبهتين: استيعاب اللاجئين وكبح المهربينأوروبا تحارب على جبهتين: استيعاب اللاجئين وكبح المهربين

أوروبا تحارب على جبهتين: استيعاب اللاجئين وكبح المهربين

تخوض أوروبا حربا على جبهتين، فهي من جهة تسعى لاستيعاب الأعداد الهائلة من اللاجئين، ومن جهة أخرى تحاول كبح جماح المهربين الذين يتخذون من تهريب البشر تجارة مربحة.

ويرى مراقبون أن تركيا سهلت مرور أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين نحو اليونان ومنها إلى بلدان أوروبا الغربية، وذلك في مسعى لإقناع الغرب بمطلبها في أقامة منطقة آمنة تمثل ملاذا للفارين.

وأخفقت أنقرة في إقناع الولايات المتحدة وأوروبا بإقامة منطقة آمنة شمال سوريا رغم تلبيتها لدعوات الغرب بالانخراط في التحالف الدولي المناهض لداعش.

وغيرت الصدمة الناجمة عن صور الطفل السوري الذي مات غرقا وعثر على جثته على رمال شاطىء تركي، أولويات السلطات الاوروبية التي تسعى حاليا إلى محاربة جيش مؤلف من نحو 30 ألف مهرب تشتبه في أنهم يتاجرون بالبشر.

وقال روبرت كريبينكو المسؤول عن مكافحة شبكات الجريمة المنظمة في إطار المكتب الأوروبي للشرطة (يوروبول) "هذه أولويتنا بالتأكيد ليس من قبل اليوروبول فقط، بل على صعيد جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الاوروبي".

وأضاف كريبينكو أن الاتجار بالبشر لا يشكل خطرا كبيرا على الراغبين في الهجرة فقط بل يمثل "تحديا كبيرا لجميع الدول الأعضاء أيضا، سواء على الصعيد الانساني أو الأمني".

وتؤمن هذه التجارة القاتلة مليارات الدولارات، وهي تتغذى من احباط عدد متزايد من الأشخاص الهاربين من الحرب والفقر المتفشيين في بلدان مثل سوريا وافغانستان وأريتريا والصومال والعراق وليبيا.

وأطلق الاتحاد الاوروبي في يوليو الماضي عملية واسعة النطاق لمكافحة المهربين في البحر المتوسط وجمع في البداية معلومات قبل أن يستعد للتحرك عسكريا في الأسابيع المقبلة من حيث المبدأ، لاعتراض سفن المهربين قبالة السواحل الليبية.

وحددت السلطات الأوروبية منذ اذار/مارس مجموعة دولية قوامها "30 ألف مشتبه به" في كل أنحاء أوروبا ينشط ثلاثة آلاف منهم في البحر المتوسط وينتمي بعضهم إلى بلدان ليست أعضاء في الاتحاد الاوروبي يتبادل اليوروبول معها المعلومات، كما قال كريبينكو.

وأضاف أن هؤلاء المهربين من مختلف الجنسيات والأديان يضعون خلافاتهم جانبا من أجل التعاون في شأن كل حالة على حدة، حسب الحاجات وحيث يمكنهم أن يكسبوا المال.

وهؤلاء المهربون الذين كسبوا خلال بضعة أشهر حوالى 7,5 ملايين يورو، كانوا يوصلون إلى أوروبا سوريين من خلال تهريبهم بأوراق مزورة من تركيا الى اليونان، سواء عبر طرق بحرية وجوية أو برية.

وأكدت ايزابيلا كوبر المتحدثة باسم الوكالة الاوروبية لمراقبة الحدود (فرونتكس)، إن الاتجار بالبشر الذي يشبه أحيانا الاستعباد الجنسي والاستغلال في وظائف بأجور زهيدة، هو "التجارة الأكثر ربحا على ما يبدو" من كل الأنشطة الاجرامية، ويتخطى حتى تجارة الأسلحة وتجارة المخدرات.

ودأب المهربون على استخدام شبكات التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك وسواه للتعريف بخدماتهم والتفاوض على أسعارها وتنظيم مسارات المهاجرين، كما ذكر الانتربول وفرونتكس.

وفي افريقيا الغربية وجنوب الصحراء، يستخدم المهربون مجموعة كاملة من الشاحنات والملاجىء لاستقدام المهاجرين إلى ليبيا. وإحدى الطرق المستخدمة تمر بغانا وبوركينا فاسو والنيجر.

وعندما يصل المهاجرون الى ليبيا، ترسلهم شبكات متخصصة لاجتياز البحر المتوسط على متن سفن صيد أو زوارق مطاطية صغيرة ويحملونها أكثر من قدرتها الاستيعابية.

وتقول مصادر أمنية إن بعض المهربين ارغموا مهاجرين على الصعود إلى زوارق قديمة مهددين أياهم بالمسدسات بعدما أدرك هؤلاء خطورة الابحار على متنها.

وتعد ليبيا "منجم ذهب للمهربين" لأن لا وجود فعلا للقانون فيها، بحسب مراقبين.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com