دعوى قضائية تطالب إسرائيل بوقف صادرات السلاح إلى أذربيجان
دعوى قضائية تطالب إسرائيل بوقف صادرات السلاح إلى أذربيجاندعوى قضائية تطالب إسرائيل بوقف صادرات السلاح إلى أذربيجان

دعوى قضائية تطالب إسرائيل بوقف صادرات السلاح إلى أذربيجان

أقامت منظمة حقوقية تحمل اسم "القلب اليهودي"، دعوى قضائية أمام المحكمة الإسرائيلية العليا، أمس الأحد، تطالب بوقف صادرات السلاح إلى القوات المسلحة الأذرية، مبررة ذلك بأن هذا السلاح يستخدم في الصراع الدموي الدائر بينها وبين أرمينيا في إقليم ناغورني قره باغ المتنازع عليه منذ عقود.

وذكر موقع "سروغيم" الإخباري العبري، أن رئيس المنظمة إيلي يوسيف، قدم الدعوى أمام المحكمة العليا مطالبا بإصدار أوامر لوزير الدفاع بيني غانتس بتجميد صفقات السلاح مع أذربيجان، مبررا ذلك بأن هذه الأسلحة ربما تستخدم في ارتكاب جرائم حرب.

وجاء في الدعوى أن السنوات الأخيرة "شهدت مقتل آلاف النساء والأطفال في جنوب السودان، بما في ذلك باستخدام السلاح الإسرائيلي، وأن هذا السلاح يسهم في أزمات إنسانية أخرى مثل أزمة اللاجئين في ميانمار، التي تشهد عمليات تطهير عرقي، فيما تبيع إسرائيل السلاح للقوات المسلحة هناك".



سلاح وتدريب

وذكر أن الكاميرون "شهدت حرق أكثر من 100 قرية عن بكرة أبيها، وبها عشرات الآلاف من اللاجئين، وتستخدم الوحدات العسكرية هناك أسلحة إسرائيلية للحد الذي دفع السكان المحليين إلى إطلاق اسم (الوحدة الإسرائيلية) على القوة التابعة للحكومة الكاميرونية والتي تنفذ هذه العمليات، فضلا عن تلقيها التدريب على يد شركة عسكرية إسرائيلية".

وورد في الدعوى: "اليوم يتكرر الأمر ذاته في أذربيجان، وأن الأجيال القادمة في إسرائيل ستسألنا عن الأموال التي حصدناها من صفقات السلاح مع رئيس جنوب السودان ورئيس أركان الجيش في ميانمار ورئيس تركيا... بماذا سنرد عليهم؟ أليس هؤلاء  مجرمي حرب؟".



وأضاف مقدم الدعوى: "من أجل أبنائنا، كفى تخليا عن القيم؛ لأن هذا الأمر سيعني مستقبلا التخلي عن الأمن، كيف نرسل أبناءنا للحرب بسلاح وخوذات ودبابات ومقاتلات بينما لا يحملون روحا طاهرة؟"، مضيفا: "لا تمتلك إسرائيل مصلحة أهم من القيم الأساسية والحب وقداسة الحياة".

وطالب يوسيف بوقف صادرات السلاح إلى أذربيجان؛ سواء أكانت هذه الصادرات مباشرة أم غير مباشرة، وسواء أكان الحديث يجري عن سلاح أم عن تدريب.

علاقات متشعبة

وتجمع تل أبيب وباكو علاقات عميقة منذ إعلان الأخيرة الاستقلال عام 1991، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وزادت العلاقات عمقا في العقود والسنوات الأخيرة لتصل إلى درجة التحالف الإسرائيلي مع البلد الذي يدين غالبية سكانه بالديانة الإسلامية ويعتنق أغلبهم المذهب الشيعي.

وكان خبراء إسرائيليون وصفوا الصراع الدموي بين أذربيجان وأرمينيا بأنه "أول حروب الطائرات المُسيرة"، كون أغلب التكتيكات القتالية للطرفين تعتمد في المقام الأول على هذا النوع من التكنولوجيا.



وأفادت بعض التقارير بأن قيمة صفقات السلاح التي أبرمتها إسرائيل مع أذربيجان في السنوات الأخيرة بلغت قرابة 5 مليارات دولار، من بينها طائرات انتحارية من طراز "هاروب"، وطائرات هجومية من طراز "هيرمس 450"، إضافة إلى طائرات استطلاع ومراقبة لجمع المعلومات الاستخبارية، وغير ذلك من الأسلحة.

اتهامات

صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية نقلت، أمس الأحد، عن أرايك هاروتيونيان، رئيس الإقليم المتنازع عليه، أنه ينظر إلى إسرائيل على أنها شريكة فيما وصفها بــ"الإبادة الجماعية" في إقليم ناغورني قره باغ.

وأردف – وفق الصحيفة الإسرائيلية - إن الأمر ليس مرتبطا فقط بالجولة الحربية الحالية، إذ شهدت جولات القتال المتقطعة منذ نيسان/ أبريل 2016 حضورا إسرائيليا لافتا لصالح القوات المسلحة الأذرية، مضيفا أن السلطات في إسرائيل "تعلم أن السلاح الذي يصل إلى أذربيجان هو سلاح هجومي وليس لأغراض دفاعية، كما تعلم أن هذا السلاح تم استخدامه بعد تدريب الجيش الأذري عليه بواسطة خبراء إسرائيليين".

أرمينيا تحتج

واستدعت أرمينيا سفيرها في إسرائيل مطلع الشهر الجاري، احتجاجا على مبيعات الأسلحة الإسرائيلية إلى القوات المسلحة في أذربيجان، ولا سيما بعد وضوح دور السلاح الإسرائيلي في العمليات التي تنفذ من قبل أذربيجان، والتي ظهر خلالها استخدام طائرات إسرائيلية مسيرة، ولا سيما تلك الانتحارية والتي سببت خسائر مباشرة للجانب الأرميني.



وردت الخارجية الإسرائيلية بأنها "تأسف لهذه الخطوة في وقت تحرص فيه على الحفاظ على العلاقات مع يريفان، وترى في سفارة أرمينيا قاعدة لتحقيق مصلحة الشعبين".

وشهدت الأيام القليلة الماضية، اتصالات بين يريفان وتل أبيب، في هذا الصدد، وطلب الرئيس الأرميني أرمين سركيسيان، خلال اتصال هاتفي بنظيره الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، ضرورة وقف مبيعات الأسلحة إلى أذربيجان، مبررا ذلك بأن هذا السلاح يسهم في اشتعال الصراع الدائر بين الجانبين.

وأصدر مكتب ريفلين تعليقا جاء فيه أنه "يأسف على اندلاع العنف بين أرمينيا وأذربيجان في إقليم ناغورني قره باغ"، وأعرب -أيضا- عن أسفه على إزهاق الأرواح من الجانبين، مضيفا أن إسرائيل "تمتلك علاقات ممتدة مع أذربيجان، وأن التعاون معها ليس موجها ضد أي طرف".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com