صحيفة عبرية: على إسرائيل الحذر من محاولات تركيا للتقارب معها
اعتبرت صحيفة "جيروزاليم بوست"، أن على إسرائيل الحذر تجاه محاولات تركية للتقرب منها، بعد توتر شديد طبع علاقات الدولتين مؤخرا، حيث يمكن أن يضر أي تقارب بين البلدين بعلاقات الدولة العبرية بقوى فاعلة في المنطقة.
وقالت الصحيفة في تحليل إخباري، نشرته مساء الجمعة، إن أردوغان وحكومته يحاولان "إصلاح العلاقات مع الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، في ظل مخاوف أنقرة من التوجه الجديد الذي سيلجأ إليه الرئيس الأمريكي جو بايدن في التعامل معها، والذي سيختلف عن سابقه دونالد ترامب".
وأضافت: "من وجهة النظر الإسرائيلية، فإن الرد على المبادرات التركية سوف يعتمد على المصداقية والاستمرارية المحتملة، والتكلفة التي سوف تضطر إسرائيل لدفعها في حالة التقارب مجددا مع أنقرة".
وأشارت إلى أن التقييم الإسرائيلي للتوجهات التركية يقوم على ضرورة "تحديد ما إذا كانت إستراتيجية أنقرة رد فعل ارتجالي للظروف المحيطة، وبالتالي فإنها ستكون عرضة لتعديلات كبيرة في ظل التحولات التي يمكن أن تحدث في أي وقت، أو أنها خطة واضحة وراسخة ولن تشهد تغييرات جوهرية".
وتابعت الصحيفة: "نجحت إسرائيل، خلال السنوات الماضية، في تحسين علاقاتها مع العديد من الدول المناهضة لتركيا، وعلى رأسها مصر والإمارات واليونان وقبرص؛ وهو ما يثير التساؤل حول ما الذي تستطيع أنقرة تقديمه لإسرائيل في المقابل".
ورأت الصحيفة أن المتفائلين فقط "هم الذين يرون وجود فرصة للتعاون الإستراتيجي الحقيقي بين تركيا بقيادة أردوغان وإسرائيل، حيث سيكون الأول سعيدا بتحسين علاقاته مع الدولة اليهودية، إلا أن هذا يمكن أن يتلاشى فور انتهاء الغرض منه".
وخلصت إلى أن "قيام إسرائيل بالتقاط طعم أردوغان سيؤدي إلى الإضرار بعلاقاتها مع الدول الأربع، مصر والإمارات واليونان وقبرص، دون أي مكسب مستدام".
وأكدت أن المشروع التركي "سيظل مرتبطا بعلاقات وثيقة مع قطر، والجماعات الإسلامية التقليدية، وكذلك استعراض القوة العسكرية التركية في سوريا وليبيا وفلسطين ولبنان والصومال وأذربيجان، وهي سياسات مناهضة لتوجهات إسرائيل على طول الطريق".
وختمت الصحيفة تقريرها قائلة: "طالما استمر أردوغان في الرئاسة، فإن الإستراتيجية الإقليمية التركية ستظل على نفس المسارات.. ربما يتم تعليق مسيرتها بصورة مؤقتة لأسباب تكتيكية، لكن يتعين لإسرائيل أن تبني قراراتها الخاصة بتركيا على هذا الأساس".
