بعد 34 عامًا.. بدء محاكمة متهمين بقتل رئيس بوركينا فاسو الأسبق توماس سنكارا
بعد 34 عامًا.. بدء محاكمة متهمين بقتل رئيس بوركينا فاسو الأسبق توماس سنكارابعد 34 عامًا.. بدء محاكمة متهمين بقتل رئيس بوركينا فاسو الأسبق توماس سنكارا

بعد 34 عامًا.. بدء محاكمة متهمين بقتل رئيس بوركينا فاسو الأسبق توماس سنكارا

بدأت محكمة عسكرية في بوركينا فاسو، محاكمة 14 شخصًا، من بينهم الرئيس السابق بليز كومباوري، بتهمة قتل الزعيم اليساري المؤثر، توماس سانكارا، الذي أطاح به كومباوري في انقلاب عام 1987.

وبحسب وثائق عسكرية، اطلعت عليها وكالة أسوشيتد برس الأمريكية، فإن كومباوري وشركاه متهمون بالتواطؤ وتقويض أمن الدولة وإخفاء الجثث. ويحاكم كومباوري غيابيًا من حيث يعيش في ساحل العاج، منذ الإطاحة به في عام 2014.

وترفض ساحل العاج تسليم كومباوري، منذ أن أصدرت بوركينا فاسو مذكرة توقيف قبل ستة أعوام. وكان الجنرال جيلبرت ديندير، الساعد الأيمن السابق لكومباوري، من بين المتهمين، ويرتدي زيًا عسكريًا مموهًا عند افتتاح المحاكمة يوم الإثنين، في واغادوغو  العاصمة.



يُنظر إلى المحاكمة، التي من المتوقع أن تستمر عدة أشهر، على أنها خطوة مهمة نحو تحديد الظروف المحيطة بوفاة سنكارا، التي يكتنفها السرية منذ ما يقرب من 34 عامًا.

حضرت مريم سنكارا، أرملة الزعيم المقتول، افتتاح المحاكمة.



وقال بروسبر فاراما، أحد محامي الضحايا: "ما نتوقع أن نكسبه أنا والضحايا في هذه المحاكمة، هو الحقيقة والعدالة، لأنه حتى الآن هناك روايات متناقضة حول ما حدث بالفعل".

وقال: "على الجنود أن يفهموا بشكل نهائي، أن السلطة ملك للشعب، وأن الانقلابات ليست شرعية".

وقال محامو كومباوري، إن الرئيس السابق "لن يستسلم" أو يحضر المحاكمة، لأنه لم يتم استدعاؤه للاستجواب قبل توجيه الاتهام إليه، وفقًا لبيان اطلعت عليه وكالة أسوشيتيد برس.

جيفارا الأفريقي

وسانكارا، الزعيم الماركسي ذو الشخصية الجذابة والمعروف باسم "تشي جيفارا الأفريقي"  كان له تأثير دائم على البلاد، حيث غير اسمها من فولتا العليا الاستعمارية الفرنسية، إلى بوركينا فاسو، والتي تعني "أرض الرجال الشرفاء" في منطقة مور المحلية.

تميز حكم سنكارا بأجندة اشتراكية للتأميم، وحظرت حكومته ختان الإناث وتعدد الزوجات والزواج القسري. ولايزال يحظى بتقدير كبير بين الأفارقة اليساريين، لتحديه للقوى الغربية.

https://youtu.be/7BTDRLcPsPo

وصل سنكارا إلى السلطة عام 1983، عن عمر يناهز 33 عامًا، بعد أن قاد هو وكومباوري، انقلابًا يساريًا أطاح بفصيل عسكري معتدل. لكن في عام 1987، انقلب كومباوري على صديقه السابق، في انقلاب استولى فيه على السلطة، ثم حكم البلاد بقبضة من حديد لمدة 27 عامًا، قبل أن يُطاح به في انتفاضة. ويعيش الآن في المنفى في ساحل العاج المجاورة.

ونقلت أسوشيتد برس، عن بعض الذين عملوا مع سانكارا، أنهم يتذكرونه كقائد ملتزم، مع مراعاة التفاصيل الدقيقة.

وقال ضابط أمن سابق في عهد سانكارا، يدعى علي برنارد بارو: "كلما وصل إلى القصر الرئاسي، حتى قبل دخول مكتبه، كان يفحص حراس الأمن، ليرى ما إذا كانوا يرتدون ملابس جيدة..".

وتأتي المحاكمة، في الوقت الذي تشهد فيه بوركينا فاسو عنفًا متصاعدًا، مرتبطًا بتنظيمي القاعدة وداعش، مما أسفر عن مقتل الآلاف وتشريد أكثر من 1.4 مليون شخص، وتقسيم بلد كان معروفًا في السابق بالتعايش السلمي بين المسيحيين والمسلمين.

جعل الرئيس روش مارك كريستيان كابوري، المصالحة، حجر الزاوية في حملته، لإعادة انتخابه في نوفمبر.

وقال محللون سياسيون، وفق أسوشيتد برس، إن محاكمة المتهمين بوفاة سانكارا، هي خطوة رمزية مهمة، وسيكون تأثيرها محدودًا، نظرًا لأن كومباوري، المتهم الرئيسي، سيكون غائبًا.

وتقول جماعات حقوقية، إن نجاح المحاكمة سيعتمد على حيادها.

وقال كريسوجوني زومور، رئيس حركة بوركينا فاسو لحقوق الإنسان: "هذا انتصار مهم لكل أولئك الذين يكافحون ضد الإفلات من العقاب في بوركينا فاسو". "الجزء الآخر من توقعاتنا، هو أن يقوم نظام العدالة بعمله بمهنية واستقلالية".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com