صحيفة عبرية: حزب الله يستغل التوتر بالأقصى لتحسين موقفه في الانتخابات اللبنانية

سلط تحليل نشرته صحيفة "جيروزالم بوست" الإسرائيلية الضوء على تصريحات عضو المجلس التنفيذي لحزب الله اللبناني، حسن البغدادي، بشأن التوتر في المسجد الأقصى، والتي هدد فيها إسرائيل بالرد على اعتداءاتها عليه.

وقال البغدادي، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام إيرانية، إن "اعتداءات إسرائيل على المصلين المسلمين تمثل انتهاكاً واضحاً لمقدسات المسلمين ومشاعرهم"، مشيراً إلى أن "هذه الاعتداءات لا يمكن أن تمر دون رد".

وقالت الصحيفة إن "الحزب اللبناني يسعى لاستغلال التوتر بالأقصى في الانتخابات اللبنانية المقبلة"، لافتةً إلى أن هناك رغبة لدى الحزب لزيادة التوتر مع إسرائيل خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان، في إشارة إلى تراجع مكانة الحزب بين اللبنانيين وإمكانية خسارته الانتخابات.

وأوضحت أن "تلك التصريحات يمكن أن تؤدي لزيادة التوترات مع إسرائيل"، لافتة إلى أن "احتفاء الإعلام الإيراني بتلك التصريحات يظهر دعم طهران لتهديدات حزب الله".

وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإن "حزب الله يأمل أن يكون ذلك بدعم من الفصائل الفلسطينية الموالية لإيران، وتحديداً حركة الجهاد الإسلامي".

وأشارت الصحيفة إلى أن "تصريحات البغدادي لم تقدم أي تفاصيل حول تهديدات حزب الله، لكنها تمثل إشارة إلى الانتخابات اللبنانية المقبلة"، مبينة أن "الهدف منها استخدام التوترات مع إسرائيل لزيادة الدعم لحزب الله في الانتخابات".

وأضافت أنه "لطالما أراد حزب الله توجيه غضب إقليمي أوسع حول إسرائيل عبر رسائله المدعومة من إيران على وجه التحديد"، مشيرةً إلى أن "إيران تسعى لاستخدام الفلسطينيين ضد إسرائيل، وغالباً ما تستخدم حزب الله كوكيل في هذه الأعمال".

ووفق الصحيفة، فإن "حزب الله يريد تصوير معارضيه في لبنان على أنهم أدوات لإسرائيل والولايات المتحدة، وذلك عبر توجيه الانتقادات والمزاعم بتدخل واشنطن وتل أبيب في الانتخابات اللبنانية"، مؤكدة أن ذلك لكسب تلك الانتخابات.

الجدير ذكره أن الانتخابات النيابية اللبنانية ستجري في 15 مايو/أيار المقبل، ويتنافس فيها 103 لوائح انتخابية تضم 718 مرشحاً، موزعين على 15 دائرة انتخابية لاختيار 128 نائباً في البرلمان.

وتُجرى الانتخابات النيابية اللبنانية كل أربع سنوات، وتتوزع المقاعد 128 كالآتي: 28 للسنة، و28 للشيعة، و8 للدروز، و34 للموارنة، و14 للأرثوذكس، و8 للكاثوليك، و5 للأرمن، ومقعدين للعلويين، ومقعد واحد للأقليات داخل الطائفة المسيحية.

وفي نهاية العام الماضي، قال تقرير نشره موقع "موندافريك" إن "حزب الله أعد ما وصفه بالسيناريو المظلم لعرقلة الانتخابات المرتقبة، من خلال إرباك المشهد الداخلي وبث الفرقة بين المكونات السياسية المسيحية، ومن خلال ربط الاستحقاق الانتخابي بتسوية ملفات إقليمية".