تقرير: حياد أوكرانيا "وهم" لن يضمن أمنها أو يمنع حربا أخرى
تقرير: حياد أوكرانيا "وهم" لن يضمن أمنها أو يمنع حربا أخرىتقرير: حياد أوكرانيا "وهم" لن يضمن أمنها أو يمنع حربا أخرى

تقرير: حياد أوكرانيا "وهم" لن يضمن أمنها أو يمنع حربا أخرى

اعتبرت مؤسسة أبحاث دفاعية بريطانية أن انتهاج أوكرانيا سياسة الحياد التي تطالب بها روسيا ليس سوى "وهم" لا يضمن أمنها ولن يمنع اندلاع حرب أخرى.

وأشار "المعهد الملكي للخدمات المتحدة"، أكبر مركز أبحاث عسكرية في أوروبا، إلى أن سياسة الحياد فشلت في منع الحرب في الماضي، ولن توفر حلًّا أمنيًّا طويل الأمد لأوكرانيا.



وقال المعهد في تقرير نشره أمس الأربعاء "بالنسبة للوضع الأمني غير المستقر في أوكرانيا، يقول الكثير إنه من المرجح أن يضمن الحياد المضمون دوليًّا السلام أكثر من أي خيار آخر للسياسة الأمنية".

وأضاف التقرير "مثل هذا الحياد لا يعني فقط التزامًا بالبقاء بعيدًا عن الحروب التي يشارك فيها الآخرون، بل إنه ينطوي ،أيضًا، على التزام بعدم الانضمام إلى التحالفات العسكرية (مثل الناتو) وربما حتى الالتزام بنزع السلاح".

وحدة أراضي أوكرانيا

وأشار التقرير إلى أن الدول الأخرى (ربما مجلس الأمن بأكمله) ستلتزم باحترام وحتى الدفاع عن وحدة أراضي أوكرانيا.

كما أن جميع عمليات التحييد السابقة تناولت الحالات التي تحتاج فيها مصالح اثنين من المعتدين المحتملين إلى التوازن، لكن أوكرانيا ليست ساحة معركة بين قوتين عظميين، بحسب التقرير .

وأوضح التقرير أنه بغض النظر عن الدعاية الروسية، لا يوجد جانبان في هذا الوضع لأنه تم غزو أوكرانيا من قبل دولة واحدة فقط، وهذا البلد هو روسيا، مشيرًا إلى أن الغرب هو بعيد عن كونه معتديًا آخر، فهو متفرج غير متحارب.

وقال التقرير، إن لدى الدول الغربية مصلحة في انتصار أوكرانيا، إلا أنها تبذل جهودًا كبيرة لنقل هذه الحقيقة إلى شعوبها،

وأضاف التقرير أنه مع سجلها الحافل بفتور الحماسة بمرور الوقت، لن تكون الدول الغربية أيضًا ضامنًا موثوقًا لحياد أوكرانيا.

وقال التقرير "ستعتبر روسيا أي حياد أوكراني نقطة ضعف ودعوة للعدوان، وليس أساسًا لسلام دائم".

وأشار إلى أن تلك السياسة في التسعينيات وأوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين كانت في الأصل مبادرة ذاتية من أوكرانيا، أي طريقة براغماتية لإبعاد نفسها عن محاولات روسيا إعادة دمجها ما بعد الاتحاد السوفيتي.

عبء الحياد

وبحلول عام 2005، أصبح الحياد عبئًا على القيادة الأوكرانية الموالية للغرب، لأن روسيا حولته إلى سلاح دعائي لتقويض محاولات أوكرانيا للاقتراب من حلف شمال الأطلسي، وأن هذه الإستراتيجية صمدت لمدة عقد تقريبًا قبل أن تتمكن أوكرانيا أخيرًا في عام 2014 من إلغاء سياستها الحيادية، وفقا للتقرير.

وقال التقرير "اليوم، تتذكر أوكرانيا جيدًا درس المحاولة السابقة للحياد.. والدرس المستفاد هو أن روسيا ستعتبر أي حياد أوكراني نقطة ضعف ودعوة للعدوان، وليس أساسًا لسلام دائم.. حتى الآن.. وقد بذلت روسيا قصارى جهدها لتقويض فكرة أوكرانيا المحايدة بشكل دائم.. لذلك فقد فقدت مصداقيتها".

مساعدة ملموسة

وأضاف "أخيرًا، على عكس الدول الأوروبية التي تم تحييدها سابقًا، فإن أوكرانيا قادرة بشكل بارز على الدفاع عن نفسها على الأقل كما ظهر خلال ثلاثة الأشهر ونصف الشهر الماضية.. كما أنها ليست صغيرة، إذ إنها في الواقع أكبر بعشرين مرة من بلجيكا، وهي ليست مستقلة حديثًا".

وتابع "إن ما تحتاجه أوكرانيا ضد روسيا ليس ضمانات أمنية مشكوكًا في قيمتها، بل مساعدة ملموسة من الغرب تشمل المعدات والمال والدعم السياسي.. في الواقع، هذا ما تطلبه أوكرانيا".

واعتبر التقرير أن السبب وراء وجود منظمات أمن جماعي هو لأن التحييد والممارسات المماثلة الأخرى كانت فقدت مصداقيتها بالفعل قبل قرن من الزمان.

وختم المعهد تقريره بالقول "لقد فشلوا في منع الحرب في ذلك الوقت، وفشلوا في منعها مرة أخرى.. وفي حين أنه من الصحيح أن نظام الأمن الجماعي لدينا قد انتهى إلى حد كبير، إلا أن الحل الحقيقي هو إصلاحه.. وحتى ذلك الحين، يجب على الغرب أن يفعل ما في وسعه لمساعدة أوكرانيا على هزيمة روسيا في ساحة المعركة.. هذا هو، وسيبقى في المستقبل المنظور، أفضل ضمان أمني متاح".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com