تقرير: بريطانيا تغرق في الفوضى والأسوأ لم يأت بعد

تقرير: بريطانيا تغرق في الفوضى والأسوأ لم يأت بعد

سلط تقرير أمريكي الضوء على المشهد البريطاني في خضم استقالة دراماتيكية أعلنتها رئيسة الوزراء ليز تراس، الخميس، على وقع أزمة اقتصادية وسياسية جعلتها الأقصر خدمة في تاريخ البلاد بواقع 44 يومًا فقط.

وفي هذا الصدد، توقعت صحيفة "واشنطن بوست" أن المشهد السياسي في بريطانيا يشهد حالة من الفوضى، قائلة إنه "ربما بدت الأشهر القليلة الماضية وكأنها رحلة شاقة بالنسبة للبلاد، ولكن لا يزال من الممكن أن تأتي الأوقات العصيبة".

وقالت الصحيفة الأمريكية، إنه "من المقرر أن يكون لبريطانيا رئيس وزراء ثالث جديد في غضون 8 أسابيع فقط، وسط دعوات واسعة النطاق وغاضبة في كثير من الأحيان من قبل حزب العمال المعارض لإجراء انتخابات عامة، لكنها أوضحت أنه لا يوجد طريق واضح لتحقيق ذلك".

ومن المقرر أن يصوت حزب المحافظين الحاكم على اختيار خليفة تراس الأسبوع الجاري.

ويقود حزب المحافظين الحكومة البريطانية، منذ العام 2010، ويتمتع بأغلبية برلمانية قيادية.

وذكرت "البوست" أنه على الرغم من أغلبيته في مجلس العموم، إلا أن حزب المحافظين قد بدأ بالفعل "رحلة النهاية" لنجاحاته عندما أُطيح برئيس الوزراء السابق بوريس جونسون بعد سلسلة من الفضائح التي أجبرته على الاستقالة.

وأضافت الصحيفة أنه بعد عملية اختيار داخلية شاقة استمرت شهرين، انتخب المحافظون زعيمة جديدة خلفًا لجونسون، والتي لم تستمر في منصبها سوى 6 أسابيع فقط، حيث تأثر الدعم لحكومتها في استطلاعات الرأي على مستوى البلاد بعد أن أصيبت الأسواق المالية بالذعر بسبب برنامجها الاقتصادي.

فوضى سباق الخلافة

وفي حين شهدت خلافة جونسون معركة محتدمة بين تراس وريشي سوناك وزير المالية السابق، في عملية استغرقت نحو شهرين، ستستغرق عملية خلافة تراس أقل من أسبوع، مما يعكس جانبًا من الفوضى في الحياة الساسية ببريطانيا، بحسب ما ذكرته "واشنطن بوست".

وقالت "لجنة 1922"، وهي مجموعة من المشرعين المحافظين في البرلمان ليس لديها أعضاء يعملون في الإدارات الحكومية، الخميس، إن كل من يريدون التقدم بأسمائهم لمسابقة القيادة سيحتاجون إلى ترشيحات من 100 عضو محافظ على الأقل في البرلمان.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن المرشحين الثلاثة الأوفر حظًا في الوقت الحالي هم سوناك وجونسون – الذي يعتزم خوض السباق مرة أخرى - وبيني موردونت، زعيمة حزب المحافظين في مجلس العموم.

وعن إمكانية الدعوة لانتخابات عامة مبكرة، ذكرت "واشنطن بوست" أن الأنظار تتجه نحو حزب المحافظين فقط، لكنها أوضحت أن هناك أحزابًا معارضة أخرى داخل مجلس العموم، أبرزها "العمال"، و"الديمقراطيين الأحرار" و"الحزب الوطني الأسكتلندي".

وقالت الصحيفة إن هذه الأحزاب، بموجب القواعد الحالية، لا يمكنها الدعوة لإجراء انتخابات عامة مبكرة قبل موعدها المقرر في أوائل عام 2025.

وأضافت أنه على الرغم من أن البرلمان يمكنه أن يدعو إلى انتخابات مبكرة، إلا أن الأغلبية التي لا يزال يتمتع بها المحافظون تعني أنه لا يمكن حدوث ذلك دون دعم كبير منهم.

ووفقًا للصحيفة، تظهر استطلاعات الرأي أنه إذا تم إجراء انتخابات عامة في الوقت الحالي، فإن المحافظين سيخسرون بـ"شكل شيء"، حيث يشير بعض المراقبين إلى أن المحافظين قد يواجهون انسحابًا برلمانيًا، وينتهي بهم الأمر بخمسة مقاعد فقط في مجلس العموم مقارنة بـ523 مقعدًا من أصل 650 مقعدًا الآن.

وقالت إن "الرأي العام يؤيد إجراء انتخابات، حيث يريد 63% إجراء انتخابات مبكرة - وفقًا لاستطلاع نُشر، الخميس - الأمر الذي من شأنه أن يضغط على زعيم حزب المحافظين المقبل، من أجل قبول الفكرة".

الذعر من عودة جونسون

وذكرت "واشنطن بوست"، أن فكرة عودة جونسون قد زادت من إمكانية إجراء انتخابات مبكرة.

وأشارت إلى أن العديد من أعضاء البرلمان المحافظين قد انفصلوا علنًا عن جونسون قرب نهاية فترة ولايته كرئيس للوزراء قبل بضعة أشهر فقط، ما أثار تساؤلات حول قدرته على قيادة أغلبية حقيقية.

وأضافت الصحيفة أن جونسون أيضًا يخضع للتحقيق بشأن اتهامات بـ"تضليل البرلمان"، ما قد يؤدي إلى إقالته من منصبه على الرغم من أنه لم يعد رئيسًا للوزراء، إلا أنه لا يزال عضوًا في البرلمان.

وقال زعيم حزب العمال كير ستارمر، الجمعة، إنه يجب أن تكون هناك انتخابات فورية، بحجة أن البلاد "لا يمكن أن تكون لها تجربة أخرى مع حزب المحافظين".

وأضاف: "هذه ليست مسلسلات تلفزيونية، إنها مسألة تلحق ضررًا كبيرًا بسمعة بلدنا".

في سياق متصل، ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، أن المستثمرين وبعض النواب المحافظين قد أُصيبوا بـ"الذعر"، الخميس، حيث كان جونسون يفكر في الترشح لفترة ثانية كرئيس للوزراء، مع تحذيرات من أنه يخاطر بإثارة المزيد من الفوضى السياسية والاقتصادية.

وأضافت الصحيفة: "يسارع حلفاء جونسون لتأمين 100 ترشيح مطلوبة من نواب حزب المحافظين للدخول في الاقتراع المقرر، الإثنين، ليحل محل تراس"، مشيرة إلى أنه قد يواجه وزير المالية السابق في حكومته ومنافسه سوناك، ما قد يؤدي إلى مزيد من الخلافات الداخلية بين المحافظين.

وفي هذا السياق، نقلت الصحيفة عن ويليام هيغ، زعيم حزب المحافظين السابق، قوله إن عودة جونسون كانت "أسوأ فكرة" سمعها خلال 46 عامًا من العضوية في الحزب، معتبرًا أن الخطوة ستضع الحزب في "دوامة الموت".

كما صرحت جين فولي وهي خبيرة اقتصادية، للصحيفة أن "الفترة السابقة لجونسون في المنصب اتسمت بالافتقار إلى القيادة من حكومة تشتت انتباهها بشدة فضيحة تلو الأخرى، إن فرصة عودة ذلك لن تكون موضع ترحيب من قبل الأسواق".

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com