هآرتس: "اتفاق سلام" خيار إسرائيلي ثالث للتعامل مع إيران
هآرتس: "اتفاق سلام" خيار إسرائيلي ثالث للتعامل مع إيرانهآرتس: "اتفاق سلام" خيار إسرائيلي ثالث للتعامل مع إيران

هآرتس: "اتفاق سلام" خيار إسرائيلي ثالث للتعامل مع إيران

رأت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم الخميس، أن هناك خيارا ثالثا للتعامل مع إيران في حال فشل الخيارين الأوليين في منعها من امتلاك سلاح نووي، هو إبرام اتفاق سلام معها.

ولفتت الصحيفة إلى تقرير أخير للمؤرخ الإسرائيلي المعروف "بيني موريس"، قال فيه إن لدى تل أبيب خيارين فقط للتعامل مع التهديد النووي الإيراني، هما إما تدمير المنشآت النووية، الأمر الذي قد يؤدي إلى حرب مع إيران وحلفائها، أو أن تقبل إسرائيل بإيران كقوة نووية على أن تعيش في ظلها وفي خطر هجوم نووي.

وقالت الصحيفة: "لكن هناك أيضا خيارا ثالثا تجاهله موريس، وهو السعي إلى اتفاقية سلام بين إسرائيل وإيران، بغض النظر عما إذا كانت الأخيرة تصبح قوة نووية أم لا."

وأضافت: "الخياران اللذان تحدث عنهما موريس هما خياران واقعيان يبرزان بوضوح في الواقع السياسي القائم.. لكن الخيار الثالث، أي السلام مع إيران، هو خيار وهمي وغير واقعي يتماشى مع اليوتوبيا.. ومع ذلك، لا تملك إسرائيل امتياز تجاهل هذا الخيار."



وأوضحت الصحيفة أنه يجب أولا على أي دولة تريد أن تعيش، بما في ذلك دول محاطة بالأعداء كليا أو جزئيا، أن تضع في اعتبارها ليس فقط سيناريوهات الصراع، ولكن أيضا الأفق الدبلوماسي لإرساء السلام مع أعدائها في مرحلة ما في المستقبل.

وأضافت: "ثانيا اتسمت السياسة الصهيونية ليس فقط بإحساس قوي بالواقع الحالي، ولكن أيضا بعناصر الفكر "اليوتوبي" للسعي بلا كلل لتغيير الواقع الحالي".

واعتبرت الصحيفة أنه ظاهريا، فإن العداء الشديد المتبادل بين إسرائيل وإيران هو عبارة عن فجوة واسعة لا يمكن ترميمها، لكنها أضافت: "عندما تنظر بشكل أعمق، من الواضح أن هذا العداء ينبع من عالم المصالح العقلاني وصراعات القوة الجيوسياسية أكثر مما ينبع من التعصب الديني أو الأيديولوجية."

ولفتت إلى أنه رغم أن حكام طهران أزعجوا بشكل متكرر حياة الأقليات اليهودية على مدار التاريخ، فإن السبب المباشر والرئيس لكراهية إيران لإسرائيل في الوقت الحاضر ليس العقيدة الشيعية، ولكن حقيقة أن إسرائيل هي الحليف الأكثر ولاءً لأمريكا في المنطقة، وباعتبار أن الولايات المتحدة هي العدو اللدود لإيران.

وقالت الصحيفة: "بالتالي، إذا اتخذت العلاقات بين أمريكا وإيران يوما ما منعطفا إيجابيا، فقد يؤثر ذلك أيضا بشكل إيجابي على علاقات إيران مع إسرائيل."

وتابعت: "لكن من الواضح أن أي سيناريو يتضمن مصالحة بين إيران والشيطان الأكبر (أمريكا) كما يراها نظام طهران، هو رؤية طوباوية.. لذلك، فإن خيار اتفاقية سلام بين إيران والشيطان الصغير (إسرائيل) يظل بشكل صارم في عالم الخيال."



ورأت الصحيفة أنه رغم ذلك، فإن مجرد إدراك أن العلاقة بين إيران وإسرائيل تعتمد على عامل منطقي بشكل أساسي، وقد يتغير، فإن ذلك يمكن أن يسهم على المدى الطويل في الترويج للغة مستقبلية للمصالحة بين إسرائيل وإيران.

وأعربت الصحيفة عن اعتقادها أنه يجب على إسرائيل أن تزن كلا الخيارين القاتمين اللذين اقترحهما موريس في مقالته بكل الجدية اللازمة، ومواصلة الاستعداد لنزاع عسكري محتمل مع إيران.

وختمت بالقول: "لكن في الوقت نفسه، يجب على إسرائيل أن تكف عن الثرثرة الشيطانية بشأن إيران وتتحدى عدوها الأساسي بلغة السلام.. والمثير للدهشة أنه ليس من المستبعد أن يكون هناك أعضاء فعليا في المؤسسة الإيرانية ينتظرون، بمشاعر خفية، مد يدهم لإسرائيل بسلام وتوق إلى المصالحة بين هذين الشعبين القديمين في حضارة المنطقة."

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com