التقهقر الداخلي يُجبر الشباب الصومالية على تصدير "إرهابها"
التقهقر الداخلي يُجبر الشباب الصومالية على تصدير "إرهابها"التقهقر الداخلي يُجبر الشباب الصومالية على تصدير "إرهابها"

التقهقر الداخلي يُجبر الشباب الصومالية على تصدير "إرهابها"

مقديشو ـ اعتبر محللوون سياسيون، أن حركة "الشباب" الصومالية تعيش حالة من العد التنازلي، رغم تنفيذها هجمات دموية في الصومال والدول المجاورة من شأنها أن تعزز وجودها في المنطقة وترفع من معنويات مقاتليها بعد تقهقرها في مناطق شاسعة من جنوب ووسط الصومال.

ويقول المحللون، إن حركة الشباب التي تأسست في أوائل 2004 والتي تمثل جناح القاعدة في الصومال، رغم ضعفها العسكري والمعنوي في المرحلة الراهنة، إلا أنها لن تختفي في المستقبل القريب عن عدسات الإعلام والمشهد السياسي، بسبب غياب نظام مركزي قوي قادر على قطع سبل تمددها في الداخل والخارج.

ويرى الإعلامي محمد عثمان، الذي تحدث لوكالة الأناضول، أن "حركة الشباب بمنظورها القريب سوف تشكل قوة قادرة على تنفيذ هجمات نوعية داخل الصومال وخارجها وإن كانت أهداف تلك الهجمات ضعيفة مثل الهجوم على جامعة غاريسا في كينيا أو مناطق تجارية مدنية كمركز ويست غيت التجاري في كينيا أيضا"، مضيفا أن "حركة الشباب كانت تستهدف سابقاً المناطق الحساسة لكن بعد تراجعها عسكريا أمام القوات الصومالية بدعم من القوات الأفريقية (أميصوم) انسحبت كثيرا من المدن ذات الأهمية الاستراتيجية ويبدو أنها تلجأ إلى استهداف أهداف ضعيفة ما يوحى بأنها تمر بموسم الانهيار في كل قطاعاتها".

مؤشرات بقاء الحركة

وعن العوامل التي تساعد الحركة على البقاء، قال الصحفي الصومالي، إن "ثمة عوامل تعزز وجود الحركة في المستقبل القريب بسبب غياب دولة قادرة على تفكيك عقد الحركة، إلى جانب الفقر السائد في البلد، حيث تستقطب الحركة مقاتلين جددا بأرخص الثمن إلى جانب العنصر القبلي، حيث تعيش بعض القبائل في حالة من التهميش السياسي على حساب قبائل أخرى، ما يدفع تلك القبائل إلى الانضمام إلى مقاتلي الحركة".

من جانبه، قال محمد عبده المحلل السياسي الإعلامي في مركز "آفاق"، غير الحكومي، إن "الحركة في المرحلة الراهنة تواجه ضعفا شديدا بدا واضحا من خلال الهجوم الأخير الذي استهدف جامعة غاريسا، حيث تراجعت إلى استهداف المدنيين بدلا من المناطق الحساسة والشخصيات الرسمية" واضاف أن "إمكانية وجود الحركة في المستقبل القريب باتت محدودة في ظل ضعف استهدافاتها"، مشيرا إلى أن "ذلك الضعف كان نتيجة كثرة الانشقاقات التي تعيشها الحركة طيلة السنوات الماضية".

بين داعش والقاعدة

وحول انضمام الحركة إلى تنظيم داعش في مراحلها الأخيرة، قال عبده إن "إمكانية انضمام الحركة لتنظيم داعش أمر وارد لكنه لا يتماشى مع الوضع الراهن الذي تمر به الحركة من الضعف والانهيار، ناهيك عن ولائها لتنظيم القاعدة الذي درب بعض القياديين الكبار فيها"، ولم يستبعد المحلل الصومالي "تنفيذ الحركة لهجمات مماثلة للهجوم الأخير داخل الصومال وخارجها بناء على التهديدات التي أطلقها شيخ علي طيري الناطق باسم الحركة بعد مذبحة غاريسا".

وشنت الحركة العديد من الهجمات الدموية خلال الفترة الأخيرة، والتي راح ضحيتها الكثير من المدنيين إلى جانب مسؤولين حكوميين في الصومال، حيث استهدفت في فبراير الماضي فندق سنترال الواقع على بُعد أمتار من القصر الرئاسي وسط تجمع من المصلين بينهم مسؤولون حكوميون ما أدى إلى مقتل 10 أشخاص على الأقل بينهم نائبان ونائب عمدة مقديشو وإصابة عشرات آخرين بينهم وزيران ونائب رئيس الوزراء الصومالي.

وفي مارس/ آذار الماضي، شن مجموعة من الانتحاريين، هجوما على المقر الرئاسي لإدراة جنوب غربي الصومال ما أدى إلى مقتل 11 شخصا على الأقل من بينهم المهاجمان وإصابة آخرين.

وفي الـ 27 من شهر مارس/ آذار الماضي، هاجم عناصر من حركة الشباب فندقا كان يقيم فيه مسؤولون حكوميون وبعض المغتربين ،حيث تمكنوا من اقتحام الفندق والسيطرة عليه لساعات قبل أن يتم قتلهم من قبل القوات الخاصة ما أسفر عن مقتل 14 شخصا من بينهم مندوب الصومال لدى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، يوسف بري بري.

استهداف كينيا

وفي الـ 2 من أبريل/ نيسان الجاري، اقتحم مسلحون من حركة الشباب جامعة غاريسا، حيث قتلوا أكثر من 150 شخصا معظمهم طلاب فيما أصيب العشرات من الطلبة الكينيين، وهو الهجوم الذي بات الأعنف من نوعه منذ الهجوم الإرهابي على المركز التجاري في نيروبي ويست غيت في سبتمبر/ أيلول 2013 والذي أودى بحياة 76 كينيا.

وتزايدت هجمات حركة "الشباب" ضد كينيا، بشكل كبير بعد إرسال الأخيرة قواتها الي الصومال في أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2011، لإعادة سيطرة الحكومة المركزية في مقديشو على الأوضاع.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com