صحف عالمية: الفقر والفساد فجرا أزمة كازاخستان.. واشتعال "حرب الظل" بين أمريكا وإيران
صحف عالمية: الفقر والفساد فجرا أزمة كازاخستان.. واشتعال "حرب الظل" بين أمريكا وإيرانصحف عالمية: الفقر والفساد فجرا أزمة كازاخستان.. واشتعال "حرب الظل" بين أمريكا وإيران

صحف عالمية: الفقر والفساد فجرا أزمة كازاخستان.. واشتعال "حرب الظل" بين أمريكا وإيران

تصدر المشهد في كازاخستان عناوين أبرز الصحف العالمية الصادرة صباح الخميس، فيما سادت توقعات باستمرار تفاقم الأزمة خلال الأيام المقبلة.

وحذرت صحف أخرى من اشتعال "حرب الظل" بين أمريكا وإيران، في ظل هجمات تشنها جماعات موالية لطهران في العراق وسوريا على مصالح واشنطن.

فيما رأت صحف أن أفضل طريقة لردع روسيا عن تنفيذ خططها لغزو أوكرانيا، هي جعل أوروبا قوية وآمنة.

الفقر والفساد في كازاخستان

رأت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن "الاستياء من الفقر وعدم المساواة والفساد شكلت كلها الشعلة التي احترقت وأدت إلى زيادة الاضطرابات في كازاخستان في السنوات الأخيرة".

وأشارت إلى أن "معظم الغضب كان موجها إلى نور سلطان نزارباييف، الرئيس السابق ورئيس مجلس الأمن، الذي أطيح به الأربعاء على إثر الاحتجاجات".

وذكرت الصحيفة أن "نزارباييف، الذي بدا لفترة طويلة أنه لا يمكن المساس به، حيث كان زعيماً للبلاد منذ ما يقرب من 3 عقود، وعندما تنحى في عام 2019، كان قادرًا على اختيار خليفته، قاسم جومارت توكاييف، واحتفظ بسلطة كبيرة كرئيس لمجلس الأمن، واحتفظ أيضاً بلقبه الرسمي "الباسي" أو زعيم الأمة".

وأِشارت إلى أن "الأحداث التي وقعت في الأيام القليلة الماضية قد توحي بضرورة استخلاص دروس مختلفة؛ قام المتظاهرون بهدم تماثيل نزارباييف (81 عاماً)، التي كانت من المفترض أن تصبح نصبا تذكارية لإرثه".

وقالت: "بدلاً من ترديد أغنية الباسي، فإن العديد من المتظاهرين الكزخيين الغاضبين يرددون الآن (شال كيت) - أو (يا رجل يا عجوز، ارحل!)".

وأضافت "الغارديان" في تحليلها: "من بين المستبدين الأشرار والقمعيين في آسيا الوسطى، بدا نزارباييف دائمًا الأكثر ذكاءً.،. ولد عام 1940 وترقى في صفوف الحزب الشيوعي وأصبح أول زعيم لكازاخستان بعد الاستقلال.. لقد تمكن من الحفاظ على تماسك البلاد خلال التسعينيات".

وتابعت: "رسم نزارباييف مسارًا جيوسياسيًا دقيقًا في السنوات التي تلت استقلال كازاخستان، وظل ودودًا تجاه روسيا، بينما كان يغازل أيضًا القادة الغربيين وشركات الطاقة الذين غضوا الطرف عن الافتقار إلى الديمقراطية وركزوا بدلاً من ذلك على تأمين العقود المربحة في البلاد".

واختتمت الصحيفة البريطانية تحليلها بالقول: "لم يتضح بعد كيف ستتطور الاضطرابات في كازاخستان، وما الدور الذي سيلعبه نزارباييف فيها، لكن يبدو من المؤكد أن أحداث الأيام القليلة الماضية ستغير الإرث التاريخي الذي كان يتصور أنه سيتركه بعد أن أطاح به توكاييف من رئاسة مجلس الأمن وجرده من سلطاته".

وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية أن "الاحتجاجات التي بدأت هذا الأسبوع في غرب كازاخستان بسبب زيادة كبيرة في أسعار الوقود، سرعان ما تصاعدت لتصبح تعبيرًا أوسع عن الاستياء من الفساد وعدم المساواة الاقتصادية".

وأضافت أن "المنتقدين يتهمون نزارباييف وحلفاءه بتكديس ثروات ضخمة بينما يكافح الناس العاديون للبقاء على قيد الحياة بمتوسط ​​رواتب يبلغ حوالي 400 جنيه إسترليني شهريًا، بالإضافة إلى اعتقال منتقدي الحكومة، ومنهم الصحفيون، مشيرين إلى أن التعذيب كان منتشراً في السجون".

وعود واهية

في غضون ذلك، شككت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في قدرة توكاييف على إدارة أزمة كازاخستان، معتبرة أن "تصريحاته التي تلت الأحداث وإقالته للحكومة والإطاحة بنزارباييف مجرد وعود واهية تُضاف إلى وعوده السابقة عقب توليه السلطة في العام 2019".

ونقلت الصحيفة عن منتقدين محليين قولهم إن "انتخاب توكاييف كان غير ديمقراطي من الأساس، لأنه لم يتم منح المرشحين المحتملين الآخرين فرصة عادلة، ما دفع العديد من الكزخيين، الذين شعروا أنهم تعرضوا للتهميش بشكل متزايد في عملية صنع القرار، للنزول إلى الشوارع في احتجاجات لا تزال نادرة نسبيًا في كازاخستان".

وأضافت الصحيفة، أن "توكاييف وعد حينئذ بالاستماع إلى المظالم من خلال إنشاء منتدى لسماع غير الراضين عن النظام السياسي في البلاد والقضايا الاجتماعية والاقتصادية، لكنه لم يفعل شيئاً حتى الآن".

وتابعت: "رغم أن الحكومة لديها أفكار حول كيفية تحويل البلاد، إلا أنها لم تنفذ دائمًا هذه الخطط بالكامل في الحياة اليومية، وقد أدت سنوات من الحكم الاستبدادي القاسي إلى خلق حالة من عدم الثقة والطلب المكبوت من أجل التغيير".

وأردفت الصحيفة: "توكاييف وسلفه نزارباييف، اللذان استمرا في ممارسة النفوذ السياسي وراء الكواليس، كلاهما يحظيان بدعم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ما يعطيهما مزيداً من القوة في مواجهة أي تهديدات من الخارج".

واستطردت: "ودليل على ذلك، أن حذر الكرملين من التدخل الخارجي في الاضطرابات التي يواجهها حليفه في آسيا الوسطى، قائلاً إن الروس مقتنعون بأن أصدقاءهم الكازاخستانيين يمكنهم حل مشاكلهم الداخلية بشكل مستقل".

حرب الظل بين واشنطن وطهران

ورأت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية أن "حرب الظل" التي تمارسها إيران مع الولايات المتحدة في العراق وسوريا الآن، باتت على وشك الانفجار وستؤثر حتماً على إسرائيل، تزامناً مع ذكرى مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، الذي اغتيل في غارة جوية أمريكية في كانون الثاني/ يناير 2020".

وذكرت الصحيفة أن "تصعيد الهجمات، حيث استخدمت الجماعات الموالية لإيران طائرات مسيرة وصواريخ لاستهداف القوات والمنشآت الأمريكية في العراق 3 مرات في الأيام الثلاثة الماضية، يبدو أكثر من مجرد ذكرى رمزية لإطلاق الصواريخ، وقد يتطور إلى شيء أكبر خطير".

وأضافت في تحليل لها: "قد تؤدي إحدى الخطوات الخاطئة إلى وقوع إصابات، وقد يؤدي ذلك إلى ظهور (حرب الظل) بين الولايات المتحدة وإيران إلى العلن، ما قد يؤدي لاشتباكات في سوريا قد تؤثر على إسرائيل، حيث استخدمت الجماعات الموالية لإيران سوريا لضرب تل أبيب".

وتابعت: "من المهم ملاحظة أنه في الماضي، على الأقل منذ أواخر عام 2019، ردت الولايات المتحدة على الهجمات في العراق بضرب الجماعات الموالية لإيران في سوريا في بعض الأحيان. ويرجع هذا جزئيًا إلى أن التحالف الذي تقوده واشنطن يمكنه أن يفعل ما يشاء في سوريا، ولكن في العراق، الوضع الأمريكي أكثر خطورة".

وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن "الأصوات القوية المؤيدة لإيران في البرلمان العراقي تريد مغادرة الولايات المتحدة للبلاد، التي أنهت العمليات القتالية هناك، لكن لديها آلاف الأفراد".

وقالت الصحيفة: "غالبًا ما ترتبط الأصوات في البرلمان التي تعارض الولايات المتحدة بالميليشيات الموالية لإيران في العراق التي لها علاقات مباشرة مع الحرس الثوري الإيراني، ما يعني أن واشنطن لا تريد الرد على الهجمات في العراق والتسبب في وقوع إصابات".

واختتمت "جيروزاليم بوست" تحليلها بالقول إن "صراع الظل الذي ظهر الآن للعلن، آخذ في الازدياد ويهدد بالانفجار، وقد يؤثر هذا على إسرائيل أيضًا لأن تقارير أجنبية قالت سابقاً إن الجماعات الموالية لإيران استهدفت التنف (الهجوم على القوات الأمريكية) ردًا على الضربات الجوية الإسرائيلية في سوريا، ويمكن أن يؤثر أيضًا على مفاوضات صفقة إيران في فيينا".

أوكرانيا.. أوروبا قوية وآمنة

إلى ذلك، رأت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية أن "أفضل طريقة لردع روسيا عن تنفيذ خططها لغزو أوكرانيا، هي جعل أوروبا قوية وآمنة"، داعية الولايات المتحدة إلى "ضرورة مساعدة التكتل في إحياء البنية الأمنية له في المنطقة، والاتحاد في مواجهة موسكو".

وقالت المجلة الأمريكية إنه "يجب أيضاً أن تبذل جميع الأطراف قصارى جهدها لتجنب الحرب".

وأشارت إلى أن ذلك سيتطلب "دبلوماسية إبداعية متعددة الأطراف، على الرغم من رغبة موسكو في التعامل مباشرة مع واشنطن، ولكن يجب أن تركز المحادثات، التي ستنعقد الأسبوع المقبل في جنيف، على إعادة بناء الهيكل الأمني ​​الأوروبي الذي انبثق عن المؤتمر الأول حول الأمن والتعاون في أوروبا، الذي عقد في هلسنكي عام 1975".

وأضافت في تحليل لها حمل عنوان "أوروبا قوية وآمنة"، أنه "يُحسب لإدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أنها أصرت على المشاركة الأوروبية، معترفة بأنها لا تستطيع معالجة الأمن الأوروبي دون حلفائها، ولا يمكنها أن تقرر الأمن الأوكراني دون أوكرانيا".

وشددت المجلة الأمريكية على أنه "يجب أن يركز جوهر أي مناقشات بين حلف شمال الأطلسي (الناتو) وروسيا والدول الأوروبية الأخرى على إعادة بناء الهيكل الأمني ​​الأوروبي الذي انبثق عن مؤتمر هلسنكي حول الأمن والتعاون في أوروبا".

وأشارت إلى "انهيار البنية الأمنية للاتحاد الأوروبي بشكل أساسي في السنوات الأخيرة، حيث ساهمت الولايات المتحدة في تدهورها من خلال الانسحاب من بعض المعاهدات لتعزيز مصالحها المتصورة، ومن جهة أخرى لأن موسكو فشلت في معالجة مخاوف واشنطن بشأن الامتثال الروسي.. ومع ذلك، فإن الجزء الأكبر من اللوم يقع على عاتق موسكو، التي أخفقت لأكثر من عقدين في الوفاء بالعديد من التزاماتها بموجب هذه الاتفاقات".

واختتمت "فورين أفيرز" تحليلها بالقول: "نتيجة لذلك، أصبح الأمن في أوروبا اليوم أكثر خطورة من أي وقت مضى منذ نهاية الحرب الباردة.. يتعين على روسيا والولايات المتحدة والناتو والدول الأخرى في أوروبا إعادة بناء أسس الأمن الأوروبي حول المبادئ الأساسية التي تم وضعها سابقاً".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com