الأخبار السيئة تلاحق أردوغان
الأخبار السيئة تلاحق أردوغانالأخبار السيئة تلاحق أردوغان

الأخبار السيئة تلاحق أردوغان

أنقرة ـ يعيش الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أسوأ أيامه، فبعد الانتصار السياسي الذي حققه حزب الشعوب الديمقراطي في تركيا، جاء سيطرة وحدات حماية الشعب على تل أبيض السورية لتفاقم قلق أردوغان الذي كان أعرب عن استيائه قبل أشهر من تحرير هذه الوحدات مدينة كوباني النتاخمة للحدود التركية.

خلافا لاعلان الغرب عن ارتياحه بعد الاستيلاء على مدينة تل أبيض السورية التي كانت بايدي تنظيم الدولة الاسلامية، أعربت تركيا عن قلقها من تقدم القوات الكردية المتهمة بأنها تسعى إلى إقامة معقل يتمتع بحكم ذاتي عند حدودها.

فبعد استعادة كوباني (عين العرب) إلى الغرب في كانون الثاني/يناير، ألحق مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الغارات الجوية للتحالف الدولي، الثلاثاء هزيمة نكراء بمسلحي تنظيم الدولة الاسلامية بطردهم من تل أبيض التي كانوا يحتلونها منذ عام تقريبا.

ولئن شددت حكومة أنقرة الاسلامية المحافظة مؤخرا لهجتها حيال تنظيم الدولة الاسلامية، فانها أعربت أيضا عن عدائها للأكراد.

وأعرب الرئيس رجب طيب أردوغان عن قلقه من تقدم القوات الكردية عند أبواب تركيا الذي بات "أشبه بكيان يهدد حدودنا".

كما اتهم نائب رئيس الوزراء بولند ارينتش الأكراد باطلاق حملة "تطهير عرقي" ضد الأقليات الأخرى في تل أبيض وغالبيتهم من العرب وبالسعي إلى إقامة منطقة للحكم الذاتي تمتد من العراق حتى كوباني في محافظة حلب السورية غربا.

وعلى الفور ردت وحدات حماية الشعب على الاتهامات التركية ووصفتها بانها "تشهير". وأكدت الحركة في بيان "نكرر بوضوح أن وحدات حماية الشعب تدافع عن وحدة أراضي سوريا وليس تفككها".

وخلافا لعلاقاته مع كردستان العراق فان العلاقات بين تركيا وأكراد سوريا سيئة.

وتدين أنقرة باستمرار العلاقات بين حزب الأكراد الرئيسي حزب الاتحاد الديموقراطي وحزب العمال الكردستاني الذي يشن منذ 1984 حركة كفاح مسلح دامية. وهي قلقة من مخاطر إقامة منطقة للحكم الذاتي عند حدودها الجنوبية، على أراض يقيم فيها 15 مليون كردي.

وفي نهج تصريحات ارينتش أكد مسؤول تركي أن وحدات حماية الشعب تقيم علاقات وثيقة مع حزب العمال الكردستاني وتقود سياسة "منهجية ومخططة" ترمي إلى تغيير التركيبة الديموغرافية في المناطق الواقعة تحت سيطرتها.

وصرح المسؤول طالبا عدم كشف اسمه أن "العرب والتركمان وأيضا الأكراد غير المرتبطين بوحدات حماية الشعب مستبعدون" في إطار هذه السياسة. وأضاف ان "وحدات حماية الشعب لا تسمح حتى للفصائل الكردية الأخرى المناصرة بالاستمرار. ان الذين لا يتبعون وحدات حماية الشعب يطردون الى تركيا". واوضح "لن نسمح بهذا الامر".

وترى انقرة ان اللاجئين ال23 الفا الذين تستقبلهم على أراضيها منذ مطلع حزيران/يونيو معظمهم من العرب أو التركمان وليس من الأكراد.

ويثير الوجود الكردي في شمال سوريا قلق تركيا منذ 2012. وفي ذلك العام كان الرئيس السوري بشار الأسد سحب قواته من المناطق التي يقيم فيها أكراد ليعهد أمنها للقوات الكردية.

وكانت حكومة اردوغان اطلقت في نهاية 2012 مفاوضات سلام مع حزب العمال الكردستاني لم تفض حتى الآن إلى نتيجة. وحتى تم استقبال زعيم وحدات حماية الشعب رسميا في أنقرة في اطار مباحثاته مع المعارضة لنظام دمشق.

لكن انعدام الثقة حيال أكراد سوريا لم يتغير، بل انه ظهر الى العلن خلال معركة كوباني في خريف العام 2014. فقد انتقد العالم بأسره رفض تركيا مساعدة القوات الكردية المحاصرة من قبل مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية وتسبب باضطرابات عنيفة في جنوب شرق تركيا.

وحاول رئيس حزب الاتحاد الديموقراطي صالح مسلم طمأنة أنقرة حول نواياه بالتأكيد أن قواته ستنسحب من تل أبيض فور استتباب الامن والسلام فيها.

وقال في حديث نشرته الاربعاء صحيفة حرييت التركية "على تركيا ألا تقلق". وتساءل "شعبنا يقيم على جانبي الحدود. كيف يمكننا معاداة شعبنا؟".

ووصف نهاد علي اوزكان الخبير في مركز تيباف للدراسات في أنقرة اولا الطموحات الكردية في شمال سوريا بانها "انتقام لسياسة التعريب التي انتهجها النظام السوري في ستينات القرن الماضي".

لكنه لم يخف المخاطر على أنقرة. وقال اوزكان "ما يحصل مع تنظيم الدولة الاسلامية يخفي نزاعا عرقيا قد تصل أبعاده إلى تركيا".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com