قرار 3 دول بالساحل يرهن مصير 4 ملايين بوركينابي في كوت ديفوار

أدى انسحاب بوركينا فاسو ومالي والنيجر من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، إلى خلق وضع غامض بالنسبة لأربعة ملايين شخص في كوت ديفوار، وخاصة البوركينابيين.

وكشفت وسائل إعلام بوركينابية عن إقامة أكثر من أربعة ملايين شخص في كوت ديفوار، يسهمون بشكل كبير في الاقتصاد الإيفواري، وخاصة في قطاعات الزراعة والبناء والأمن.

وأصبح مستقبلهم الآن غير مؤكد؛ لأن انسحاب بوركينا فاسو من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا قد يؤدي إلى فرض قيود على حرية تنقل الأشخاص والبضائع.

ويشعر العمال البوركينابيون في ساحل العاج بالقلق إزاء وضعهم والتأثير المحتمل على أسرهم وسبل عيشهم، كما تنقل صحيفة "لوفاسو" المحلية. وطالب محللون بإيجاد حلول دائمة لضمان حماية العمال المهاجرين، وحفظ حقوقهم، وتقليل الآثار السلبية لانسحاب بوركينا فاسو من تكتل "إيكواس".

وأكدت حكومة بوركينا فاسو للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، في بيان صحفي، مساء الأربعاء، يحمل توقيع الوزارة المكلفة بالتعاون الإقليمي، على "الطبيعة التي لا رجعة فيها" لقرارها "الانسحاب دون تأخير" من المنظمة. 

كما رد وزير الاقتصاد في بوركينا فاسو، أبو بكر ناكانابو، على الهواجس بالتهوين من انسحاب بلاده من المجموعة، معتقدا أنه "لن يكون له تأثير يذكر على اقتصادهم الخارجي".

وأرجع ذلك، أساسا إلى ضعف تجارة الدولة مع أعضاء المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا.

وقال الوزير في مقابلة مع الصحافة المحلية، "خروجنا من المجموعة من حيث التأثير على التجارة الخارجية ليس كبيرا بما فيه الكفاية خارج غانا". وأوضح أن تطبيق التعريفة الخارجية المشتركة للاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب أفريقيا القريبة من تعريفة "إيكواس"، سيساعد على تقليل التأثيرات.

ووفقا لأبو بكر ناكانابو، وصلت الصادرات في عام 2023 إلى 14% مع تكتل "إيكواس"، بما في ذلك أقل من 3% مع الدول غير الأعضاء في الاتحاد النقدي الأفريقي مثل غانا. وقال إن الصادرات، التي تتم إلى غانا إلى حد كبير، تشمل الماشية الحية.

وبالنسبة للوزير البوركينابي، فإن ديناميكية التحول المحلي التي أطلقتها السلطات ستمكّن من السيطرة على هذا التأثير. ومن حيث الواردات، فقد وصلت نسبتها إلى 26% في عام 2023 مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، بما في ذلك أقل من 7% مع البلدان خارج هذا التحالف الأفريقي، مبينا أن غالبية الواردات مع غانا تتعلق باقتناء الكهرباء.

وقالت وكالة أنباء بوركينا فاسو نقلا عن وزير الاقتصاد والمالية في البلاد إن إيكواس ستخسر ما لا يقل عن 74 مليون دولار سنويا نتيجة انسحاب النيجر ومالي وبوركينافاسو من الكتلة.

وأعلنت الدول الثلاث، يوم الأحد 28 يناير انسحابها من الهيئة شبه الإقليمية، بعدما سبق لها أن أنشأت تحالفا مشتركا في 16 سبتمبر 2023 لتوحيد دفاعها وتعزيز التنمية.