بوتين وبريغوجين
بوتين وبريغوجينأ ف ب

تقديرات متباينة.. من يفك "شيفرة" اجتماع بوتين وبريغوجين؟

أثار إعلان الكرملين، أمس الإثنين، عن اجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مع رئيس مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة، يفغيني بريغوجين، في التاسع والعشرين من الشهر الماضي، أي بعد أربعة أيام من تمرد المجموعة، الكثير من التحليلات.

وجاء الإعلان الروسي الرسمي بعد أن كشفت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، الجمعة، عن اللقاء، ونقلت عن مصادر استخباراتية قولها إن بريغوجين الذي لم يظهر علنًا منذ التمرد "محتجز في الكرملين"، بعد أن دُعي إليه مع قادة من مجموعته.

وذهبت المصادر الغربية في اتجاهات متعددة وهي تقرأ تطورات العلاقة بين الحكومة الروسية والمجموعة العسكرية، وتحاول فك شيفرة اجتماع بوتين وبريغوجين، في ظل شُحّ المعلومات، وصعوبة التنبؤ في الملف.

تقديرات غربية

صحيفة نيويورك تايمز ذهبت إلى أن الاجتماع الذي قال متحدث الكرملين، دميتري بيسكوف، إنه كان بحضور 35 من قادة فاغنر واستمر 3 ساعات "أضاف المزيد من الغموض على وضع بريغوجين".

وأشارت إلى أنه "يتعارض مع الصورة المعروفة عن الرئيس الروسي التي تظهره وكأنه حاكم لا يرحم وخبير في سحق التهديدات، وتدل على أن الكرملين يتجنب القضاء على المجموعة ذات الخبرة القتالية في ظل تورطه في حرب أوكرانيا".

وحاول الكاتب جيفري سيمينو توضيح ما حصل، في تقرير نشرته دورية "أتلانتيك كاونسل" الأمريكية على موقعها الإلكتروني، حيث وضع عدة سيناريوهات، أشار ضمنها إلى أنه "حتى لو ظل بوتين في الحكم على المدى القريب فإن نظامه تزعزع، وظهر أنه عرضة لتحركات لاعبين منافسين".

بوتين خلال أحد اللقاءات مع بريغوجين
بوتين خلال أحد اللقاءات مع بريغوجينبوليتيكو

بدورها قالت شبكة بي بي سي البريطانية في تقرير لها حول الموضوع: "ما لا نعرفه، هو ماذا جرى بالضبط في اللقاء وما نتيجته (..)، لكن يمكن القول إنه لم يشهد إبرام صلح بين الطرفين".

من زاوية أخرى نقلت صحيفة ديلي بيست في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، اليوم، أن "انقسامات بدأت تظهر داخل فاغنر بشأن ما إذا كان بريغوجين جديرًا بأن يكون قائدًا بعد الآن".

وأشارت إلى أن يفغيني بريغوجين "وجد نفسه فجأة أمام قاعدة دعم متفككة، حيث اتهمه المرتزقة السابقون بإدارة تمرد لأسباب شخصية فقط، الأمر الذي أدى إلى سقوط ضحايا".

تحجيم الخسائر

بدورهم يرى متابعون للتطورات في روسيا، أن ما حصل لا يخرج عن "المقاربة المزدوجة" التي اتبعها بوتين منذ بداية الأزمة، إذ عمل على احتواء التمرد بأقل خسائر، مع إرسال رسالة قوية بأن الخروج على الدولة "خيانة وطعنة في الظهر".

 وفي هذا السياق يُرجح أن الاجتماع كان هدفه الأساسي تسوية وضع فاغنر، بحيث لا تخسر الدولة الروسية جهودها، وهي تخوض حرباً ضروساً ضد الناتو على الأراضي الأوكرانية.

ومن الدلائل في هذا الاتجاه حضور 35 من قادة فاغنر؛ ما يؤشر إلى احتمال أن يكون النقاش تطرق لتفاصيل ميدانية، ولعل هذا ما أشار له دميتري بيسكوف، بقوله إن بوتين قدم تقييمًا لأعمال فاغنر في الجبهة، ولأحداث 24 يونيو، واستمع لتفسيرات القادة وعرض عليهم العمل مع وزارة الدفاع.

هذا الطرح إن تأكد لا يعني محو آثار التمرد، بل يعني أساسًا أن بوتين لا يريد خسارة جهود فاغنر، دون أن يهتم بمصير بريغوجين، ولعل هذا ما يفسر استمرار الحملة التي تشنها وسائل الإعلام الروسية ضد الأخير، رغم الأنباء عن اجتماعه مع الرئيس.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com