تكتيك روسي ينذر بحرب طويلة بأوكرانيا.. وجونسون في "ورطة" سياسية
تكتيك روسي ينذر بحرب طويلة بأوكرانيا.. وجونسون في "ورطة" سياسيةتكتيك روسي ينذر بحرب طويلة بأوكرانيا.. وجونسون في "ورطة" سياسية

تكتيك روسي ينذر بحرب طويلة بأوكرانيا.. وجونسون في "ورطة" سياسية

تناولت أبرز الصحف العالمية الصادرة اليوم الخميس، آخر تطورات الحرب الروسية الأوكرانية، وسط تقارير ميدانية تشير إلى أن معركة السيطرة على دونيتسك ستكون اختبارا للدعم الغربي لأوكرانيا فيما يخص إمداد الأخيرة بأسلحة بعيدة المدى وتدريب قواتها.

وتحدثت صحف أخرى عن "تحول تكتيكي روسي" ينذر بحرب استنزاف مطولة.

وفي بريطانيا، سلطت الصحف الضوء على أزمة سياسية محدقة، بعد موجة استقالات تعرض لها رئيس الوزراء بوريس جونسون على مدار اليومين الماضيين جعلته في "ورطة سياسية"، وسط توقعات بصيف "تعصف به الأزمات الاقتصادية والسياسية".

تحول تكتيكي

رأت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن التحول التكتيكي لروسيا في أوكرانيا، يثير احتمالية نشوب حرب طويلة الأمد، في وقت تطالب فيه كييف بالمزيد من الأسلحة الغربية لمواجهة التفوق الروسي.

وذكرت الصحيفة أن "التقدم المطرد لروسيا في شرق أوكرانيا، يمهد الطريق لحرب استنزاف مطولة، تحتاج فيها كييف إلى المزيد من الأسلحة الغربية، بالإضافة إلى التدريب العسكري لتغيير موازين الحرب".

وقال سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني، أوليكسي دانيلوف، لصحيفة "وول ستريت جورنال"، إن الروس يحشدون "أسطولا كبيرا من المدفعية والدروع في كل كيلومتر، لا يمكننا مواجهته.. وهذا يمنحهم ميزة".

وقالت الصحيفة "تسعى القوات الأوكرانية لإبطاء التقدم الروسي والاستعداد للهجوم المضاد عند وصول الأسلحة الغربية، حيث وجهت أوكرانيا بعض الضربات المضادة في الأيام القليلة الماضية بقاذفات صواريخ بعيدة المدى من الولايات المتحدة وحلفاء غربيين آخرين".

وأضافت "لكن التحول التكتيكي لروسيا يثير تساؤلات لمؤيدي أوكرانيا، الذين يتعين عليهم الآن مواجهة احتمال نشوب صراع طويل الأمد".

وتابعت "رغم تضييق أهدافها المباشرة إلى شرق أوكرانيا، إلا أن هدف روسيا الإستراتيجي المتمثل في السيطرة على أوكرانيا لم يتغير".

وقال سكرتير مجلس الأمن الروسي، نيكولاي باتروشيف، إن "بلاده تهدف إلى نزع سلاح أوكرانيا وإجبارها على تبنّي وضع محايد".

ونقلت الصحيفة عن "معهد دراسات الحرب"، ومقره واشنطن، قوله في تقرير نشر، يوم الثلاثاء، إن مثل هذه التصريحات تشير إلى أن "الكرملين يستعد لحرب مطولة بهدف الاستيلاء على أجزاء أكبر بكثير من أوكرانيا".

وقالت الصحيفة "تحاول أوكرانيا فرض تكاليف باهظة على الروس المتقدمين بمقاومة شرسة، لكن بعض القادة الغربيين يخشون أن كييف لن تكون قادرة على الانتصار، على الرغم من تصميمها الشرس، حيث يؤدي الصراع إلى زيادة تآكل اقتصاد البلاد وصراعاتها العسكرية ضد ميزة روسيا بأعداد هائلة".

ميدانيا، قالت الصحيفة الأمريكية إن القوات الروسية والأوكرانية تستعدان للمرحلة التالية من "معركة دونباس"، حيث تضع موسكو أنظارها على مقاطعة "دونيتسك" في شرق أوكرانيا بعد أن استولى جيشها على شقيقتها "لوغانسك" مطلع الأسبوع الجاري.

وذكرت الصحيفة أن الجيش الروسي قصف مواقع القوات الأوكرانية على طول خط المواجهة، حيث تحول القوات الروسية أنظارها إلى أجزاء من "دونيتسك" التي لا تزال تحت السيطرة الأوكرانية، بما في ذلك مدينتا سلوفيانسك وباخموت.

ونقلت الصحيفة عن هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية قولها الأربعاء، إن القوات الروسية تسعى إلى تعزيز مواقعها التكتيكية على جبهة سلوفيانسك، بإطلاق النار على المنطقة القريبة من بلدتي كراسنوبيلا وبوهوروديشن باستخدام قذائف المورتر والصواريخ والمدفعية الأخرى.

سكان ليسيتشانسك في خطر

نقلت مجلة "نيوزويك" الأمريكية عن مسؤول أوكراني كبير، قوله إن "المدنيين الباقين في مدينة ليسيتشانسك بمقاطعة لوغانسك، والتي تحتلها روسيا الآن، يواجهون أعمال عنف بالإضافة إلى استجواب مكثف حول ولاءاتهم".

ووصفت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، إيرينا فيريشوك، وفقا للمجلة، الظروف القاتمة لسكان المدينة التي مزقتها الحرب في خطاب متلفز على المستوى الوطني، وقالت إن "ما يقرب من 10 إلى 12 ألف شخص ما زالوا في ليسيتشانسك بعد فرار معظم السكان من المدينة".

وأضافت فيريشوك - التي تشغل أيضًا منصب وزيرة إعادة دمج الأراضي المحتلة مؤقتًا - في خطابها أن "ما يحدث لهم الآن للأسف هو النتيجة المحزنة عندما لم يسمع الناس ولم يستمعوا للسلطات عندما أخبرناهم ورتبنا لهم الإخلاء."

وقالت "نيوزويك" إن المسؤولة الأوكرانية زعمت أن القوات الروسية ستنقل السكان الباقين إلى "معسكرات تصفية"، إذ قالت إنهم قد يتعرضون للضرب أو التعذيب، وإنه سيتم فحص المدنيين أيضًا لمعرفة ما إذا كانوا أعضاء في القوات المسلحة الأوكرانية.

وأضافت المسؤولة، وفقا للمجلة، أن القوات الروسية "ستفحص أوشام المدنيين أو منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي أو أقارب يقاتلون من أجل أوكرانيا بحثًا عن علامات وطنية." وتأتي هذه المزاعم بعد أيام من سيطرة ​​القوات الروسية على مدينة ليسيتشانسك، آخر معاقل أوكرانيا في منطقة ذات أهمية إستراتيجية.

وأفادت المجلة، نقلا عن مسؤولين أوكرانيين، بأن القوات الروسية أقامت ما يسمى "بمعسكرات التصفية" في المناطق المحتلة.

جونسون.. و"طوفان" الاستقالات

قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن رئيس الوزراء البريطاني، أصبح في ورطة كبيرة بعد حملة استقالات واسعة طالت أكثر من 40 عضوًا من حكومته، إذ قال وزراء ومساعدوه، بمن فيهم أعضاء كبار في حكومته، إنهم لم يعودوا يؤمنون بقيادته بعد سلسلة من الفضائح، كان آخرها حليف متهم بارتكاب سلوك جنسي غير لائق.

وعن أبز الاستقالات، ذكرت الصحيفة أن وزيري الحكومة ريشي سوناك وساجد جاويد قد استقالا، الثلاثاء، معربين عن عدم الثقة في قيادة جونسون، إذ يبدو أنهما تعرضا لضغوطات كبيرة بسبب الفضيحة الأخيرة التي عصفت بجونسون وحكومته، والتي تنطوي على مزاعم بأن رئيس الوزراء قام بترقية كريس بينشر، وهو حليف سياسي كان يعرف أنه متهم بسوء السلوك، إلى منصب حكومي رئيس.

وأشارت الصحيفة إلى أن استقالة أحد كبار أعضاء مجلس الوزراء يعد أمرا مهما في السياسة البريطانية، لأن سوناك وجافيد، كانا يشغلان مناصب مهمة بشكل خاص، حيث كان الأول، بصفته وزيرا للمالية في بريطانيا، مسؤولا عن معالجة أزمة غلاء المعيشة التي يواجهها ملايين البريطانيين، بينما كان الآخر وزير الصحة والرعاية الاجتماعية، والذي قاد جهود التصدي لجائحة كورونا.

وأضافت الصحيفة أن كليهما كان له كلمات قوية لـ جونسون، في خطابات استقالتهما، إذ قال سوناك "يتوقع الجمهور أن تدار الحكومة بشكل صحيح وأكثر جدية.. أدرك أن هذه قد تكون وظيفتي الوزارية الأخيرة، لكنني أعتقد أن هذه المعايير تستحق النضال من أجلها ولهذا السبب أستقيل".

وألمح سوناك، إلى أن جونسون، لم يكن على استعداد لأن يكون صادقا مع الجمهور بشأن تكاليف استقرار الاقتصاد البريطاني، الذي يواجه تضخمًا جامحًا.

أما جاويد، فقد قال "رغم أن جونسون نجا من تصويت بحجب الثقة الشهر الماضي، إلا أن حزب المحافظين لم يعد يظهر الكفاءة أو يتصرف من أجل المصلحة الوطنية".

وكتب إلى جونسون "من الواضح لي أن هذا الوضع لن يتغير تحت قيادتك، وبالتالي فقد فقدت ثقتي أيضًا".

وتحت عنوان "هل سيستقيل جونسون؟"، قالت الصحيفة إن رئيس الوزراء البريطاني رفض الاستقالة وتعهد بالبقاء، مشيرة إلى أن هذه ليست سوى أحدث حلقة في سلسلة الفضائح التي واجهها جونسون، على الرغم من أنها تشكل أحد أكبر التحديات لقيادته حتى الآن.

وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن جونسون كان يتمتع بشعبية لدى الكثير من الجمهور البريطاني منذ صعوده إلى السلطة في 2019، إلا أنه فقد ثقة الجمهور منذ ذلك الحين، إذ تشير أحدث الاستطلاعات إلى أن 69٪ من البريطانيين يؤيدون استقالة جونسون، ويوافقهم العديد من أعضاء حزبه.

من جانبها، قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إن جونسون، دخل "في مواجهة غير مسبوقة" مع حكومته، حيث "تشبث بالسلطة" بعد يوم استثنائي شهد أكثر من 40 استقالة، بالإضافة إلى إقالته لوزير الإسكان، مايكل غوف.

وذكرت الصحيفة أن جونسون، كان عازمًا على مواصلة القتال، على الرغم من أن مجموعة رفيعة المستوى ضمت كبار الوزراء، بمن في ذلك وزيرة الداخلية بريتي باتيل، ووزير النقل غرانت شابس، قد حثته شخصيًّا على الاستقالة.

ونقلت "الغارديان" عن مصدر في "داونينغ ستريت" (مقر رئاسة الوزراء البريطانية)، قوله "إنه جونسون، يريد البقاء والقتال.. قد نشهد عدم استقرار سياسي واقتصادي".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com