من ألمانيا إلى إسرائيل.. كيف شكل المعارضون القدامى تحالفات غريبة للاستيلاء على السلطة؟
من ألمانيا إلى إسرائيل.. كيف شكل المعارضون القدامى تحالفات غريبة للاستيلاء على السلطة؟من ألمانيا إلى إسرائيل.. كيف شكل المعارضون القدامى تحالفات غريبة للاستيلاء على السلطة؟

من ألمانيا إلى إسرائيل.. كيف شكل المعارضون القدامى تحالفات غريبة للاستيلاء على السلطة؟

أحدث فوز الاشتراكيين الديمقراطيين في الانتخابات الألمانية، يوم الأحد، تغييرا في موازين القوى، وشكل ضربة كبيرة للحزب الديمقراطي المسيحي، حزب المستشارة المنتهية ولايتها أنجيلا ميركل.

وأدى فوز الاشتراكيين إلى احتمالية وجود فترة طويلة من عدم اليقين في مشهد تشكيل الحكومة، حيث لم يظهر أي حزب في المشهد السياسي المجزأ في ألمانيا بأغلبية حاكمة، لذلك ستتنافس الأحزاب الآن لتشكيل ائتلاف وستلعب الأحزاب الصغيرة دور صانع الملوك.

وأشار أولاف شولتز، مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي، إلى أنه يفضل تكوين ما يسمى بـ "ائتلاف إشارات المرور"، الذي سيجمع بين الديمقراطيين الاشتراكيين باللون الأحمر والديمقراطيين الأحرار الليبراليين باللون الأصفر بالإضافة لحزب الخضر، إلا أن كلا الحزبين، الاشتراكيين الديموقراطيين، والخضر من يسار الوسط، لديهما اختلافات أيديولوجية كبيرة.

على خلفية الانتخابات الألمانية، نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية تقريرا عن أن ألمانيا ليست البلد الوحيد الذي يعتبر فيه زواج المصلحة سمة أساسية للسياسة الانتخابية، وقالت إن عددا من البلدان تخلت فيه الأحزاب السياسية عن المنافسات القديمة بهدف الوصول إلى السلطة، ونتج عن ذلك ائتلافات حقق بعضها نجاحا.



تحالف أطاح بنتنياهو

شهدت إسرائيل في حزيران/يونيو، اتحاد ائتلاف تم تشكيله من المؤيدين المتحمسين للمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية وأيضا المدافعين عن قيام دولة فلسطينية مستقلة.

وضم التحالف ثمانية أحزاب من مختلف الأطياف السياسية، وفصائل ذات التزام قوي تجاه اليهود الأرثوذكس، وآخرين يعتقدون أن الحكومة يجب أن تكون علمانية تماما، وللمرة الأولى في تاريخ اسرائيل، ضم التحالف حزبا إسلاميا عربيا.

واشتركت كل تلك الأطياف في هدف واحد هو الإطاحة برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

ورحب معارضو الزعيم السابق، المثير للانقسام، بتثبيت التحالف غير المتوقع في حزيران/ يونيو، وتدفقت رسائل التهنئة من واشنطن.



تحالف تاريخي في أيرلندا

كانت الحكومة الائتلافية التي تشكلت العام الماضي في أيرلندا أول من وحد حزبين يعود تنافسهما إلى ما يقرب من 100 عام وهما "فيانا فيل" و"فاين جايل".

بعد أن أصبحت أيرلندا جمهورية تتمتع بالحكم الذاتي في عام 1922، اندلعت حرب أهلية بين الفصائل التي أيدت معاهدة تقر ببقائها جزءا من الكومنولث البريطاني، وتلك التي تريد الاستقلال الكامل. ولد حزب فيانا من رحم الحركة المناهضة للمعاهدة، بينما اتبع حزب فاين جايل الجانب المؤيد للمعاهدة.

على مدى عقود، تناوب الحزبان على تولي السلطة، ولكن مع تزايد الانقسام السياسي والغضب من عدم تطبيق المساواة، ضعفت سيطرة الحزبين في أيرلندا. وظهر عدد قياسي من الناخبين لدعم حزب الشين فين اليساري في عام 2020، وانقسام التصويت يعني عدم ظهور أي حزب بأغلبية.

وأدى ذلك في النهاية إلى انضمام فاين جايل وفيانا فيل إلى الاتحاد مع حزب الخضر لتشكيل ائتلاف حاكم.



تحالف ضد المسلمات في النمسا

عندما تشكل الائتلاف الحاكم في النمسا العام الماضي، كانت تشتمل أجندته على منع الفتيات المسلمات من ارتداء الحجاب وأيضا فرض ضريبة الكربون على تذاكر الطيران، ذلك لأن التحالف يمثل زواجا بين حزب الخضر التقدمي، الذي يهتم بالبيئة، وحزب الشعب المحافظ.

وتشكل تحالف "الأسود والأخضر" في أعقاب فضيحة فساد دفعت حزب الشعب إلى قطع العلاقات مع حزب الحرية اليميني المتطرف، شريكه السابق في الائتلاف، ما أدى إلى انهيار الحكومة.

وقد أثار تحالف حزب الخضر وحزب الشعب دهشة الكثيرين خاصة أنهما حزبان على طرفي النقيض من قضايا رئيسية مثل الهجرة.

ومن خلال الانضمام إلى الائتلاف، تمكن حزب الخضر من إقناع الحكومة بتبني سياسات مثل التعهد بأن تصبح خالية من الكربون بحلول عام 2040، إلا أن حزب الشعب لا يزال يرأس معظم الوزارات الحكومية، بما في ذلك تلك التي تشرف على الهجرة والاقتصاد، بينما يستحوذ حزب الخضر على حقيبة وزارية أصغر بكثير.



تحالف من أجل صربيا

كان التحالف من أجل صربيا من أغرب الائتلافات التي تم تشكيلها في السنوات الأخيرة، والتي جمعت ثمانية أحزاب معارضة من بينها النقابيون اليساريون والقوميون اليمينيون المتطرفون في عام 2018.

وعلى الرغم من أنه كان لديهم القليل من القواسم المشتركة، فقد اعترض الجميع على الطريقة التي كانت تجري بها الانتخابات في صربيا ووافقوا على مقاطعة انتخابات 2020.

كان التحالف يأمل أن يلاحظ الاتحاد الأوروبي مقاطعته وأن تؤدي تلك الخطوة إلى تنفيذ إصلاحات، لكن في الوقت نفسه، استغل المسؤولون جائحة كورونا لتشديد القوانين الانتخابية وجعل التصويت أكثر صعوبة. في النهاية، فاز الحزب التقدمي الصربي بنتائج ساحقة، لكن العديد من الصرب اعتقدوا أن النتائج كانت غير مشروعة.

وتم حل التحالف من أجل صربيا رسميا في آب/ أغسطس 2020.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com