صحف عالمية: باكستان وإيران تتنافسان لكسب طالبان.. والصين تراقب أوكرانيا لـ"غزو" تايوان
صحف عالمية: باكستان وإيران تتنافسان لكسب طالبان.. والصين تراقب أوكرانيا لـ"غزو" تايوانصحف عالمية: باكستان وإيران تتنافسان لكسب طالبان.. والصين تراقب أوكرانيا لـ"غزو" تايوان

صحف عالمية: باكستان وإيران تتنافسان لكسب طالبان.. والصين تراقب أوكرانيا لـ"غزو" تايوان

تناولت بعض الصحف العالمية الصادرة، اليوم الأربعاء، تطورات الشأن الأفغاني، إذ  كشفت عن تقارير تظهر منافسة قوية بين إيران وباكستان لكسب معركة النفوذ على طالبان، بهدف تشكيل حكومة في كابول ترعى مصالحهما التي باتت مهددة منذ وصول  الحركة إلى السلطة.

كما تناولت الصحف، تطورات الأزمة الأوكرانية وسط تقارير تتحدث عن أن الصين تراقب عن كثب ردود الأفعال حول الغزو الروسي المحتمل لكييف لاستغلالها في أزمة تايوان.

منافسة باكستانية إيرانية لترويض طالبان

ذكرت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، أن الانسحاب الأمريكي الفوضوي من أفغانستان في آب/أغسطس الماضي، تسبب في إزعاج العديد من الدول المجاورة، خاصة باكستان وإيران، مشيرة إلى أنه مع تواجد "طالبان" في الحكم، فمن المرجح أن تتوسع التنظيمات المسلحة وقد ينتشر انعدام الأمن عبر الحدود.

وأضافت المجلة أن "هذا الاحتمال لا يزال مدعاة للقلق في ما يصل إلى 12 دولة، إلا أن إيران وباكستان، هما الدولتان اللتان تتمتعان بأكبر قدر من النفوذ في البلاد والأكثر تعرضا للخطر، حيث سمحت حدودهما الطويلة مع أفغانستان جنبًا إلى جنب مع الروابط التاريخية العرقية واللغوية والثقافية، بلعب أدوار مهمة في الشؤون الداخلية لأفغانستان".

وتابعت "على النقيض تماما، لا تتمتع أي من دول آسيا الوسطى الثلاث المجاورة أو الصين، والتي تقع أيضًا على الحدود مع أفغانستان غير الساحلية، بقدر من النفوذ، إذ تعتمد بكين على كل من طهران وإسلام أباد لإدارة كابول التي تسيطر عليها طالبان، وتعتمد دول الخليج على باكستان لضمان خدمة مصالحها في البلاد".

ورأت المجلة الأمريكية أنه في أعقاب رحيل الولايات المتحدة، ستكون إيران وباكستان المتنافستين الرئيستين لتشكيل مستقبل أفغانستان التي تديرها "طالبان".

وقالت "فورين أفيرز" إن "نهاية الحقبة الطويلة من التدخلات المباشرة قد تركت للقوى العظمى في أفغانستان فراغًا خطيرًا"، مشيرة إلى أنه على الرغم من خلافاتهما العديدة، تسعى كل من إيران وباكستان إلى الاستقرار والأمن في بلد كان في حالة حرب منذ عقدين.

وأوضحت المجلة "غالبا ما تباعدت مصالحهما - إيران وباكستان - أو دخلتا في صراع مباشر في أفغانستان، لكنهما الآن سيضطران إلى التعاون بطرق لم يسبق لهما القيام بها في الماضي، إذ يحتاج البلدان إلى حركة طالبان لبناء حكومة يمكنها الحفاظ على قدر ضئيل من الاستقرار ومواجهة ما يسمى بـتنظيم داعش - ولاية خراسان، وغيره من الجماعات الإرهابية العابرة للحدود".

وأشارت إلى أن أفغانستان تمثل أيضًا بوابة رئيسة لإيران وباكستان إلى آسيا الوسطى، لا سيما من حيث طرق الطاقة والتجارة، لذلك، فإنهما حريصتان على الاستفادة من جهود الاتصال الإقليمي للصين من خلال برنامج البنية التحتية الواسع المعروف باسم مبادرة "الحزام والطريق".

وقالت "سيكون لإيران وباكستان التأثير الأكبر على أي نتيجة تظهر في أفغانستان التي تديرها طالبان.. ستعتمد القوى العظمى، مثل: الصين وروسيا، على علاقاتهما الثنائية مع طهران وإسلام أباد لمحاولة التأكد من أن حالة عدم اليقين في أفغانستان لا تزعج خططها الإستراتيجية لوسط وجنوب آسيا.. وبافتراض أن أفغانستان ستحقق في نهاية المطاف بعض مظاهر الاستقرار، سيسعى كل من الإيرانيين والباكستانيين إلى الاستفادة من نفوذهما لتعزيز مصالحهما الاقتصادية في البلاد وفي المنطقة".

واختتمت "فورين أفيرز" تحليلها بالقول "إن إيران وباكستان لهما مصلحة مشتركة في استقرار أفغانستان، لكن مثل هذا الاستقرار قد يصبح أكثر احتمالية إذا نسقت إيران وباكستان وتعاونتا أكثر مما تتنافسان في أفغانستان"، وفق تقديرها.

الصين تراقب الأزمة الأوكرانية

ذكرت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، أن الصين تتابع تطورات الأزمة الأوكرانية عن كثب، إذ إنها "فرصة لا تقدر بثمن" لمراقبة كيفية استجابة حلف شمال الأطلسي - الناتو، للعدوان العسكري العلني على أطرافه.

وقالت المجلة، إنه بينما يفكر الغرب فيما إذا كان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، سيغزو شرق أوكرانيا، يراقب نظيره الصيني، شي جين بينغ، ردود الأفعال حول هذا الغزو، مشيرة إلى أنه بالنسبة للصين، تعتبر أوكرانيا نموذجا مناسبا لتايوان، التي من المحتمل أيضا أن تغزوها بكين.

وأضافت "بكين تريد معرفة مدى استجابة الناتو للعدوان الروسي، إذ سيكون بمثابة مقياس لها لحساب كيف يمكن للولايات المتحدة وحلفائها في آسيا والمحيط الهادئ أن ترد على العدوان الصيني غير المبرر ضد تايوان".

وتابعت "على المستويين العملياتي والتكتيكي، يمكن لجيش التحرير الشعبي الصيني اكتساب رؤية لا تقدر بثمن من كيفية تحرك القوات المسلحة الروسية ضد الأراضي الأوكرانية.. ومع دخول إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، وحلف الناتو في محادثات أمنية حول أوكرانيا مع نظرائهم الروس، يجب على الغرب أن يفكر في الرسالة التي ينوي إرسالها إلى الكرملين وتشونغنانهاي".

وأردفت "ناشيونال إنترست": "يقول محللون إن العلاقة بين الصين وروسيا محرجة، فعلى الرغم من الاختلاف الظاهري في المصالح الوطنية، يتحد الطرفان حول قضايا السلامة الإقليمية ضد التهديدات الغربية المتصورة.. ويتمتع، شي وبوتين، علانية بعلاقة كاريزمية وتفاخر بعد أن التقيا أكثر من 30 مرة منذ 2013، بما في ذلك محادثة افتراضية في كانون الأول/ديسمبر العام الماضي، كانت على ما يبدو ردًّا على قمة بايدن، من أجل الديمقراطية".

ورأت المجلة، أن "المقارنات بين التهديدات الروسية ضد أوكرانيا والتخويف الصيني ضد تايوان تنبؤية، حيث تهدد روسيا والصين، وهما قوتان انتقاميتان، بالعدوان العسكري لاستعادة الأراضي التي يعتبرانها ملكًا لهما، لكنها خسرت بسبب مزيج من الخداع الخارجي والخيانة الداخلية".

واستطردت "أوكرانيا وتايوان ديموقراطيات نابضة بالحياة مع اقتصادات السوق الحرة المتاخمة لجارين عملاقين يطالبان بمزيج من السيادة والتأثير على أراضيهما.. تعتمد كل من كييف وتايبيه على الغرب للحصول على الدعم الكافي ضد هذا الضغط الخارجي الذي لا هوادة فيه على نحو متزايد".

وأعتبرت المجلة الأمريكية فشل "الناتو" - وهو منظمة تم تشكيلها لمواجهة التهديدات السوفيتية - في مواجهة الغزو الروسي المحتمل، قد يدفع شي إلي إلغاء التحالفات الأمريكية الآسيوية، قائلة "أي عدم وجود عزم في واشنطن أو بروكسل لمساعدة أوكرانيا على إبقاء روسيا في مأزق قد يشير إلى مصير مماثل لتايوان".

واختتمت "ناشيونال إنترست" تحليلها بالقول "بينما تعمل إدارة بايدن مع حلفائها الأوروبيين لصياغة إستراتيجية ردع موثوقة قبل المحادثات التي تنطلق اليوم الأربعاء بين الروس والناتو، لا ينبغي أن تكون أوكرانيا هي البند الوحيد على جدول الأعمال.. يجب أن يعمل الغرب على أساس أن أفضل صديق لبوتين المعلن من جانبه (شي) سيكون أيضاً على طاولة المفاوضات".

الكرملين يختبر "الناتو"

ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن الكرملين يختبر قوة "الناتو" من خلال تقويض الجمهوريات السوفيتية السابقة، أوكرانيا وبيلاروسيا وكازاخستان، وزرع المعلومات المضللة واستغلال الانقسامات هناك.

وأضافت "في الوقت الذي نشرت فيه الولايات المتحدة وأعضاء آخرون في الناتو، الآلاف من القوات واستثمروا بكثافة في الأسلحة لإعادة بناء خط الجبهة للحلف في مواجهة روسيا، تصدت موسكو لتلك الإستراتيجية من خلال فتح جبهات جديدة خارج نطاق سيطرة الحلف".

وتابعت "في الوقت الذي يزور فيه المسؤولون الروس مقر منظمة الحلف في بروكسل، اليوم الأربعاء، لمعالجة المظالم التي أثارها الكرملين، فإن التحالف - الذي يضم 30 دولة - يتصارع مع كيفية مواجهة إصرار روسيا المتزايد".

وأردفت "بدلا من مواجهة، الناتو، يمارس الرئيس بوتين ضغوطا على دول أخرى بما في ذلك أوكرانيا وسوريا وليبيا، إذ يقول مسؤولون غربيون إنه يختبر وحدة الحلف مع صفقات الغاز الطبيعي أثناء التحقيق في دفاعاته الديمقراطية بالهجمات الإلكترونية والمعلومات المضللة.. إن هذا النهج يختبر كلا من القوة العسكرية للحلف والإرادة السياسية الغربية".

وأوضحت الصحيفة، أن "الناتو، منقسم حول كيفية الرد علي التهديدات الروسية"، مشيرة إلى أنه "في الوقت الذي يحث فيه الحلفاء، مثل: ألمانيا وفرنسا، على توخي الحذر والتفاوض مع موسكو، يشعر الأعضاء الشرقيون، مثل: بولندا ودول البلطيق، بالقلق من أن إدارة بايدن تميل نحو تقديم تنازلات لبوتين على أمل التركيز بدلاً من ذلك على الصين".

ورأت الصحيفة أن "القوات الأوروبية المعززة، لحلف الناتو، قد لا تكون مقلقة لبوتين - الذي لديه عدد أكبر بكثير من القوات المتمركزة في المنطقة - لكنها تسمح له بالادعاء بأن الحلف يهدد روسيا، وهي إحدى القضايا التي تريد روسيا معالجتها في اجتماع حلف الناتو، في وقت لاحق اليوم الأربعاء".

الأكثر قراءة

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com