هل سيجرّ الدروز إسرائيل إلى التدخل في سوريا؟
هل سيجرّ الدروز إسرائيل إلى التدخل في سوريا؟هل سيجرّ الدروز إسرائيل إلى التدخل في سوريا؟

هل سيجرّ الدروز إسرائيل إلى التدخل في سوريا؟

في تحليلها تساءلت صحيفة الاكسبريس الفرنسية كيف سيكون رد فعل إسرائيل إزاء تصاعد التوترات في المناطق التي تسكنها أغلبية درزية على جانبي حدودها مع سوريا؟ فمنذ عدة أسابيع ودروز إسرائيل يدعون حكومتهم لمساعدة شركائهم في الدين المهددين من قبل المتمردين السوريين. فيوم الاثنين تعرضت سيارتا إسعاف تحملان جرحى سوريين متجهتان  إلى مركز طبي في إسرائيل، للهجوم في الجليل وهضبة الجولان التي ضمتها إسرائيل.

من هم الدروز؟

هذه الأقلية الناطقة بالعربية تمارس ديانية باطنية مقصورة على فئة معينة، وهي منبثقة منذ القرن الـ11، عن انقسام في المذهب الشيعي. فهم يعتبرون هراطقة من قبل المسلمين، وقد استقروا بشكل رئيسي في المناطق الجبلية من بلاد الشام، مثل غيرهم من طوائف الاقليات الأخرى، كالعلويين أو اليزيديين. وهم يقدرون بنحو مليون شخص، من بينهم 700 ألف في سوريا، فيما البقية موزعة بين لبنان وإسرائيل والأردن. وعلى عكس الأكراد ليس للدروز مطالب وطنية، ويكتفون بالحفاظ على خصوصيتهم.

ويرى المحلل السياسي خطار أبو دياب أن "الدروز، بحكم غريزة البقاء، كثيرا ما انخرطوا في النضال الوطني في البلدان التي يعيشون فيها،. فبفضلهم  لم يكتب لمشروع التقسيم الاستعماري الفرنسي لسوريا على أسس طائفية، مع دولة درزية، ودولة علوية، ودولة مسيحية (لبنان) ودولتين مسلمتين، النجاح".

ويضيف سيريل روسيل، الباحث في المعهد الفرنسي للشرق الأدنى أن هناك "طائفة درزية غنية نسبيا تعيش أيضا في الشتات، في أفريقيا وأمريكا اللاتينية".

الدروز في سوريا

ويقول المحللون أن الضباط المنبثقين عن الأقليات والراسخين في الجيش منذ الانتداب الفرنسي، لمواجهة قومية الأغلبية السنية – لعبوا دورا بارزا  خلال انقلابات الستينيات. فإذا كان حافظ الأسد وابنه بشار يميلان لصالح عشيرتها العلوية، فقد واصلا استغلال المسألة الطائفية لصالحهما. فالأقلية العلوية لا تشكل في الحقيقة سوى 10٪ فقط من السكان. ولذلك يلعب النظام السوري على الخوف الذي يمكن أن يُلهم به المسلمون السنة (70٪) الأقليات الأخرى – المسيحية (5 إلى 10%)  والدروز (2-3٪).

تهديد المتمردين السوريين

قبل نحو عشرة أيام، ارتكبت انتهاكات على أيدي مقاتلي النصرة ضد قرية درزية في محافظة إدلب، مما تسبب في مقتل 20 شخصا. لكن بعد هذه المجزرة أكد مسؤولون في النصرة بأن المسؤولين عن هذه المجزرة سيحاكمون.

ويقول سيريل روسيل "منذ أن اتفقت تركيا وقطر والمملكة العربية السعودية على تعزيز مساعداتها للمتمردين، تسعى النصرة المتواجدة بكثافة في شمال سوريا، جاهدة، الظهور بصورة أقل راديكالية، لأن مسؤولو النصرة يدركون جيدا أن مسألة الأقليات مهمة جدا لدى الغربيين"؟

الدروز الإسرائيليون قلقون ومتضامنون

على الجانب الآخر من الحدود، أدى القلق الذي أثاره تقدم المتمردين إلى حشدٍ كبير في صفوف دروز إسرائيل. فالروابط المجتمعية قوية جدا على كلا الجانبين، حيث لدروز إسرائيل روابط عائلية مع دروز سوريا. يقول خطار أبو دياب "لا يوجد تحوّل بين الدروز ، وبالتالي فإن روح جسد الطائفة قوي جدا." وقد جُمعت تبرعات كثيرة للمساعدة في تسليح دروز سوريا.

وتوضح الصحيفة في تحليلها أن من الصعب أن تظل الدولة اليهودية مكتوفة الأيدي أمام دعوة أقليتها الدرزية التي تتمتع بوضع قانوني متميز في البلاد. فالغالبية العظمى من مواطني إسرائيل الدروز وعددهم 130 ألف يؤدون الخدمة العسكرية، خلافا لمعظم العرب المسيحيين والمسلمين. بل ويرى المراقبون أن معدل التحاقهم بالجيش أعلى بكثير من المتوسط، وهم متواجدون بكثرة في سلاح المشاة. وهم يدفعون ثمنا باهظا بسبب "تحالف الدم" الذي يربطهم بالدولة العبرية ويطالبون في المقابل أن تهب إسرائيل لمساعدة إخوتهم الدروز السوريين. وهم فضلا عن ذلك مندمجون بشكل جيد في الحياة العامة في إسرائيل، حتى لو كانوا ينددون بالتمييز العنصري.

إن ما يقرب من 20 إلى 30 ألف درزي الذين يعيشون في مرتفعات الجولان التي احتلتها إسرائيل عام 1967، رفضوا المواطنة الإسرائيلية بعد ضم إسرائيل للجولان في عام 1981، وجميعهم  قلقون من السياسة الإسرائيلية إزاء المتمردين السوريين.

الترحيب إلى أي حد؟

لقد أثارت نداءات الدروز في إسرائيل نقاشا حول الترحيب الذي يجب أن يخصص لإخوانهم السوريين. وقد قال الوزير السابق يوسي بيلين. "لقد تأسست الدولة اليهودية لليهود الذين كانوا يعيشون في محنة". ففي رأيه أن "ستيعاب مجموعات كبيرة من غير اليهود الذين يعيشون في محنة سوف يخلخل التوازن الديمغرافي ويخلق سابقة خطيرة".

في الأسبوع الماضي، التزمت الحكومة الإسرائيلية بحماية الدروز الفارين من بلادهم إلى الأراضي الواقعة تحت السيطرة الإسرائيلية، ولكن بعد حادث يوم الاثنين، حذر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قائلا "نحن لن نسمح لأحد بأن يمسك القانون بيديه ويمنع الجيش من تنفيذ مهامه ". دروز  جبل حرمون في الغالب هم الذين يشعرون بأنهم مهددون. فإذا اضطرت إسرايل لاستقبال لاجئين فسيكون هؤلاء اللاجئون على الأرجح من هذه الطائفة الصغيرة.

يقول المحلل أوفر زالزبيرغ من المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات "سوف تواجه إسرائيل التحدي المتمثل في الحد من هذا النزوح مع مرور الوقت". وفي رأيه أن الالتزام الإسرائيلي على الأرجح لن يذهب أبعد من ذلك.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com