تقرير يكشف كواليس الصراع بين ترامب والاستخبارات الأمريكية حول "التدخل الروسي"
تقرير يكشف كواليس الصراع بين ترامب والاستخبارات الأمريكية حول "التدخل الروسي"تقرير يكشف كواليس الصراع بين ترامب والاستخبارات الأمريكية حول "التدخل الروسي"

تقرير يكشف كواليس الصراع بين ترامب والاستخبارات الأمريكية حول "التدخل الروسي"

كشف تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" كواليس مثيرة في صراع شرس بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووكالات الاستخبارات الأمريكية، خاصة فيما يتعلق بقضية تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

وقال التقرير إن مسؤولي الاستخبارات جمعوا معلومات وكتبوا تقريرا سريا العام الماضي، حول مصالح روسيا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقرر إجراؤها في شهر نوفمبر المقبل.

تدخل روسيا


وجاء في تقرير الصحيفة أنه في مطلع يوليو من العام الماضي، "صدرت المسودة الأولى للوثيقة السرية، والمعروفة باسم تقدير الاستخبارات الوطنية، وانتشرت بين العديد من أعضاء وكالات الاستخبارات الأمريكية، وكان هذا التقييم السري للغاية يتضمن توافقا في العديد من القضايا الخاصة بالأمن القومي الأمريكي، والتي تتراوح من البرنامج النووي الإيراني إلى الإرهاب العالمي، وكانت الوثيقة مكونة من 15 صفحة، بالإضافة إلى 10 صفحات أخرى تضم ملاحق ومصادر أخرى".

وأضاف: "وفقا للعديد من المسؤولين، الذين اطلعوا على تلك الوثيقة، فإنها ناقشت الجهود الروسية للتأثير على الانتخابات الرئاسية الأمريكية عامي 2020 و2024 أيضا، وتم جمع تلك المعلومات من خلال مجموعة عمل تضم العشرات من المحللين البارزين، بقيادة كريستوفر بورت، المسؤول المخضرم في الاستخبارات الوطنية، والذي يملك ما يقرب من 4 عقود من الخبرة، بصورة خاصة في ملفي روسيا وأوراسيا".

وأشار إلى أن التقرير الاستخباراتي "أكد أن روسيا عملت على دعم بيرني ساندرز في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، على حساب جو بايدن، الذي فاز بترشيح الحزب لمواجهة الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب".



وأكد التقرير الاستخباراتي أن دعم موسكو لبيرني ساندرز، "جاء بهدف إضعاف الحزب الديمقراطي، وهو ما يصبّ في مصلحة ترامب، وروسيا في ذات الوقت، والتي تريد استمرار الرئيس الأمريكي الحالي لولاية ثانية".

ترامب يوجه الاتهامات

وقال التقرير الاستخباراتي إن المعلومات عن رغبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في استمرار ترامب في البيت الأبيض "تحمل مصداقية لا يمكن التشكيك فيها".

وقالت نيويورك تايمز في تقريرها: "رفض ترامب قبول هذه التقارير، وحاول مرارا التشكيك في صحتها، ووصف المسؤولين الذين قدّموا مثل هذه الرؤية بأنهم غير موالين له.. قال مساعد بارز سابق لترامب، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إنه لا يمكن أن يكون هناك أي حديث عن روسيا والانتخابات دون أن يردّ الرئيس بقوله إن هذا يمثل تشكيكا في أحقيته بالوصول إلى البيت الأبيض".

وأشارت إلى أن استياء ترامب من فكرة أنه المرشح المفضل لدى بوتين كان أحد عناصر النقاش داخل وكالات الاستخبارات الأمريكية، في الوقت الذي أكد دان كوتس، المدير السابق للاستخبارات الوطنية الأمريكية بأن ترامب هو المرشح المفضل لروسيا في انتخابات 2020.

وقال كوتس إن أحد مساعديه، كان على علم بالجدل الدائر نتيجة الحديث عن الدور الروسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وطلب منه تعديل التقرير الاستخباراتي، إلا أنه رفض، وأكد ضرورة التمسك بالتقييم الذي توصل إليه المحللون.



صراع مستمر

ونوهت الصحيفة إلى خلاف نشب بين ترامب ودان كوتس العام الماضي، حيث أعلن الرئيس الأمريكي إنهاء ولاية مدير الاستخبارات الوطنية في 15 أغسطس 2019، وأشارت إلى أن لقاءات جمعت الاثنين خلال تلك الفترة، إلا أن الرئيس لم يتحدث مطلقا عن الأسباب التي دفعته لإنهاء مهمة كوتس.

ونقلت عن مصدر مقرّب من الاستخبارات قوله إنه كانت هناك حالة من الذعر، خوفا من إقالة خليفة كوتس المؤقت، جوزيف ماغواير، خاصة أن تقرير الاستخبارات كان يتضمن أجزاء يرفضها ترامب.

وأضافت الصحيفة: "التقرير النهائي الصادر عن الاستخبارات الوطنية الأمريكية اختلف في بعض الفقرات عن التقرير الأولي، وخلص إلى أن القادة الروس ربما يقدّرون أن فرص تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة سوف تتضاءل في ظل وجود رئيس أمريكي مختلف، حيث تمت الموافقة على تلك النسخة الأخيرة في اجتماع للاستخبارات يوم 26 سبتمبر الماضي، وكان الهدف، بحسب مسؤول بارز سابق في الاستخبارات ألا تتم إقالة ماغواير".

وتابعت: "عادة ما تكون العلاقات بين الرؤساء ووكالات الاستخبارات متوترة، ولم يكن ترامب أول رئيس يتجاهل المعلومات الاستخباراتية أو يخطئ في توصيفها، لكن التحذير الاستخباراتي بشأن التدخل الروسي في انتخاب ترامب عام 2016، وشكوك ترامب المتبادلة تجاه وكالات الاستخبارات، جعل علاقتهما مختلفة تماما عن العلاقة مع الرؤساء السابقين".

وأضافت: "كان هناك حالة شك وعداء عميقة لدى ترامب ضد وكالات الاستخبارات الأمريكية قبل تنصيبه، ولكن الأمر الذي ظل غير واضح هو الكيفية التي أعاد بها هذا الشك تشكيل الاستخبارات والحسابات، ما أجبر المسؤولين على محاولة إيجاد التوازن الصعب بين الرئيس والحفاظ على نزاهة عملهم".

وأشارت الصحيفة إلى أن ريتشارد غرينيل، الذي اختاره ترامب مديرا للاستخبارات الوطنية خلال العام الجاري، ليست لديه خبرة سابقة في مجتمع الاستخبارات، واشتهر بأنه من الموالين لترامب، وسبق أن أدلى بتعليقات غير دبلوماسية، حول عدم رغبة الولايات المتحدة في المساهمة بشكل أكبر في حلف شمال الأطلسي.



ورغم ولائه الصريح لترامب، فإن غرينيل لم يستمر طويلا في منصبه، حيث قرر ترامب في مايو 2020 تعيين جون راكتليف، مديرا للاستخبارات الوطنية، وذلك رغم التحفظات السابقة على سيرته الذاتية.

ونقلت الصحيفة قول ترامب في حديثه عن راكتليف: "أعتقد أننا نحتاج إلى شخص قوي مثله، ويستطيع أن يكبح جماحهم، كما تعلمتم جميعا، فقد أخطأت وكالات الاستخبارات، لقد أفرطوا في تقديراتهم".

انتقادات شرسة

وقالت الصحيفة إن سياسات ترامب وخلافاته المستمرة مع وكالات الاستخبارات الأمريكية، وحرصه على وجود الموالين له في هذه الأجهزة الحساسة، جعلت مسؤولين سابقين، مثل مايكل موريل المدير السابق للاستخبارات المركزية الأمريكية، ومستشار حملة هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية الماضية، يصف الرئيس بأنه "عميل فاقد الوعي للاتحاد الروسي".

وأضاف موريل: "هذه هي المرة الأولى التي تتعرض فيها الولايات المتحدة لهجوم من دولة أجنبية ولا ترد كدولة موحدة".

وتابع: "في الواقع، لقد كان الانقسام أكبر، كانت المهمة الروسية غير مكلفة وسهلة نسبيا، وتسببت في تعميق انقساماتنا.. أنا مقتنع تماما بأن ضباط المخابرات الروس الذين شكلوا وأداروا الهجوم على ديمقراطيتنا في عام 2016 حصلوا على ميداليات شخصية من بوتين".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com