هجمات داعش الجديدة وتزامن لافت مع الضغوط على وكلاء إيران
هجمات داعش الجديدة وتزامن لافت مع الضغوط على وكلاء إيرانهجمات داعش الجديدة وتزامن لافت مع الضغوط على وكلاء إيران

هجمات داعش الجديدة وتزامن لافت مع الضغوط على وكلاء إيران

لم تترك صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، مساحة واسعة للجدل وهي تعرض التزامن الملتبس بين استئناف تنظيم داعش عملياته في سوريا والعراق بتكتيكات جديدة، وبين المرحلة الدقيقة التي وصلتها مفاوضات فيينا الخاصة بالاتفاقية النووية بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، وهي التي كان ألغاها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ودخل سلفه جو بايدن في التفاوض الطويل على طريق إعادة إحيائها.

في متابعتها للهجمات الأخيرة الدامية التي قام بها داعش على مقر الجيش العراقي في منطقة العظيم بمحافظة ديالا وقتل جميع الجنود في المقر، وأعقبها بهجوم على سجن "الصناعة" بمدينة الحسكة شمال شرقي سوريا، وصفت الصحيفة ما استجدّ، بأنه إحدى أكثر عمليات داعش تعقيدا في السنوات الثلاث الماضية، تاركة مساحة واسعة للتكهن بشأن توقيت هذه العمليات وما إذا كانت أطراف دولية من التي تتواجد في سوريا بقوة (تنفّذ عملياتي)، قد ساعدت داعش في تنفيذ هذه الهجمات.

وزاد في تماسك منطق الشك والتكهن هذا، تزامن لافت بين تلك الضغوط وموجة مستجدة تناوبت فيها أفرع داعش في العراق وسوريا وأفغانستان على شن الهجمات، وهو ما عمم في الأوساط السياسية تقديرات مكتومة تستقصي دور إيران في هذه الموجة، اعتمادا على ما كان ترسّخ في اليقين السياسي من معلومات مفصّلة عن علاقة النظام والأجهزة الإيرانية مع قيادات وكوادر تنظيمي داعش والقاعدة.

فالتوقيت يشي بمزيد من الضغط الإيراني على الولايات المتحدة، وأيضا على دول الخليج العربية التي تعتبرها واشنطن حليفة لها في الأمن والاستقرار.

تراجع وكلاء طهران

التقارير السياسية المتخصصة ذاتها ربطت بين ما يجري في العراق من عمليات وبين نتائج الانتخابات البرلمانية التي أفقدت الميليشيات التابعة لإيران ما كانت حازته من تنفّذ سياسي.

وتصادف أن شيئا مماثلا حصل في لبنان حيث تراكمت الأزمات السياسية والمعيشية على نحو أفقد حزب الله، الموصوف بأنه وكيل إيران، الكثير من سطوته في المشهد السياسي الداخلي، وهدّد بفكّ بعضٍ مِن تحالفاته مع قوى مسيحية رئيسة.

أيضا في اليمن حققت قوات ألوية العمالقة الجنوبية سلسلة موصولة من الاختراقات العسكرية في شبوة ومأرب أفقدت وكلاء إيران أوراقا إستراتيجية دفعتهم، كما تشير التحليلات السياسية، إلى محاولة الهروب للأمام بعمليات خارجية تستهدف المنطقة برمتها وتفتح المجال لخلل محتمل في منظومة الاستقرار الإقليمي.

وجرى تطويق هذا المخطط بمبادرات أممية، وفي مجلس الأمن نجحت في بناء موقف دولي ينتظر البناء عليه لإدراج الحوثي في قائمة الإرهاب وتطويق التمويل والتسليح الايراني للجماعة.

في فيينا، إيران محاصرة بالمهلة الأخيرة

صحيفة وول ستريت جورنال، في متابعتها لما استجد في مفاوضات فيينا بشأن النووي الإيراني، هذا الأسبوع، عرضت نموذجا موازيا من الضغوط التي تخضع لها طهران والتي تدفعها إلى ممارسة ضغوط من نوع مختلف.

ونقلت الصحيفة عن أشخاص وصفتهم بأنهم مطلعون على المفاوضات التي تجري منذ أشهر ولا تتضمن لقاءات مباشرة بين الوفدين الإيراني والأمريكي، قولهم إنه كانت هناك خلافات معروفة داخل صفوف الفريق الأمريكي المفاوض بشأن طريقة التعامل مع إيران وملفها النووي.

وأضافت أنه مع وصول المحادثات إلى المرحلة الحرجة، وهي المفاوضات التي شهدت من طرف إيران تناوبًا في توظيف تكتيكات العصا والجزرة، ظهرت الخلافات واضحة في صفوف الفريق الأمريكي الذي يضم مطالبين بالرد على إيران بالمثل. فقد استقال ريتشارد نيفيو نائب المبعوث الأمريكي الخاص لإيران، والمعروف بمهندس العقوبات الاقتصادية السابقة على إيران.

الصحيفة وصفت الاستقالة بأنها جاءت في سياق معركة ضغوط متبادلة طويلة بين طهران وواشنطن، فقد دعا نيفيو إلى اتخاذ موقف أكثر تشددًا في المفاوضات، وهدد بالاستقالة إنْ بقيت الإدارة الأمريكية متساهلة وتتجاوب مع طهران التي تنّوع في إشارات الضغط والابتزاز.

وكشفت مصادر الصحيفة أن عضوين آخرين في وفد التفاوض الأمريكي كانا يشاركان نيفيو في رفض اللين غير المبرر من طرف واشنطن تجاه التكتيكات "الابتزازية" من طرف طهران.

وأعطت وول ستريت جورنال نموذجا على التصعيد الإيراني في شروط استعادة اتفاق 2015، وهو رفض طهران الإفراج عن أربعة أمريكيين كشرط للاتفاق بين البلدين لاستئناف الامتثال للاتفاق النووي.

وسجّلت أن هذه المتواليات السريعة في شواهد التهاون الأمريكي مقابل التشدد الإيراني جاءت وسط إقرار من الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين بأنه لم يتبق سوى أسابيع فقط أمام فرصة استعادة الاتفاق النووي 2015. وهو ما يجعل إيران تستشعر الضغط الدولي تحت وطأة الفرصة الأخيرة، ضغطا من النوع الذي لها تاريخ في محاولات تنفيسه بعمليات يفهمها المعنيون بها، حتى وإن كانت ملتبسة.

توقيت التتابع السريع الأخير في عمليات تنظيم داعش بالعراق وسوريا، متزامنا مع انحسار سريع في التنفذ الإيراني بالعراق ولبنان، وخسارات إستراتيجية للحوثي في اليمن على أيدي لواء العمالقة، كان تزامنا كافيا لانتشار تحليلات تقرأ ما بين سطور المشهد الإقليمي الذي تحاول فيه إيران أن تهرب من استحقاقات الشرعية إلى الترهيب الصوتي الذي تحدثه المسيّرات المفخخة وهجمات التنظيمات التي تسود الكثير من التكهنات على علاقاتها الخفية بأجهزة طهران الاستخباراتية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com