"إندبندنت" تحصل على شهادات ووثائق تؤكد إرسال تركيا مرتزقة سوريين إلى أذربيجان
"إندبندنت" تحصل على شهادات ووثائق تؤكد إرسال تركيا مرتزقة سوريين إلى أذربيجان"إندبندنت" تحصل على شهادات ووثائق تؤكد إرسال تركيا مرتزقة سوريين إلى أذربيجان

"إندبندنت" تحصل على شهادات ووثائق تؤكد إرسال تركيا مرتزقة سوريين إلى أذربيجان

كشفت صحيفة "إندبندنت" البريطانية تفاصيل جديدة في ملف المرتزقة السوريين الذين أرسلتهم تركيا إلى جبهة القتال في إقليم ناغورني قرة باغ بين أرمينيا وأذربيجان، عبر شهادات ووثائق وتصريحات.

وجاء في تقرير للصحيفة، أن المئات من المرتزقة السوريين يقاتلون إلى جانب القوات الأذرية في القتال المحتدم في ناغورني قرة باغ ضد القوات الأرمينية، والذي بدأ قبل أسبوعين، وأدى إلى مقتل 200 شخص على الأقل وتشريد الآلاف.

الصحيفة رأت أن هؤلاء المرتزقة يرغبون في الحصول على الأموال، حتى ولو كان ذلك على حساب أرواحهم في معركة بعيدة عن وطنهم.

وأضافت أن "جثة محمد الشونة الذي يبلغ من العمر 22 عاما، المرتزق السوري الذي قُتل في أذربيجان، عادت إلى شمال سوريا بعد أسبوعين فقط من مغادرته لبلدته، في صورة حصلت عليها الصحيفة بواسطة أصدقاء السوري القتيل، حيث أظهرت الصورة مجموعة من الشباب احتشدوا لإلقاء النظرة الأخيرة على محمد، والتأكد من هويته، قبل أن تبدأ إجراءات الدفن".

ونقلا عن أسرة محمد وزملائه، فإن المقاتل السابق، وهو من معرة النعمان شمال شرق إدلب، كان من بين 55 قتيلا سوريا عادت جثثهم عبر معبر "حوار كلس" الحدودي مع تركيا.

الصحيفة قالت إن محمد والمئات من السوريين تم تجنيدهم بواسطة شركة أمن تركية خاصة للمشاركة مع القوات الأذرية ضد القوات الأرمينية في إقليم ناغورني قرة باغ.

وتنفي السلطات التركية والأذرية هذه التقارير، لكن مصادر مقربة من محمد الشونة، قالت إن الأخير كان بين مئات من المقاتلين السوريين، الذين شاركوا في القتال جنوب القوقاز.

وأشارت إلى أن تركيا استغلت الظروف المادية والمعيشية الصعبة للغاية التي يعاني منها السوريون، مثل محمد الشونة، الذي لم تكن أسرته تملك طعاما، وتعيش في ظروف قاسية، ما أجبره مع المئات من السوريين على الموافقة على المشاركة في القتال بين أذربيجان وأرمينيا.



وبحسب مصادر سورية، فإن ارتفاع عدد القتلى في صفوف المرتزقة السوريين في معارك ناغورني قرة باغ، دفعتهم إلى الشروع في حملة لمنع الشباب من السفر وتثبيطهم عن المشاركة في هذه الحرب.

ونقلت الصحيفة عن عمر، وهو صديق محمد الشونة، قوله إن الأخير وافق على الفور وذهب إلى القتال في معركة لم يكن يعلم أطرافها، لا يعرف أذربيجان أو أن هناك صراعا قائما مع أرمينيا قبل أن يذهب إلى هناك، وبوصفه الابن الوحيد في أسرة مكونة من 10 أفراد، فقد ترك المدرسة وهو في الثالثة عشرة من عمره، عندما اندلعت الحرب الأهلية السورية؛ لكسب الرزق.

وأفادت الصحيفة بأن الشونة لم يستطع جمع ما يكفي من المال بعد انضمامه إلى الجيش السوري الحر، وجماعة أحرار الشام، المدعومة من تركيا، ولذلك سعى للانتقال إلى أذربيجان، بعد أن تلقى وعودا بالحصول على راتب يتراوح بين ألف إلى 1200 دولار شهريا، وهو الرقم الذي يمثل ثروة بالنسبة لأسرته.

وأشارت إلى أن النفي المستمر من جانب الحكومة التركية والأذرية بوجود مرتزقة سوريين في معارك ناغورني قرة باغ يتناقض تماما مع ما حصلت عليه الصحيفة من وثائق واعترافات مسجلة بالصوت والصورة، تؤكد وجود المرتزقة السوريين على أرض المعركة.

وأكدت الصحيفة أنها حصلت على رسائل صوتية عبر تطبيق "واتساب"، لسوريين في أذربيجان يقومون بزيارة أحد رفقائهم المصابين في القتال، وأجرت اتصالات مع أفراد أسرته. في الوقت الذي أظهر فيه فيديو منشور على مواقع التواصل الاجتماعي وجود مرتزقة سوريين يتحدثون عن القتال ضد أرمينيا، ورصد محللون وجودهم في قاعدة "حواردز" العسكرية الأذرية، على بُعد كيلومترات قليلة من جبهة القتال.

ونقلت "إندبندنت" عن أبو محمد، 37 عاما، المقاتل السابق من الغوطة الشرقية في سوريا، قوله إن ابن عمه في المستشفى حاليا بأذربيجان، بعد إصابته في المعارك، مشيرا إلى أنه حاول مرارا الانضمام إلى صفوف المرتزقة السوريين الذين يقاتلون إلى جانب أذربيجان، لكن طلبه قوبل بالرفض نتيجة إصابته القديمة، وقال إن السوريين يتسولون للحصول على الطعام من القواعد التركية شمال سوريا؛ نظرا لحالة الفقر الشديدة التي يعانون منها.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com