مع تصاعد المواجهة في ناغورنو قره باغ.. إيران تراقب دون حسم موقفها مع باكو أو يريفان
مع تصاعد المواجهة في ناغورنو قره باغ.. إيران تراقب دون حسم موقفها مع باكو أو يريفانمع تصاعد المواجهة في ناغورنو قره باغ.. إيران تراقب دون حسم موقفها مع باكو أو يريفان

مع تصاعد المواجهة في ناغورنو قره باغ.. إيران تراقب دون حسم موقفها مع باكو أو يريفان

ناقش محللون سياسيون موقف إيران من الحرب الدائرة هذه الأيام بين أرمينيا وأذربيجان في إقليم ناغورنو قره باغ، وإلى أي طرف من طرفي الاشتباك ستميل طهران، في ظل وجود علاقات متبادلة مع كل من باكو ويريفان.

وقال الكاتب والمحلل الإيراني حامد محمدي، إن "الحرب بين أرمينيا وأذربيجان سوف تُسبب مشكلات لإيران، وأول هذه المشكلات هي الخسائر المادية والبشرية لإيران جراء سقوط قذائف صاروخية داخل الأراضي الإيرانية نتيجة الاشتباكات الدائرة في إقليم ناغورني قره باغ".

وأشار محمدي، في مقاله المنشور على موقع صحيفة "كيهان" في نسختها اللندنية، إلى أن "تصاعد الاشتباكات المسلحة بين أرمينيا وأذربيجان أدى إلى استنفار بعض الوحدات العسكرية الإيرانية على الحدود، حتى أن هذه الوحدات تعيش هذه الأيام حالة تأهب لساعات أطول رغم ظروف تفشي كورونا التي تُهدد الجنود الإيرانيين".

وأضاف المحلل الإيراني أن "الشواهد تشير إلى دعم قوات الحرس الثوري لأذربيجان نتيجة التقارب المذهبي والعقائدي، حتى أن الحرس الثوري يستند لتصريح قائده الأعلى وهو المرشد علي خامنئي، الذي أكد أن إقليم قره باغ أرض إسلامية، ويجب الدفاع عنها والتصدي لغير المسلمين ممن يعملون على السيطرة عليها".



وكشف محمدي أن "فيلق القدس الذي يُمثل الذراع العسكري الأقوى في صفوف الحرس الثوري الإيراني يدعم الجانب الأذربيجاني في الحرب الدائرة بإقليم قره باغ، إلى حد أن هذه القوات تعمل على الدخول على خط الجبهة العسكرية لدعم أذربيجان مثل مشاركتها في الجبهة السورية بجانب حكومة بشار الأسد".

أما حول الموقف من أرمينيا، فأشار المحلل الإيراني إلى أن "قوات الحرس الثوري ومختلف الأجهزة الاستخباراتية الإيرانية تعمل خلال السنوات الأخيرة على النفوذ والتغلغل في المجتمع الأرمني".

وأوضح أن "إيران تعمل على بناء علاقات متوازنة مع أرمينيا لعدة أهداف، منها التقرب من المسيحيين الأرمن من مواطنيها في ظل اتهام النظام بانتهاك حقوق الأقليات الدينية، وأيضا استغلال العلاقات مع يريفان في إطار التفاف طهران على العقوبات الدولية؛ الأمر الذي ربما يشير إلى دعم إيران لأرمينيا في الحرب الدائرة مؤخرا في قره باغ".

وعلق المحلل الإيراني قائلا: "إن ما سبق يعبر عن عدم وضوح موقف النظام الإيراني من الأزمة الحالية بين أرمينيا وأذربيجان، وذلك في ظل عدم اتساق سياسة وموقف كل من الحرس الثوري والحكومة الإيرانية تجاه أزمة قره باغ".

رسالة دعم واضحة

من جهته، تناول الكاتب والمحلل الإيراني إحسان هوشمند، بيانا أصدره عدد من مراجع التقليد الإيرانيين وممثلي المرشد علي خامنئي تعليقا على الحرب الدائرة بين أرمينيا وأذربيجان في إقليم قره باغ.

وأشار هوشمند، في مقاله المنشور على موقع صحيفة "شرق" الإيرانية، إلى أن "بيان ممثلي خامنئي في محافظات شمال غربي إيران أكد على حق أذربيجان في الدفاع القانوني والشرعي عن إقليم قره باغ واستعادة أراضي هذا الإقليم".



ونوه إلى أن "بيان ممثلي خامنئي حول قضية قره باغ لقي انعكاسا كبيرا في المحافل السياسية والاجتماعية التي استقبلت البيان كرسالة دعم واضحة ورسمية لطرف أذربيجان في الحرب مع أرمينيا، رغم الموقف المحايد للخارجية الإيرانية التي دعت الطرفين للتفاوض الدبلوماسي".

ورأى الكاتب الإيراني أن "إصدار رجال الدين وممثلي المرشد لبيان يعبر عن موقف الدولة من أزمة إقليمية بهذا الحجم، يحمل رسائل هامة للغاية بحاجة للبحث والفحص، خاصة وأن هؤلاء المراجع يتقلدون مناصب رسمية في الدولة".

وأوضح أن "بيان رجال الدين الإيرانيين عن أزمة قره باغ قد يكون مادة تستغلها بعض الجماعات ذات الأفكار الانفصالية التي تقطن بعض المدن والقرى الحدودية مع أذربيجان، بل إن الأمر قد يتطور ويذهب مواطنون تحت تأثير هذا البيان إلى جبهة القتال ضد القوات الأرمينية".

واعتبر أن "الأحداث الأخيرة في إقليم قره باغ تتميز عن غيرها، خلال الأشهر والسنوات الأخيرة، وهي دخول تركيا بشكل جدي في هذا الصراع، ودعم أنقرة العلني والرسمي لأذربيجان، والأهم التقارير التي تفيد بمشاركة مقاتلين من جماعات متطرفة وتكفيرية إلى جانب القوات الأذربيجانية".

وتابع الكاتب الإيراني قائلا: "إن حضور هذه الجماعات القتالية على الحدود مع إيران أمر مقلق للغاية؛ خاصة أن هذه الجماعات تعتبر إيران عدوا، فضلا عن احتمالية دخول إسرائيل على خط الأزمة وتقديمها دعما لأحد طرفي الصراع، وهو الأمر الذي قد يُهدد الأمن الإيراني".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com