الغرب يحذّر روسيا من "عواقب وخيمة" إذا غزت أوكرانيا
أعلنت برلين مساء الاثنين، في ختام مؤتمر عبر الفيديو جمع الرئيس الأمريكي جو بايدن بقادة عدد من الدول الأوروبية، بمن فيهم المستشار الألماني أولاف شولتس، أنّ القادة الغربيين جددوا دعمهم "غير المشروط" لوحدة أراضي أوكرانيا وتوعدوا روسيا بـ "عواقب وخيمة" إذا ما شنت "عدواناً" ضد جارتها الغربية.
وقال متحدّث باسم المستشارية الألمانية إثر الاجتماع الذي شارك فيه قادة كل من الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وبولندا، إن القادة الغربيين "أجمعوا على أنه من مسؤولية روسيا أن تتخذ مبادرات واضحة للتهدئة".
وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن في ختام المؤتمر التوصل الى اتفاق "تام" بشأن التعامل مع التهديد العسكري الروسي عند الحدود مع أوكرانيا.
وقال بايدن للصحافيين إثر انتهاء الاجتماع مع حلفاء من أوروبا وحلف شمال الأطلسي "أجريت لقاءً جيدا جدا جدا جدا (...) هناك إجماع تام مع القادة الأوروبيين".
وتبدو الحياة في العاصمة الأوكرانية كييف عادية إلى حد بعيد، المقاهي مفتوحة والمتاجر ومحطات الوقود تعمل بشكل عادي وحتى التدابير الأمنية المتخذة تبدو غير مرئية، بينما يؤكد سكان المدينة استعدادهم للمقاومة إن حصل غزو من جانب الجار الروسي.
عاصمة الدولة التي عاشت تحت سيف ”الكرملين“ منذ ثماني سنوات (تاريخ ضم شبه جزيرة القرم) هي اليوم مدينة لا تقع تحت الحصار كما يتخيل البعض رغم ارتفاع التوتر على الحدود، وفق ما يؤكده تقرير نشرته صحيفة ”لوموند“ الفرنسية.
ووفق الصحيفة، فإن ما يجري في أوكرانيا هو حرب أعصاب يغذيها الضغط العسكري من القوات الروسية المحتشدة لمدة ثلاثة أشهر على الحدود الشرقية للبلاد، وأيضا بسبب التوتر الروسي الأمريكي والتصريحات الغربية المتناقضة أحيانًا حول هذا الموضوع.
وأضاف التقرير ”لقد فهم الأوكرانيون هذا جيدًا: المواجهة الحالية بين الولايات المتحدة وحلفائها من ناحية وروسيا من ناحية أخرى تتجاوز بكثير مصيرهم، وإن كانوا أول المعنيين بالملف، وهم يشاهدون بشيء من الدهشة هذا الارتفاع المفاجئ للحمى الجيوسياسية حولهم وكأن الغرب يكتشف حربًا بدأت عندما ضمت موسكو شبه جزيرة القرم وغزت جزءًا من دونباس، بالاعتماد على الميليشيات المحلية الموالية لروسيا“.
استنادًا إلى مقابلات مع عشرات المسؤولين، نظمها في كييف صندوق ”مارشال“ الألماني وهو مركز أبحاث، شاركت فيها ”لوموند“، يظهر سيناريو الغزو الروسي على نطاق واسع حاليا غير مطروح وأقل معقولية، وأشارت ”لوموند“ إلى أنه في استطلاع حديث أجراه المعهد الدولي لعلم الاجتماع في كييف قال ثلث الأوكرانيين إنهم مستعدون لحمل السلاح لمقاومة التدخل الروسي، ويُضاف إلى ذلك 22% من المتطوعين للمقاومة المدنية، وبذلك ستكون التكلفة البشرية لمثل هذا الهجوم مرتفعة جدًّا بالنسبة لموسكو.
