صحف عالمية: أمل جديد بشأن لقاح "كورونا".. ولبنان ينشد العون من الصين

اهتمت الصحف العالمية الصادرة اليوم الخميس، بتطورات تفشي فيروس "كورونا" المستجد، والأمل الذي يلوح في الأفق من أجل التوصل إلى لقاح للوباء الفتاك، بالإضافة إلى التبعات الاقتصادية له، كما تناولت الصحافة أزمة سد النهضة، التي تهدد بإشعال حرب بين مصر وإثيوبيا.. والحكومة اللبنانية التي تعاني من نقص السيولة تتجه شرقاً في محاولة للحصول على استثمارات من الصين.

أمل جديد.. ولكن

قالت صحيفة "تايمز" إن الآمال في الوصول إلى لقاح لفيروس "كورونا" شهدت تطورات مثيرة، بعد أن حققت مجموعتان رائدتان نتائج إيجابية.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أنه في المرحلة الأولى للاختبارات التي تم إجراؤها على ألف متطوع بريطاني، فإن جامعة أوكسفورد يبدو أنها وصلت إلى الاستجابة المطلوبة من الجهاز المناعي ضد المرض، حيث أظهرت النتائج مستويات مشجعة في تحييد الأجسام المضادة، المعتقد أنها مهمة للغاية في الحماية ضد التفشي الواسع للفيروس، ولم تكن هناك أعراض جانبية خطيرة.

وتابعت أن النتائج أشارت إلى وجود عنصر آخر من النظام المناعي، معروف باسم "T Cells"، تم ضمه إلى التجارب الجارية للقاح، وينتظر الباحثون إثبات ما إذا كان الجمع بين نظامي المناعة سيكون كافيا للحماية ضد العدوى، ولكن إذا لم يكن الأمر كذلك فإن هذه ستكون انتكاسة.

 

الصين تهدد العلاقات اللبنانية الأمريكية

قالت وكالة "الأسوتشيدبرس"، إن لبنان الذي يواجه أزمة اقتصادية متفاقمة، وفي ظل فرصته الضعيفة للحصول على مساعدات سواء من الغرب او الخليج دون القيام بإصلاحات كبيرة، فإن حكومته التي تعاني من نقص السيولة تتجه شرقاً في محاولة للحصول على استثمارات من الصين، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى إنقاذها ولو جزئياً من الأزمة المالية التي تواجهها حالياً.

وأضافت الوكالة أن توجه لبنان إلى الصين سيكون محفوفاً بالمخاطر، لأنه سيثير غضب الولايات المتحدة، ويمكن أن يكون على حساب العلاقات اللبنانية الأمريكية.

ونقلت الوكالة عن مسؤول في مجلس الوزراء اللبناني، حاول التخفيف من وطأة هذا الاحتمال، قوله "تحركنا نحو الصين جاد للغاية، ولكنه لا يعني أننا سندير ظهرنا للغرب، نحن نمر بظروف استثنائية للغاية، ونرحب بأي طرف يستطيع تقديم المساعدة".

وأكد المسؤول الحكومي أن الصين عرضت على لبنان المساعدة في إنهاء أزمة الكهرباء التي تواجهها الدولة منذ عقود، عبر الشركات الحكومية الصينية، وهو العرض الذي تدرسه الحكومة اللبنانية حالياً، بالإضافة إلى عروض صينية أخرى لبناء محطات للطاقة، ونفق يخترق جبال لبنان لاختصار الرحلة بين بيروت ووادي البقاع، وخط سكة حديد على الساحل اللبناني.

وأشارت إلى أن الولايات المتحدة، التي تملك علاقات تاريخية مع لبنان، وهي داعم قوي للجيش اللبناني، قالت إن هذه الخطوة يمكن أن تأتي على حساب العلاقات بين بيروت وواشنطن.

 

توترات سد النهضة

بدورها رصدت صحيفة "ديلي ميل" تصاعد التوترات المحيطة بسد النهضة الإثيوبي، الذي يهدد بنشوب حرب بين مصر وإثيوبيا، في ظل التقارير المتضاربة الواردة من أديس أبابا أمس الأربعاء حول البدء في ملء السد.

وكان وزير الري الإثيوبي قد أعلن أن بلاده بدأت بالفعل في ملء السد، قبل أن يصدر بيان رسمي من أديس أبابا ينفي تلك التصريحات.

وقالت الصحيفة البريطانية إن الصور الملتقطة لسد النهضة أظهرت وجود ماء في السد، وهو ما أثار التساؤلات حول بدء الحكومة الإثيوبية في ملء السد بالفعل، ما أثار غضب القاهرة، التي طالبت عبر وزارة الخارجية برد فعل رسمي من أديس أبابا حول تلك التقارير.

وأشارت إلى أن وزير الري الإثيوبي سرعان ما تراجع عن تصريحاته السابقة، وقال إن المياه الموجودة في السد حالياً ناتجة عن الأمطار الغزيرة، ولا علاقة لها على الإطلاق بالبدء في ملء السد.

وعلّقت الصحيفة بقولها "صور الأقمار الصناعية تظهر أن البحيرة الواقعة خلف السد بدأت في الامتلاء بالفعل، وتصرّ إثيوبيا على براءتها من ذلك، وتقول إن الأمطار الموسمية هي التي أدت إلى تضخم حجم المياه في النهر، في حين يقول الخبراء في مصر إن القاهرة تستطيع التأكد من حقيقة الأمر الشهر المقبل، ومعرفة ما إذا كانت إثيوبيا صادقة أم كاذبة في تصريحاتها.

ونقلت "ديلي ميل" عن محللين قاموا بفحص صور الأقمار الصناعية قولهم إنه من المتوقع بالفعل أن تكون المياه التي أظهرتها الصور في سد النهضة تعود إلى الأمطار الموسمية، وليس من الواضح حتى الآن ما إذا كانت أديس أبابا تستطيع البدء في ملء السد، بحسب ما قاله "ويليام ديفيسون"، من مجموعة الأزمات الدولية.

ومضت تقول: "في الوقت الذي يتفق فيه خبراء بأن البدء في ملء السد يهدد بإدخال المنطقة في صراع عسكري، فإن كيفين ويلر من جامعة أوكسفورد يرى أن نقطة التحول لا تزال بعيدة، وقال إن مستويات النهر لا تزال مرتفعة حالياً، وهو ما يعني أن النقاشات الجارية حالياً تشوبها التهديدات في ظل تغير آليات السلطة".

إلا أن كيفين ويلر يقول إنه في حالة الوصول إلى الجفاف في السنوات القليلة المقبلة، فإن الأمور يمكن أن تبدأ في التدهور.

 

الصين تتعافى اقتصاديا

رغم أنها مصدر الوباء، إلا أن  الصين أصبحت أول اقتصاد بارز في العالم يعود إلى النمو، منذ أن بدأت الجائحة في اجتياح العالم.

وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن الصين أعلنت اليوم الخميس، أن اقتصادها حقق نموا بنسبة 3.2 % خلال الربع الثاني من هذا العام، حيث استفادت السلطات الصينية من الحملة الشرسة التي شنّتها للقضاء على الفيروس في الداخل.

وأضافت "التعافي الذي حققته الصين خلال الربع الثاني جاء بعد سلسلة من المعلومات التي أشارت إلى أن الاقتصاد الصيني يواجه موقفا حرجا، إلا أن الإحصاءات الصناعية في الصين أظهرت تعافيا مستمرا خلال الأشهر الثلاث الماضية، في الوقت الذي أكدت فيه بكين عودة الصادرات والواردات الصينية إلى النمو مجددا، وذلك للمرة الأولى منذ تفشي الجائحة".

ومضت الصحيفة إلى القول "السؤال الذي يثير قلق المسؤولين الصينيين الآن هو ما إذا كان النمو سيستمر خلال الأشهر المقبلة، في ظل إجراءات التحفيز المتواضعة التي تم اتخاذها، وفي الوقت الذي تعاني فيه الولايات المتحدة من تسجيل أرقام قياسية في أعداد المصابين الجدد بفيروس كورونا".

وأضافت "الركود الطويل الأمد في الولايات المتحدة يمكن أن يؤثر سلبا على الطلب بالنسبة للبضائع الصينية، في أهم سوق للصادرات بالنسبة لها، في الوقت الذي يمكن أن يؤدي انتشار الحالات الجديدة لفيروس كورونا في العالم إلى استمرار حالة الشلل في الاقتصاد العالمي لأشهر مقبلة، وهو ما سيؤدي إلى تقويض فرص النمو".