طالبان تفرج عن أستاذ جامعي بارز بعد أيام من اعتقاله بتهمة التحريض

أفرجت حكومة حركة طالبان الأفغانية، الثلاثاء، عن الأستاذ البارز في جامعة كابول فيض الله جلال، الذي اعتقل، السبت الماضي؛ بتهمة "التحريض على الحكومة".

وأكدت أسرة جلال في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية باللغة الفارسية "بي بي سي"، إطلاق سراحه، حيث قالت ابنته حسناء، إن "طالبان أفرجت عن والدي بعد أربعة أيام من الاعتقال".

وسبق أن انتقد جلال، حركة طالبان، في مناظرة تلفزيونية مع محمد نعيم المتحدث باسم المكتب السياسي للحركة، داعيا إياها إلى "إصلاح نفسها لأن كل الناس يفرون من أفغانستان"، وانتشرت تلك المناظرة بقوة بين مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الأفغانية.

وكانت منظمة العفو الدولية، دعت طالبان إلى "الإفراج عن جلال دون قيد أو شرط"، كما طالب ممثلو الاتحاد الأوروبي والعديد من منظمات حقوق الإنسان الأخرى، فضلا عن عدد كبير من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، بمن فيهم فنانون وشخصيات سياسية، بالإفراج عنه.

وقالت منظمة العفو في بيان صدر عنها، إن "هذا الاعتقال هو أحدث محاولة من قبل طالبان لقمع المعارضة، ولقد قام حكام أفغانستان بترويع ومضايقة المنتقدين والمدافعين عن حقوق الإنسان منذ السيطرة على البلاد، وإن الصحفيين والأكاديميين كانوا أكبر ضحايا هذا الانتقام".

وكان المتحدث باسم طالبان قد أعلن مسؤوليتها عن اعتقال جلال، قائلا إنه "يحرض الشعب ضد النظام ويلعب بسمعة الناس"، فيما لم تعلق طالبان حتى الآن على إطلاق سراحه.

وخلال الأيام الماضية، احتج عدد من النساء في العاصمة كابول على اعتقال فيض الله جلال ووجهن انتقادات لحركة طالبان.

يشار إلى أن فيض الله جلال، ناشط قديم ضد الأنظمة الاستبدادية، واعتقل عام 1978 لدوره في الاحتجاجات ضد الانقلاب الشيوعي في أفغانستان واحتجز وتعرض للتعذيب في سجن "بول إي شارخي" المعروف أيضًا باسم مرفق الاعتقال الوطني الأفغاني، أكبر سجن في أفغانستان.

وبعد إطلاق سراحه، التحق بجامعة كابل كمحاضر. وفي عام 1993، عيّن نائبا لرئيس الجامعة، وهو المنصب الذي شغله حتى عام 1996، عندما استولت طالبان على كابل.

وفي عام 2001، بعد سقوط نظام طالبان، عيّن نائبا لوزير التعليم، قبل أن يعود إلى الأوساط الأكاديمية.