ألمانيا الغنية تزدحم بتدفق المهاجرين
ألمانيا الغنية تزدحم بتدفق المهاجرينألمانيا الغنية تزدحم بتدفق المهاجرين

ألمانيا الغنية تزدحم بتدفق المهاجرين

في مساء يوم الاثنين، في مدينة دريسدن الألمانية، تعرّض مخيم اللاجئين للهجوم من قبل مئات من نشطاء اليمين المتطرف، وهم يهتفون "أيها الأجانب ارحلوا!". كان هؤلاء المتظاهرون قادمين من مظاهرة الاحتجاج الأسبوعية "بيغيدا" التي لم تختفِ نهائيا حتى بعد أن فقدت زخمها.

تفيد التقارير أن نحو 6 آلاف شخص ساروا في عاصمة ولاية سكسونيا ضد الإسلام والهجرة. فإذا كانت ألمانيا في حاجة موضوعية إلى العمالة الوافدة لتعويض شيخوخة السكان، فإن البلاد لا تزال مترددة ثقافيا.

فوفقا لاستطلاع "يوروباروميتر" الذي أجرته المفوضية الأوروبية في خريف هذا العام فإن61٪ من الألمان يعارضون الهجرة من خارج الاتحاد الأوروبي.

وفي تقريرها، تقول صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية إن الخبراء يدركون أن ألمانيا لم تشهد منذ عشرين عاما تدفقا للهجرة على النحو الذي تشهده في الوقت الحالي. فأول اقتصاد في أوروبا يمثل أرضا جاذبة للمهاجرين من جميع أنحاء العالم.

ووفقا لتقرير لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية الأوروبي، نُشر في العام 2014 أن ألمانيا تمثل الوجهة المفضلة الثانية بعد الولايات المتحدة. ففي عام 2013 بلغ عدد المهاجرين في البلاد خلال هذه الفترة أكثر من 430 ألف مهاجر. أما العدد الإجمالي للمهاجرين، ومعظمهم من دول الاتحاد الأوروبي، فقد قفز إلى 1.23 مليون شخص.

وفي عام 2014 انفجرت طلبات اللجوء، حيث بلغت ما يقرب من 200 ألف طلب. وهو رقم قياسي يمكن أن يضربه رقم قياسي أكبر خلال العام 2015 . وتتوقع برلين أن يصل عدد طالبي اللجوء إلى 250 ألفا. وفي يناير/ كانون الثاني 2015، سجل مكتب الهجرة 25 ألف طلب لجوء، أي بزيادة 72٪ عن العام الماضي. وفي عام 2014، كان عدد الترحيل عند الحدود قد تجاوز عتبة الـ 10 آلاف شخص.

ولمواجهة هذا الضغط، قدر رئيس رابطة المدن الألمانية، أولريش مالي، ما بين 30 ألفا و40 ألفا عدد الشقق السكنية التي ينبغي بناؤها. وفي انتظار ذلك تم تنصيب مخيمات للطوارئ. ففي مدينة ميونيخ، صادرت الحكومة محلات الملعب لإيواء المهاجرين. ويمثل السوريون والاريتريون أغلبية اللاجئين. ومنذ الخريف تواجه ألمانيا انفجار طلبات سكان كوسوفو الفارين من الفقر. لقد تلقت السلطات أكثر من 3000 طلب في يناير/ كانون الثاني. وقد تم إعادة إرسال 99٪ من هؤلاء المهاجرين إلى بلادهم. وللحد من هذا التدفق، قررت برلين إرسال عشرين من رجال الشرطة لدعم القوات المجرية على الحدود الصربية.

ويرى المراقبون أن استضافة هذه الهجرة تمثل تحديا لألمانيا. ففي خلال هذا الأسبوع أحدث الحزب الاجتماعي الديمقراطي، المفاجأة من خلال اقتراح إدخال "نظام النقاط" لتشجيع الهجرة الماهرة، على غرار نظام كندا. أي تخصيص حصص سنوية عن كل فرع من الفروع المهنية. فالمهاجرون حامِلو الشهادات أو الذين يحسنون النطق باللغة الألمانية سيحظون بالأفضلية. ولكن أنجيلا ميركل ظلت متحفظة ولم ترد بـ "نعم" أو "لا" على اقتراح حليفها، وهو الاقتراح الذي لم يكن مدرجا في اتفاق التحالف بينهما. لقد قالت ميركل معلقة "أوّلا لا بد لي من أن أصل إلى رأي في هذا الشأن".

ففي ألمانيا، بالفعل، هناك نظام "البطاقة الزرقاء"، على غرار البطاقة الخضراء الأمريكية الخاصة بهجرة اليد العاملة. ففي يوم الثلاثاء أعلنت المستشارة "ليس هناك خلاف أو اتفاق بشأن هذه المسألة في داخل الائتلاف". لكن حزبها، حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، يدعو إلى إصلاح قوانين الهجرة، حرصا منه على طمأنة الرأي العام الألماني الذي يشعر بالقلق الشديد بسبب موضوع الهجرة الذي بات ملحا للغاية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com