الغارديان: سياسة رئيسي "المترددة" حيال استئناف مفاوضات النووي تنذر بحرب محتملة
الغارديان: سياسة رئيسي "المترددة" حيال استئناف مفاوضات النووي تنذر بحرب محتملةالغارديان: سياسة رئيسي "المترددة" حيال استئناف مفاوضات النووي تنذر بحرب محتملة

الغارديان: سياسة رئيسي "المترددة" حيال استئناف مفاوضات النووي تنذر بحرب محتملة

قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية اليوم الأحد، إن سياسات الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، المتشددة تجاه العودة للاتفاق النووي قد تفتح الباب أمام هجوم عسكري على إيران، بهدف منعها من تصنيع قنبلة نووية.

ولفتت الصحيفة إلى التحذيرات "المنسقة" الأسبوع الماضي من الولايات المتحدة، وإسرائيل، والاتحاد الأوروبي، بأن الوقت يضيق من أجل إحياء الاتفاق النووي، متسائلة ما الذي ستفعله تلك الدول، إذا استمر نظام طهران المتشدد في المراوغة؟

وأشارت إلى أن رئيسي منذ فوزه في الانتخابات في يونيو الماضي رفض الانضمام مرة أخرى إلى محادثات فيينا بشأن إحياء الاتفاق وقلص من عمليات التفتيش التي تقوم بها الأمم المتحدة، وعزز الأنشطة المتعلقة بالطاقة النووية.

وأوضحت أنه في الوقت الذي يقول فيه حلفاؤه المتشددون، الذين يسيطرون على جميع مراكز القوة الإيرانية، إن المحادثات ستستأنف قريبًا، فقد تم استبدال المفاوض النووي الرئيسي عباس عراقجي، بمنافس "متشكك" وهو علي باقري كاني.



وقال محلل الشؤون الإيرانية، صائب صادقي: "كان باقري عضوًا بارزًا في فريق التفاوض الإيراني في عهد الرئيس السابق، محمود أحمدي نجاد ... إنه معارض قوي لخطة العمل الشاملة المشتركة (الاسم الرسمي للاتفاق النووي)، ويعتقد أنها تنتهك الحقوق الوطنية لإيران، وتقوض استقلال البلاد".

عقبة جوهرية
ورأت الصحيفة، أن الحكومات الغربية، التي تدفع باتجاه استئناف المفاوضات مع إيران، تواجه عقبة جوهرية، وهي أنه بالنسبة لرئيسي، لا يعتبر الحصول على تخفيف للعقوبات، من خلال إحياء الاتفاق النووي على رأس أولوياته، وأنه يمكن لإيران أن تعيش مع العقوبات.

وقال صادقي: "إيران بحاجة ماسة إلى شركاء تجاريين جدد... لكنها تستفيد بشكل كبير من الارتفاع الصاروخي في أسعار النفط العالمية".

وتابع: "تركز إدارة رئيسي، على إستراتيجية تعطي الأولوية لتحييد تأثير العقوبات من خلال تعزيز العلاقات الاقتصادية مع الجيران، ودول مثل روسيا والصين"، مضيفًا أن طهران تعتقد أن واشنطن ستجد دائمًا أسبابًا للإبقاء على العقوبات، حتى لو تم تلبية جميع مطالبها.

ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم، إنهم يتوقعون أن يواصل رئيسي خططه لإقامة شراكة إستراتيجية مع الصين المتعطشة للنفط والغاز الإيراني، لافتة إلى أنه تحقيقًا لهذه الغاية، تم تعيين مهدي سفاري، السفير السابق لدى الصين وروسيا، في منصب رفيع، كنائب وزير الخارجية للدبلوماسية الاقتصادية.

شركاء تجاريون
وأوضحت الصحيفة، أن إيران بحاجة ماسة إلى شركاء تجاريين جدد، لكنها تستفيد بشكل كبير من تحسن أسعار النفط فيما يظهر اقتصادها المنهار بداية مؤشرات انتعاش، مشيرة إلى أن هناك خطًا ثانيًا في إستراتيجية رئيسي، وهو محاولة لإصلاح أو تعزيز العلاقات في جميع أنحاء العالم العربي، وأنه من أجل ذلك قام وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان مؤخرًا، بزيارة مصر وسوريا ولبنان.

كما تسعى إيران إلى تحسين العلاقات مع السعودية، عبر عدة جولات من المحادثات بين الرياض وطهران.



وأعربت الصحيفة عن اعتقادها، أنه إذا حدث ذلك، فسيكون خطوة كبيرة نحو إعادة تأهيل إيران.

شروط أكثر صرامة
ورأت الصحيفة، أنه من غير المحتمل أن يتخلى رئيسي عن مفاوضات فيينا من جانب واحد، بدعوى أن ذلك يصب في مصلحة أعدائه، وأنه بدلًا من ذلك، عندما يعود المفاوضون الإيرانيون في نهاية المطاف، فإنهم سيضعون شروطًا أكثر صرامة، مثل الفوائد الاقتصادية على المدى القريب، مقابل الامتثال للبرنامج النووي.

وقالت الصحيفة: "في غضون ذلك، ومع استمرار المحادثات، ستتوسع قدرات إيران النووية بلا هوادة... وفي مرحلة ما، قد يدعو القادة الغربيون المحبطون، إلى التوقف والتحول إلى ما يسمونه الخطة (ب) أي الخطة البديلة.. ويبدو أن لا أحد يعرف ما يستتبع ذلك، ولكن ربما تكون هذه أخبارًا سيئة".

وتابعت الصحيفة: "ونظرًا لعداء إسرائيل العميق والمتبادل تمامًا، والازدواجية الأمريكية والتردد الأوروبي، فإن نهج رئيسي له منطق كئيب، رغم أنه يتجاهل محنة المواطنين الإيرانيين الذين يعانون من الفقر، بسبب العقوبات.. والأسوأ من ذلك، قد يفتح الباب أمام الصقور من جميع الدول الذين يروجون بتهور للحلول العسكرية، بينما في الواقع لا توجد مثل هذه الحلول، لكن حقيقة أن الحرب مع ايران لم تنشب حتى هذه اللحظة، لا يعني أنها لن تحدث".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com