أبراهام يهوشع: لا مفر من المقاطعة الفعالة لإسرائيل
أبراهام يهوشع: لا مفر من المقاطعة الفعالة لإسرائيلأبراهام يهوشع: لا مفر من المقاطعة الفعالة لإسرائيل

أبراهام يهوشع: لا مفر من المقاطعة الفعالة لإسرائيل

قال الكاتب الإسرائيلي أبراهام. ب. يهوشع في حديث لصحيفة لبيراسيون الفرنسية "إننا نشهد منذ الأسابيع الأخيرة تحفيزا واضحا على مقاطعة إسرائيل، سواء فيما يتعلق بالمنتجات المصنعة في المستوطنات في الأراضي الفلسطينية أو في داخل إسرائيل نفسها، أو عن طريق إلغاء اتفاقيات تجارية مع شركات إسرائيلية (مثل الشركة الفرنسية أورانج).

وأضاف: "كما نشهد مقاطعة الفنانين والمغنين والمخرجين والكتاب الذين يلغون زيارتهم لإسرائيل، أو الذين يشاركون في مجالس إدانة إسرائيل، في جميع أنحاء العالم و هذه الحملات تضاف إلى ميلاد جمعيات الطلاب والمثقفين التي تتسع أكثر فأكثر في اليسار الأوروبي والأمريكي. وفضلا عن ذلك ينضم إلى هذه الحركات، بطبيعة الحال، الفلسطينيون والمسلمون العرب المقيمون بشكل دائم خارج وطنهم الأصلي".

وأكد أبراهام. ب. يهوشع، أن إسرائيل في البداية "أهملت البوادر الأولى لهذه المقاطعة"، ويذكر بأن جميع الدول العربية، في الخمسينيات والستينيات، حتى قبل حرب الأيام الستة، عندما كانت إسرائيل دولة ضعيفة اقتصاديا وسياسيا، كانت هذه الدول قد حاولت تنظيم مقاطعة كاملة لإسرائيل وخاصة في المجال الاقتصادي، لكن المقاطعة فشلت لأن الدول الغربية لم تتبعها. وفي رأي الكاتب أن السبب في ذلك أن ذكرى المحرقة كانت لا تزال تلقي ثبقلها على الوعي الجماعي الأوروبي، ولأن إسرائيل في نظر هذه الدول كانت في تلك الفترة، دولة تكافح من أجل وجود ديمقراطيتها في مواجهة الدكتاتوريات العربية التي بالكاد أفادت قوتهم الاقتصادية مواطنيهم.

ويرى يهوشع أن حملة المقاطعة الحالية مختلفة تماما عن سابقتها وتسهدف إسرائيل التي تغيرت. إذ يقول "بالتأكيد يمكن لإسرائيل أن تدعي أنها "الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط"، ولكن تاريخ هذا القرن يعلمنا أن الديمقراطية يمكن أن تكون أيضا، مسؤولة عن انتهاكات مسؤولة وخطيرة ضد شعوب أخرى، كما كان الحال مع الديمقراطية الفرنسية في الجزائر، أو العدوان الأمريكي في فيتنام، وفي الآونة الأخيرة، في العراق.

ولذا فإن الطابع الديمقراطي الإسرائيلي النسبي لا يحصنها ضد الظلم التي ترتكبه ضد الفلسطينيين، وضد فرضها الاحتلال العسكري والمدني على شعب منذ ما يقرب من نصف قرن.

وأوضح أنه لهذه الأسباب ولدت المقاطعة الجديدة، والتي تشبه من بعض الأوجه المقاطعة التي فرضت على جنوب أفريقيا في حينها، لإجبار إسرائيل على تغيير سياستها، وقبل كل شيء على وقف توسيع المستوطنات على الأراضي الفلسطينية، أساس الدولة الفلسطينية القادمة.

وقال: "لكن، من بين المؤيدين الجدد للمقاطعة، يبدو البعض في حالة من الروع بسبب التطرف الإسلامي والفوضى في كامل العالم العربي. فالكثير منهم على بينة من هذا الواقع، وحزانا ومحبطون، لكون أنه  بعد الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة لم تسع حماس للنهوض بالقطاع ومن أجل رفاهية سكانه، ولكنها كرست كل جهودها المكثفة للحصول على الأسلحة، وهو ما يتجسد في بعض الأحيان، بإطلاق الصواريخ على البلدات الإسرائيلية.

وبحسب  الكاتب أن هؤلاء يدركون أيضا أن نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا لا علاقة له مع نظام الاحتلال في الضفة الغربية: سودُ جنوب افريقيا لم يكونوا يسعون لرحيل البيض ولكنهم كانوا يتطلعون إلى المساواة والتمتع بالحقوق المدنية. ففيما الصراع مع الفلسطينيين أكثر تعقيدا لأن بين هؤلاء الفلسطينيين هناك من لا يزالون ينكرون حق جود إسرائيل.

 ومع ذلك فإن الظلم الصارخ الذي تمارسه الدولة العبرية ضد الفلسطينيين يثير ليس المعارضين التقليديين لليهود والإسرائيليين وحسب، وإنما أيضا حتى أولئك الذين يدركون الحق الأخلاقي إسرائيل في الوجود.

و أضاف أبراهام. ب. يهوشع، أن استمرار تآكل القليل من الأراضي (فقط ربع فلسطين الأصلية) الذي ترك للفلسطينيين، بسبب المستوطنات، يجب أن يتوقف، وهذا ما يتفق عليه الكثير من الإسرائيليين واليهود، وهذا هو السبب الذي يجعل حركة المقاطعة تأخذ في التوسع والازدياد. وغني عن القول، كما هو الحال في أي حركة جماهيرية من هذا النوع، أن تختلط بالقلق الحقيقي من أجل حقوق الفلسطينيين الهواجس القديمة المعادية للسامية والمطالبات الأصولية الإسلامية، التي تنفي المبدأ ذاته لوجود دولة إسرائيل .

وكما هو متوقع، فإن الحكومة الإسرائيلية تستفيد من هذا التعقيد، حتى تدين وتشوه سمعة المقاطعين من مختلف المشارب. بل وقد تم تمرير قانون يجعل جميع الإسرائيليين الذين يعبّرون عن تأييدهم لمقاطعة مؤسسة إسرائيلية أو بلدية إسرائيلية، عرضة للملاحقة القضائية. لكن ذلك لم يمنع الآلاف من الإسرائيليين من إعلان تأييدهم الكامل لمقاطعة صريحة لجميع المستوطنات.

ليس هناك من ينكر أنه من الصعب التعاطف مع المقاطعين الذين يظهرون في محلات السوبر ماركات في أوروبا ويقذفون إلى الأرض من على الرفوف بالبضائع الإسرائيلية. وليس هناك أكثر مما يثلج الصدر من ملاحظة أن فنانين أجانب يبدأون في التعبير عن آراء معارضة لوجود إسرائيل. ولكن من ناحية أخرى، من الضروري أن يمارس المجتمع الدولى الضغط على اسرائيل لانهاء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية، حتى قبل أن تبدأ هذه المحادثات المعقدة حول شروط السلام واتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين.

وخلص أبراهام. ب. يهوشع إلى القول إنه إذا كانت الحكومات الأوروبية المستنيرة قلقة من استمرار هذه الحركات الشعبية فإنه عليها من جانبها أن تمارس الضغط على إسرائيل لوقف الاستيطان، لأن هذا الإجراء هو المناسب لتوفير مناخ ملائم للمفاوضات المطلوبة مع الفلسطينيين، على غرار الإجماع الدولي، والذي حتى الحكومة الإسرائيلية قبلت به : دولتين لشعبين.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com