"ليبيراسيون": أردوغان يحول البحر المتوسط إلى برميل بارود
"ليبيراسيون": أردوغان يحول البحر المتوسط إلى برميل بارود"ليبيراسيون": أردوغان يحول البحر المتوسط إلى برميل بارود

"ليبيراسيون": أردوغان يحول البحر المتوسط إلى برميل بارود

رأت صحيفة "ليبيراسيون" الفرنسية، أن سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تحول منطقة البحر الأبيض المتوسط إلى "برميل بارود"، مشيرة إلى أن الأوروبيين يفضلون حتى الساعة لعب ورقة التفاوض مع أنقرة، ما يعبر عن عجزهم.

وجاء في تقرير للصحيفة أن "أردوغان يظهر أسبوعا بعد أسبوع أنه غير مستعد للتخلي عن طموحاته الإمبريالية في المناطق النائية الطبيعية لتركيا، أي تلك الخاصة بالإمبراطورية العثمانية، كما يتضح من مشاركته المتزايدة من أذربيجان إلى ليبيا عبر سوريا أو قبرص"، معتبرا أن من سماه "سيد أنقرة استغل الانسحاب الدبلوماسي والعسكري لأمريكا لاستثمار البحر الأبيض المتوسط وتحويله إلى برميل بارود".

وأضاف أنه "من وجهة النظر هذه تم انتخاب تلميذه، القومي إرسين تتار، يوم الأحد، على رأس جمهورية شمال قبرص التركية، المعترف بها فقط من قبل أنقرة، بعد تدخل واسع النطاق لسلطات أنقرة في الحملة الانتخابية"، مؤكدا أن ذلك "ليس حدثا تافها".

وأردف أن "هذا التطور هو في الواقع جزء من الرغبة التركية بالاستيلاء على بعض حقول الغاز المكتشفة مؤخرا في المياه التي تعتبرها اليونان وقبرص إقليمية وتعتبر تركيا أن الأمر ليس كذلك، لأنها تدعي وضعا خاصا لبحر إيجه وتعتبر أن مياه جمهورية شمال قبرص التركية مفتوحة لها، وليس لهذه الجمهورية ما ينكرها بينما تعتبر نيقوسيا أن تلك المياه تابعة لها لأن جمهورية شمال قبرص التركية ليس لها وجود دولي".

وأفاد: "لذلك وعلى مدار عامين، أرسلت أنقرة في انتهاك للقانون الدولي سفنا للتنقيب عن الغاز ترافقها سفن حربية في بحر إيجه، تماما كما فعلت بعبور المياه الكريتية للتوجه إلى ليبيا لتزويد الحكومة في طرابلس بالسلاح في تحد للحظر الدولي".



واعتبر أنّ "استئناف السيطرة على جمهورية شمال قبرص التركية، التي نشأت في أعقاب صراع 1974 الذي شهد غزو الجيش التركي للثلث الشمالي من قبرص من أجل حماية المجتمع الناطق باللغة التركية في الجزيرة، هي خطوة أخرى في استراتيجية التوتر التي ينفذها أردوغان، لأن الرئيس الجديد، على عكس سلفه مصطفى أكينجي، يعارض أي إعادة توحيد للجزيرة من خلال إنشاء دولة اتحادية مع القبارصة اليونانيين، وعلى العكس من ذلك فإنه يطالب بإنشاء دولتين، وهو الحل الذي يمكن أن يكون مقدمة لضم صريح لجمهورية شمال قبرص التركية من قبل أنقرة. لكن من دون الذهاب إلى هذا الحد، فإن فوز إرسين تتار سيمنح أردوغان نفوذا إضافيا للاعتراف بحقوقه في جزء من حقول الغاز في بحر إيجة".

الاتحاد الأوروبي العاجز

وحسب التقرير، فإنه في مواجهة إصرار أنقرة، يبدو الاتحاد الأوروبي عاجزا عن أن يكون قوة عسكرية، فالدولتان الوحيدتان اللتان دعمتا اليونان وقبرص بإرسال سفن حربية وطائرات مقاتلة هما فرنسا وإيطاليا، بدرجة أقل، وفق ما أشار إليه التقرير، الذي بين أن "غالبية الدول الأعضاء، بقيادة ألمانيا التي تتجنب أي تهديد عسكري، تفضل لعب ورقة التفاوض، وبذلك رفضت الدول الـ27 خلال اجتماع المجلس الأوروبي في 1 و 2 أكتوبر/تشرين الأول أي عقوبة على تركيا حتى كانون الأول/ديسمبر المقبل، ووعدتها في حال أوقفت عمليات التنقيب غير القانونية بتحسين الاتحاد الجمركي الذي يربط تركيا بالاتحاد الأوروبي ووسائل مالية إضافية لإدارة مخيمات اللاجئين، حيث تم دفع 6 مليارات يورو منذ عام 2016".

ولفت إلى أن "أردوغان أظهر الاهتمام الذي يوليه للاتحاد من خلال إعادة سفنه من جزيرة كاستيلوريزو اليونانية الأسبوع الماضي، ويوم الجمعة اجتمع القادة الأوروبيون في قمة جديدة ونددوا مرة أخرى بتصرفات تركيا الأحادية واستفزازاتها ودعوا إلى العمل من أجل الانفراج بطريقة متماسكة ومستدامة" كما أدانوا قرار جمهورية شمال قبرص التركية بإعادة فتح منتجع فاروشا القبرصي اليوناني الساحلي، وهو استفزاز لنيقوسيا وأثينا".



في السياق، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال الاجتماع: "أكدنا مجددا إرادتنا بعدم الاستسلام لهذه الاستفزازات بأي شكل من الأشكال، ولاحظنا أننا سنعود بقرارات في الأشهر المقبلة اعتمادا على تطور سلوك تركيا".

وأنهت الصحيفة تقريرها بالقول إنه "مما لا شك فيه أن الأمر سيستغرق أكثر بكثير من مجرد التهديد بفرض عقوبات اقتصادية على أردوغان، الذي يمكنه أيضا اللعب على ملايين اللاجئين الموجودين على أرضه لإبقاء الأوروبيين في مأزق، فقط يبقى تدخل الولايات المتحدة القادر على تغيير الوضع في المنطقة، وسيعتمد ذلك على نتيجة الانتخابات الرئاسية المرتقبة، في 3 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com