الكونغرس الأمريكي
الكونغرس الأمريكي رويترز

خبراء: الدعم الأمريكي لأوكرانيا "ورقة انتخابية" بين الجمهوريين والديمقراطيين

عشية التصويت المرتقب لمجلس النواب الأمريكي على مشاريع قوانين منفصلة إحداها لتقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة 61 مليار دولار متعثرة منذ أشهر، يرى خبراء روس أن إقدام السلطات الأمريكية على هذه الخطوة لا يتعدى "الفخ" بالنسبة للديمقراطيين، وسط مؤشرات على أن ملف الدعم الأمريكي لكييف تحول إلى ورقة انتخابية بين الجمهوريين والديمقراطيين يشهرها كل طرف في وجه الآخر.

وبحسب نص المشروع، فإن المليارات التي سيتم تخصيصها لأوكرانيا سيتم استخدام 23.2 مليار منها لتجديد موارد الولايات المتحدة من الأسلحة والمخزونات والمرافق العسكرية الأمريكية.

فخ للديمقراطيين

وتعليقا على إمكانية تصويت البرلمان الأمريكي بالموافقة على هذه الحزمة، يرى الباحث في الشؤون السياسية يوري ميروشكين، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "الجمهوريين إذا ما مرروا هذا المشروع فإنهم يعدون فخًّا للديمقراطيين ومنهم الرئيس الأمريكي جو بايدن".

أخبار ذات صلة
فرنسا.. "جلسة ساخنة" في البرلمان بسبب دعم أوكرانيا

ويوضح ميروشكين أن" الأهم من المساعدات هو شكل تقديمها، وإذا تم قبول هذا المشروع، فسوف تقوم الولايات المتحدة بتمويل أوكرانيا بقرض، ووفقا لنص المشروع المنشور، سيكون بايدن ملزما بالدخول في اتفاقية دين مع كييف خلال 60 يوما من تاريخ إقرار المشروع، وسيكون القرض بدون فوائد لكن مع إجراء إلزامي بالسداد، ويدرك الجمهوريون أن أوكرانيا عاجزة عن السداد؛ لذلك سيضعون نظراءهم الديمقراطيين في فخ قانوني محكم".

ويضيف: "إذا تعثرت كييف في السداد يمكن للرئيس الأمريكي اللجوء إلى صلاحية شطب نصف الديون لكن عليه أن يأتي إلى الكونغرس ويبرر عدم تحصيل الديون، وسيستغل الجمهوريون هذا الفشل لاستخدامه بالدعاية الانتخابية بحجة أن الديمقراطيين يبذرون الأموال الأمريكية ويعطون قروضا دون ضمانات كافية، هذا سيزيد من الضغط على المرشح الديمقراطي جو بايدن، وستميل الكفة حينها بشكل أكبر إلى المرشح الجمهوري".

وخلص الباحث إلى القول إن "إدارة بايدن باتت تدرك تماما أنه إذا تمت مساعدة أوكرانيا فسيكون هناك عواقب قانونية وانتخابية عليها، وإذا لم يحصل ذلك فهناك عواقب سياسية نتيجة وجود مؤشرات على انتصار روسيا في الحرب؛ لذلك فالإدارة في وضع لا تحسد عليه أبدا".

واشنطن.. أوكرانيا قد تخسر الحرب 

وفي أقوى تحذير من نوعه تطلقه واشنطن حول الحرب الروسية الأوكرانية، حذر مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وليام بيرنز، من أن أوكرانيا قد تخسر الحرب مع روسيا في نهاية العام الجاري إذا لم يتم تقديم المزيد من الدعم العسكري لها.

وحول هذا التحذير يقول الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية سيرغي ماميتشيف، لـ"إرم نيوز"، إن "ما قاله رئيس الـ"سي آي إيه" واقعيّ وينبع من تقارير استخباراتية دقيقة، وبالتأكيد هزيمة أوكرانيا ستعيد المكانة الأمريكية إلى الوراء مقابل تقدم القطب الجديد روسيا والصين؛ لذلك تخشى واشنطن حدوث ذلك".

ويضيف: "الديمقراطيون والجمهوريون يدركون ذلك ويعلمون أن الدعم ضروريا لكن هناك مصالح حزبية وصراعا انتخابيًّا واضحًا، والضحية أوكرانيا بالتأكيد، وأوروبا وحدها لن تقدر على مساعدة كييف، فالأمر لا يتعلق بالمليارات بل بالسلاح وصفقات البيع مع مصانع السلاح الأمريكي، ناهيك عن ضرورة وجود خط توريد دائم للذخيرة؛ هذه حرب وكما تستهلك الأرواح تستهلك البارود".

ويتابع: "في قراءتي للأوضاع لا أرى أي بارقة أمل واضحة لكييف في تحقيق أي انتصار؛ لأن الحرب بالوكالة التي يخوضها الغرب ضد روسيا وصلت إلى سقفها، وأي خطوة للامام تعني بالضرورة التدخل المباشر، وهذا لا تطيقه أوروبا والولايات المتحدة؛ لذلك القتال لآخر جندي أوكراني هو السبيل المتبقي أمام الغرب وإسكات كييف ببعض المليارات قد يفي بالغرض".

ويشير ماميتشيف إلى أنه "في النتيجة الغرب يريد صمود أوكرانيا لأقصى حد على أمل أن تكون الإجراءات العقابية ضد روسيا عاملا لتراجع موسكو في هذه الحرب وهزيمتها، أي إدخال روسيا في حرب استنزاف شديدة، ومع انهيار اقتصادها ستبدأ بالتراجع دون تدخل مباشر من الغرب وهذا نظريًّا ربما يكون منطقيًّا بالنسبة لهم، لكن عمليا، روسيا تحضّر لهجوم واسع بحسب ما يقال في الأوساط الإعلامية الروسية، وهذا سيكون الهجوم الأخير الذي سينهي الحرب بشكل كامل، وحينها لن تصل موسكو إلى النقطة التي يدفعها الغرب لها".

كييف تدرك أنها"رهينة"

واستكمالاً لتوضيح تأثير الانتخابات الأمريكية على مستقبل كييف، يشير الباحث في الشؤون الأوكرانية إيفان غريبانوف، في حديثه لـ"إرم نيوز"، إلى أن أوكرانيا "تدرك جيدا لعبة الانتخابات في الولايات المتحدة وتدرك أيضا أنها باتت رهينة وهو ما اعترف به الرئيس الأوكراني علانية، عندما قال إن بلاده تحولت رهينة للصراعات الانتخابية في الولايات المتحدة".

أخبار ذات صلة
شولتس: عواقب انتصار روسيا أكثر تكلفة من دعم أوكرانيا

ويعتقد غريبانوف أن الإدارة الأوكرانية تحاول أيضا "القفز إلى الإمام بعد دعوة زيلينسكي لترامب لزيارة كييف، يريد أن يكسب ودَّ الطرف الآخر في أمريكا لضمان استمرارية الدعم كون جو بايدن تقل حظوظ فوزه بالانتخابات القادمة يوما بعد يوم".

ويتابع في هذا الصدد: "ربما خطة ترامب للحل لا يراها زيلينسكي مناسبة لكييف، لكن اعتراضها بشكل مباشر قد يولد بعض الحساسية خاصة أن ترامب شخص مختلف عن بقية الساسة بطباعه؛ لذلك يريد أن يعقد صفقة ما مع ترامب حتى قبل وصوله إلى البيت الأبيض مجددا، لكن ما الذي سيقدمه زيلينسكي لترامب؟ هذا السؤال الخفي الذي ربما تتبين معالم جوابه إذا ما حصل هذا اللقاء".

وخلص الباحث الروسي بالقول: "الانتخابات الأمريكية أردنا أم لم نرد ذلك، سيكون لها التأثير الأكبر على الحرب الجارية؛ لذلك تحاول كييف بكل إمكانياتها الصمود حتى ظهور النتائج ومعرفة من سيحكم الولايات المتحدة لأربع سنوات قادمة، فإما تدخل أوكرانيا في نفق الهزيمة والذهاب لأي مفاوضات تحافظ على ما تبقى من جغرافية هذه الدولة، وإما الاستمرار بحرب الاستنزاف حتى يذهب الغرب للمفاوضات التي لا ينظر لها الآن بأنها مهمة، فما زال أمام المدافع الكثير لإثباته".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com