وسط حديث عن ناتو شرق أوسطي.. الأردن يبرم اتفاقاً لشراء 8 مقاتلات F16 أمريكية

كشفت نشرة "بريكنغ ديفنس" العسكرية الأمريكية عن توقيع الولايات المتحدة والأردن مذكرة عرض وقبول بشأن 8 طائرات مقاتلة من طراز F16 Block 70، من شركة لوكهيد مارتن، يكتمل عقد إنتاجها في العام المقبل على أن تبدأ عمليات التسليم في عام 2027.

ونقلت النشرة عن متحدث باسم شركة "لوكهيد مارتن" قوله إن المذكرة جرى إبرامها في 17 يونيو، ووقعها من الأردن اللواء يوسف الحنيطي رئيس أركان القوات المسلحة والفريق أول محمد حياصات قائد القوات الجوية الملكية الأردنية.

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية وافقت في فبراير 2022، على بيع الأردن 16 طائرة مقاتلة من طراز F16، ولكن تم تخفيض هذا العدد إلى النصف في خطاب القبول الموقع في وقت سابق من الشهر الحالي.

لماذا خفض العدد للنصف؟

وقال المتحدث باسم شركة "لوكهيد" تعقيبا على قرار تخفيض عدد الطائرات إلى النصف، إن "هذه إحدى وظائف عملية المبيعات العسكرية الخارجية. ونواصل الشراكة مع الأردن والحكومة الأمريكية في وضع اللمسات الأخيرة على مذكرة العرض والقبول للطائرات الثماني الأخرى".

ونقلت أيضا عن ريان بول محلل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في شبكة "ستراتفور / راني"، قوله "إن قيود الميزانية كانت على الأرجح عاملاً في تقليص الأردن لطلبه".

وتعد التكلفة المحتملة أحد الأسباب الملحوظة التي دفعت الأردن لشراء 8 فقط. وتبلغ تكلفة الواحدة منها حوالي 63 مليون دولار، بما يعني أن إجمالي كلفة الثمانية تستهلك جزءا لا بأس به من ميزانية الدفاع الأردنية.

وأضاف بوهل أن الاقتصاد الأردني وميزانيته الوطنية، لا يزالان يحاولان التعافي من آثار جائحة "كوفيد 19"، مما يحد من قدرته على إجراء عمليات شراء كبيرة.

بالإضافة إلى ذلك، لم ترفع الولايات المتحدة مساعداتها العسكرية الخارجية للأردن لمساعدته في شراء المزيد من هذه الطائرات.

وتعتبر الولايات المتحدة أكبر مورد للمساعدات العسكرية للأردن. وفي الوقت الحالي تركز المساعدات الأمريكية بشكل أكبر على الاقتصاد الأردني، وبالتالي الاستقرار الداخلي، كما قال بوهل.

وتشغّل القوات الجوية الملكية الأردنية 43 طائرة من طراز F-16A و 18 طائرة من طراز F-16B Fighting Falcons ، مما يجعلها العمود الفقري للأسطول العسكري الأردني.

ومن إجمالي 230 طائرة، تمتلك القوات الجوية الملكية الأردنية أساطيل تشمل طائرات النقل Lockheed C-130 Hercules ، و Sikorsky UH-60 ، و McDonnell Douglas MD500 Defender ، وطائرات الهليكوبتر Bell AH-1 Cobra ، وطائرة Air Tractor AT-802 Cessna 208B Grand Caravan الاستطلاعية، و Pilatus PC-21 و Grob G120TP و Robinson R44.

وتستخدم مقاتلة F-16A كطائرة مقاتلة أساسية، يمكنها تنفيذ مهام إقليمية ضد الجماعات الإرهابية مثل تنظيم داعش في سوريا.

وبالنسبة للمهام البعيدة المدى، يعتمد الأردن بشكل أكبر على حلفاء مثل السعودية أو الولايات المتحدة للتزود بالوقود في الجو ودعم الاستخبارات.

ومع ذلك، لا يشارك الأردن حاليًا في مهام عسكرية بعيدة، ويبدو أنه أوقف حملته الجوية في سوريا بعد قمع داعش، كما يقول التقرير.

حديث عن ناتو شرق أوسطي

ويلاحظ تقرير "بريكنغ ديفنس" أن توقيع المذكرة الدفاعية بين الأردن والولايات المتحدة، تزامن مع إعلان العاهل الأردني عن الترحيب بما أسماه "الناتو الشرق الأوسطي" والتطلع إلى توسيع علاقات الأردن العسكرية مع قوى أخرى في المنطقة، وهو أمر من المرجح أن يتطلب زيادة الاستثمار في مجالات الدفاع الرئيسية.

ويقول بول إن من المنطقي أن يشارك الأردن في مثل هذه الجهود، لكنه أضاف أنه لا يزال هناك قدر كبير من العمل السياسي الذي يتعين القيام به قبل أن ينجح تحالف رسمي على غرار حلف الناتو في المنطقة، فهناك دول عديدة لا تريد الانجرار إلى الحرب مع إيران.

وشهد العام 2022 تحديد ميزانية الدفاع الأردنية بمبلغ 1.9 مليار دولار، مع نمو متوقع بنسبة 4٪ بين عامي 2023-2027.

ووفقًا لبوهل، فإن الحكومة في عمان لديها مجالات تركيز واضحة حول أماكن إنفاق تلك الأموال.