صحف عالمية: أزمة الغاز تهدد أوروبا.. وتكتيك أوكراني بمواجهة روسيا
صحف عالمية: أزمة الغاز تهدد أوروبا.. وتكتيك أوكراني بمواجهة روسياصحف عالمية: أزمة الغاز تهدد أوروبا.. وتكتيك أوكراني بمواجهة روسيا

صحف عالمية: أزمة الغاز تهدد أوروبا.. وتكتيك أوكراني بمواجهة روسيا

تناولت صحف عالمية صادرة صباح اليوم الأحد، آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا مع دخولها اليوم الحادي عشر، حيث سلطت الضوء على تخطيط روسي لشن هجوم وشيك على ميناء أوديسا، في حين تحدثت عن "تكتيك أوكراني" يتبعه الجيش في مواجهة القوات الروسية.

وتحدثت صحف عن أزمة قد تواجه أوروبا في الشتاء المقبل إذا قررت موسكو وقف إمدادها بالغاز رداً على العقوبات. يأتي ذلك فيما كشفت تقارير عن مشاورات ثلاثية بين أمريكا وبولندا وأوكرانيا لبحث سبل نقل "مقاتلات" إلى كييف.

تأثر أوروبي

ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن الدول الأوروبية تخشى أنه قد فات الأوان للتخلص من اعتمادها شبه الكلي على الغاز الروسي، مشيرة إلى أن هذا الاعتماد المستمر منذ عقود قد أدى إلى ترك هذه الدول غير مستعدة إذا قرر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وقف إمدادها بالطاقة.

وأضافت الصحيفة أن الحرب في أوكرانيا أدت إلى زعزعة جهود أوروبا "بطيئة الحركة" للنأي بنفسها عن الغاز الطبيعي الروسي، معتبرة أن الوقت ينفد، الأمر الذي يهدد بترك شعبها في برد قارس، وترك المصانع عاطلة عن العمل بحلول الشتاء المقبل.

وتحت عنوان "ماذا يحدث في حال تم إغلاق الصنابير؟"، تابعت الصحيفة في تحليل لها: "سواء أغلق الكرملين الصنابير ردًا على العقوبات أو توقفت أوروبا عن الشراء، يتفق صانعو السياسة الأوروبيون على أنهم بحاجة إلى الاستعداد لمستقبل غامض أقل اعتماداً بكثير على الطاقة الروسية".

ورأت الصحيفة الأمريكية أن فك ارتباط سوق الغاز الأوروبية عن روسيا سيمثل تغييرًا هائلاً لقارة نمت اعتمادًا كبيرًا على الغاز من التربة الصقيعية في سيبيريا لدرجة أنها شيدت القليل من البنية التحتية اللازمة للإمدادات البديلة.

وأوضحت أن الاتحاد الأوروبي يحصل على حوالي 40 % من احتياجاته من الغاز من روسيا، مشيرة إلى أنه قد نما هذا الاعتماد في السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ.

وعن مدى التأثر الأوروبي بالعقوبات، قالت الصحيفة في تحليلها إنه بينما كان الغرب يسعى إلى إعاقة روسيا بالعقوبات، كان الاتحاد الأوروبي يدفع في الأسبوع الماضي ما يصل إلى 660 مليون يورو - ما يقرب من 722 مليون دولار - يوميًا لروسيا، موضحة أن هذا يعد ثلاثة أضعاف ما كان يدفعه قبل أن تغزو روسيا أوكرانيا.

وأضافت: "يرى محللون أن مصادر الطاقة المتجددة ستستغرق وقتًا أطول لإحداث فرق، مشيرين إلى أن الموردين الأقرب إلى الغرب - مثل النرويج والجزائر وأذربيجان - غير قادرين على زيادة الإنتاج بشكل كبير. وقالوا إنه في سيناريو درامي، هذا قد يؤدي إلى إغلاق المصانع الكيماوية والمصاهر وغيرها من مستخدمي الغاز الثقيل مؤقتًا".

وتابعت: "على الرغم من أن المسؤولين الغربيين يروجون لجهود التنويع لسنوات، فقد فشلت أوروبا إلى حد كبير في الاستعداد. وعلى سبيل المثال، لا يوجد في ألمانيا حاليًا محطة واحدة للغاز الطبيعي المسال. ولم تأخذ هيئة نظام نقل الغاز في الاتحاد الأوروبي في الاعتبار سيناريو التوقف الكامل للغاز الروسي، كما أن موسكو هي المورد الرئيسي للنفط الخام والفحم الصلب إلى الاتحاد الأوروبي".

واختتمت "الجورنال" تحليلها بالقول: "يختلف اعتماد أوروبا على روسيا.. تستعد دول مثل ألمانيا وإيطاليا ومجموعة من دول وسط وشرق أوروبا لأن تكون الأكثر تضرراً لأنها تعتمد بشكل أكبر على الواردات الروسية.. ومن ناحية أخرى، لا تستهلك المملكة المتحدة والبرتغال وإسبانيا الكثير من الغاز الروسي، لكنها ستشعر أيضًا بلسعة الأسعار المرتفعة".

تخطيط روسي

ميدانياً، ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن الجيش الروسي يخطط لهجوم محتمل - وربما وشيك – على ميناء أوديسا الأوكراني الذي يطل على البحر الأسود، وذلك من خلال تقدم القوات في الجنوب واكتسابها لأراض هناك بالإضافة إلى استيلائها على المزيد من المدن في هذه المنطقة.

وأضافت الصحيفة في تقرير لها: "واصلت القوات الروسية هجومها الوحشي على مدينة ماريوبول على بحر آزوف أمس الأول، الجمعة، بعد السيطرة على مدينة خيرسون المطلة على البحر الأسود في وقت سابق من الأسبوع الماضي".

وتابعت: "يرى مسؤولون في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن بعض القوات الروسية تحركت شمال غربي خيرسون إلى ميكولايف مما جعلها أقرب إلى أوديسا، مشيرين إلى أنهم يشعرون بالقلق من احتمال استعدادها لشن عملية برية وغزو بحري للمدينة".

وأردفت: "في غضون ذلك، كانت حكومة مولدوفا في حالة تأهب منذ أيام بعد تقارير استخباراتية تفيد بأن القوات الروسية المتمركزة في مقاطعة ترانسنيستريا الشرقية - التي يسيطر عليها الانفصاليون في البلاد والتي تقع على الحدود مع أوكرانيا وتبعد أقل من 60 كيلومترًا عن أوديسا - تستعد لدخول الحرب".

واستطردت الصحيفة: "يتوقع الخبراء العسكريون أن يكون البطء العسكري الروسي قد مكن أوكرانيا من أن تحسن بشكل كبير وضعها الدفاعي، مما يجعل العمليات البرمائية أكثر صعوبة، لكنهم أشاروا في الوقت نفسه إلى أن هناك تهديدا بريا وبحريا لأوديسا، لكن الأمر سيستغرق وقتًا لروسيا للقتال".

.. وتكتيك أوكراني

في سياق متصل، نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن خبراء عسكريين قولهم إن الجيش الأوكراني – غير المتفوق ولكنه "مرن وصامد" – يتبنى استراتيجية ذات شقين في مواجهة الهجوم الروسي الشرس، حيث يعتمد على تكتيكات الكر والفر وتحصين المدن الكبرى، وذلك تزامنًا مع دخول العملية العسكرية الروسية مرحلة أكثر خطورة.

وقالت الصحيفة: "بينما فشلت روسيا في الغالب، حتى الآن، في الاستيلاء على المدن الكبرى وتزويد جنودها بشكل فعال بالطعام والوقود، يعتقد البنتاغون أنه من المحتمل أن تعيد روسيا تجميع صفوفها وربما تشن هجمات أكثر وحشية من كافة المحاور".

وفي هذا الصدد، نقلت "البوست" عن جون سبنسر - وهو ضابط أمريكي ويدرس حرب المدن - قوله: "إن الهدف الرئيسي لأوكرانيا هو جعل الحرب دموية بقدر الإمكان بالنسبة لروسيا، حيث لا يبدو أن بوتين سينسحب في أي وقت قريب، موضحًا أن التخلي عن المدن الثانوية قد يصبح ضروريًا للسماح للحكومة الأوكرانية بالبقاء في العاصمة لأطول فترة ممكنة، مشيراً إلى أن الاستراتيجية الأوكرانية هي (عدم الخسارة)".

في الوقت نفسه، نقلت الصحيفة عن أندري زاغورودنيوك، وزير الدفاع الأوكراني السابق، قوله: "إن مهاجمة خطوط الدعم الروسية أثبتت بالفعل أنها استراتيجية مهمة للتقليل من شأن التفوق الروسي، موضحًا أن المركبات الروسية منتشرة عبر منطقة واسعة على جبهات متعددة، وهي تتباطأ باستمرار للإبقاء على تدفئة الجنود في ظل الطقس البارد، مما يجعل تجديد تزويدها بالوقود تحديًا هائلاً".

وتدعيماً لهذه الآراء، قالت الصحيفة الأمريكية في تقرير لها إن الجيش الأوكراني قد نصح المتطوعين في الدفاع المدني منذ الوهلة الأولى بتجاهل المركبات المدرعة وبدلاً من ذلك مهاجمة شاحنات الوقود غير المدرعة وغالبًا ما يقودها جنود روس غير مدربين تدريباً جيداً.

وأضافت: "يرى خبراء الدفاع أن قطع إمدادات الوقود يحول الدبابات ومركبات المدفعية الصاروخية إلى عوائق على الطريق، ويجعلها عرضة للتدمير أو الاستيلاء بسهولة، مشيرين إلى أن قوة روسيا على الأرض تكمن في المركبات المدرعة".

ووفقاً للصحيفة، يعتبر المحللون أن قيام الحكومة الأوكرانية بتسليح المواطنين بالبنادق وقنابل المولوتوف وأسلحة أخرى، هي خطوة إيجابية للغاية تسببت في الصمود حتى الآن، مشيرين إلى أن روسيا ليس لديها ما يكفي من القوات لمنع الأوكرانيين في العاصمة من تلقي أسلحة إضافية.

ورأت الصحيفة في ختام تقريرها أن الفرصة بالنسبة لأوكرانيا هي نشر فرق صغيرة بأسلحة مضادة للدبابات لمهاجمة المركبات ثم الهروب، موضحة أنه يتم تنفيذ بعض هذه المهمات على الأقل من قبل قوات العمليات الخاصة الأوكرانية، التي لا يمتلك الروس معلومات عنها إلا القليل نسبيًا منذ إعادة تشكيلها في عام 2014، بعد هجوم روسيا على شبه جزيرة القرم وضمها.

صفقة ثلاثية

من ناحية أخرى، ذكرت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية أن البيت الأبيض يدرس "صفقة ثلاثية" لنقل مقاتلات إلى أوكرانيا، وأكدت أنه لا تزال الولايات المتحدة تجري مناقشات مع بولندا لاحتمال إعادة ملء أسطولها من الطائرات المقاتلة إذا قررت وارسو نقل طائرات من طراز "ميغ-29" (روسية الصنع) المستخدمة إلى كييف.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين - طلبوا عدم الكشف عن هويتهم – قولهم: "تؤكد المحادثات الجارية، حيث يطلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من الكونغرس المساعدة على ضرورة إمداد القوات الأوكرانية بالأسلحة اللازمة لمحاربة الغزو الروسي الشامل".

وقالت الصحيفة في تقرير لها: "بينما كانت بولندا تدرس إرسال طائراتها الحربية إلى أوكرانيا الأسبوع الماضي، سألت وارسو البيت الأبيض عما إذا كانت إدارة الرئيس، جو بايدن، ستضمن أنها ستزودها بطائرات مقاتلة أمريكية لسد الفجوة".

وأضافت: "رد البيت الأبيض على الطلب البلولندي بأنه سينظر في الأمر. ولم تعارض إدارة بايدن قيام الحكومة البولندية بمنح كييف طائرات ميغ، مما قد يؤدي إلى تصعيد التوترات بين الناتو وموسكو، لكن بولندا، في الوقت الحالي، تتمسك بطائراتها المقاتلة".

وأوضحت الصحيفة الأمريكية في تقريرها أن المناقشات بين وارسو وواشنطن لا تزال جارية، على الرغم من أن الترخيص لطائرات مقاتلة بديلة جديدة لبولندا قد يستغرق وقتًا طويلاً. ونقلت عن مسؤول أمريكي كبير قوله: "إننا نعمل مع البولنديين بشأن هذه القضية ونتشاور مع بقية حلفائنا في الناتو. نحن نعمل أيضًا على القدرات التي يمكن أن نوفرها لإرضاء بولندا إذا قررت نقل الطائرات إلى أوكرانيا".

ووفقاً للمسؤول، لم يعارض البيت الأبيض بأي شكل من الأشكال نقل بولندا للطائرات إلى أوكرانيا، لكنه أشار إلى مدى صعوبة عملية نقل الطائرات، حيث تعهدت موسكو بمهاجمة أي قوافل تحمل أسلحة تدخل البلاد.

واعتبرت الصحيفة الأمريكية أن مسألة إرسال طائرات إلى القتال تعتبر أكثر تعقيدًا من الجهود التي تبذلها أكثر من عشرين دولة أوروبية لإرسال أسلحة دفاعية إلى أوكرانيا، نظرًا لإلكترونيات الطيران الحساسة على الطائرات الأمريكية والتي قد لا يكون نقلها قانونيًا دائمًا إلى الخارج.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com