هل تبعد التعديلات الدستورية عن بوتين شبح "الرئيس السابق"؟
هل تبعد التعديلات الدستورية عن بوتين شبح "الرئيس السابق"؟هل تبعد التعديلات الدستورية عن بوتين شبح "الرئيس السابق"؟

هل تبعد التعديلات الدستورية عن بوتين شبح "الرئيس السابق"؟

من المرجح أن تبقي التعديلات الدستورية، التي ينتهي الاستفتاء الشعبي بشأنها الأربعاء، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في السلطة حتى العام 2036، وهو ما سيجعله الرئيس الأطول بقاء في الحكم كزعيم  لروسيا التي حكمها ستالين لتسعة وعشرين عاما، بينما حكمها ليونيد بريجنيف 18 عاما.

ومنذ 20 عاما يتربع بوتين على عرش السلطة في بلاد القياصرة، سواء كرئيس للدولة أو كرئيس للوزراء، وينسب إلى الرجل الذي بدأت مسيرته في الاستخبارات السوفيتية (كي جي بي) مقولة تفيد أن "ضابط المخابرات لا يتحول أبدا إلى ضابط مخابرات سابق"، وهو ما يطمح إليه بوتين، ويقاتل من أجل إبعاد صفة السابق عن نفسه.

وتتيح التعديلات الدستورية لبوتين الترشح لدورتين رئاسيتين جديدتين، بعد انتهاء ولايته الحالية في العام 2024، مدة كل واحدة منهما ست سنوات، ليكون عمره في نهاية الولاية الثانية 84 عاما.



ولإقرار التعديلات المقترحة، وهو المتوقع وفقا لاستطلاعات الرأي، يجب أن يصوت أكثر من 50% من المشاركين في الاستفتاء بـ"نعم" لصالح التعديلات.

وتقول تقارير غربية إن التعديلات الدستورية تصب في سياق الجهود الرامية إلى وضع دستور يتناسب مع طموحات بوتين (67عاما) وسعيه للبقاء في السلطة حتى "الرمق الأخير"، ذلك أن الدستور الروسي في صيغته الحالية، قبل التعديل، لا يجيز لبوتين الترشح لولاية جديدة عند انتهاء ولايته الحالية.

وتتضمن التعديلات الدستورية، إضافة إلى "إشباع طموح بوتين"، تعزيز دور رئيس البلاد، إذ سيكون له الحق في حل البرلمان إذا رفض الأخير تعيين وزير أو نائب وزير ثلاث مرات متتالية، في حين إن هذا الاحتمال يقتصر حاليا على ترشيح رئيس مجلس الوزراء.

كذلك سيكون رئيس البلاد بموجب التعديلات الجديدة، قادرا على تعيين العديد من القضاة والمدعي العام ونوابه، وجميعهم كانوا يعينون بموجب الدستور الحالي من قبل مجلس الشيوخ في البرلمان.

وانتقدت المعارضة الروسية، التي تعيش غالبية شخصياتها في المنفى أو في معتقلات داخل البلاد، هذه التعديلات ووصفتها بالمهزلة الانتخابية الرامية إلى فتح المجال لتولي بوتين الرئاسة لمدى الحياة.

وخلال عقدين من حكمه لروسيا استعاد بوتين صورة روسيا كقوة عالمية سياسية، إذ حول دفة الحرب في سوريا لصالح حليف بلاده الرئيس السوري بشار الأسد،  ووسع نفوذ بلاده في الشرق الأوسط، وعزز العلاقة مع الصين، الجارة جغرافيا وإيديولوجيا، كما ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا في العام 2014 وهو ما أرضى طموح مؤيديه من القوميين الروس، ووقف بحزم ضد تيارات الإسلام السياسي.



ورغم توتر علاقات بلاده مع واشنطن لكن بوتين استطاع أن يحافظ على قنوات اتصال وتنسيق وتحاور مع واشنطن بشأن ملفات إقليمية ودولية معقدة.

لكن في مقابل هذه المحطات التي يمكن اعتباراها انجازات، ثمة نقاط لطخت سمعة بلاده، إذ اتهم بوتين بالتدخل في انتخابات الرئاسة الأمريكية التي أوصلت دونالد ترامب إلى الحكم، كما ظهرت تقارير تتهم روسيا بتسهيل تعاطي رياضييها للمنشطات، كما برزت مزاعم عن دور روسي في عمليات اغتيال وتسميم طالت بعض المعارضين بأوامر من الكرملين، فضلا عن انتقادات غربية متواصلة تصور بوتين كـ"ديكتاتور".

واستطاع بوتين، على مدى سنوات، تلميع صورته عبر الإعلام الذي تستحوذ عليه الدولة، وعزز صورته كرجل رياضي قوي، وصارم في اتخاذ قرارات سياسية مصيرية، ولا يتوانى عن رد الإهانة للخصوم حتى وإن كانوا رؤساء وزعماء، كما حدث عندما أجبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على الانتظار لمدة طويلة نسبيا قبل أن يسمح له وللوفد المرافق له بالدخول إلى مكتبه الخاص.



ويقول مقربون منه، إن بوتين يشعر بالإهانة بسهولة، ويكره أن يسخر منه الناس أو لا يأخذونه على محمل الجد، وهو ما يفسر القبضة الحديدية التي يتعامل بها مع معارضيه، كما أنه يظهر أحيانا عدم ثقة بالنفس رغم السطوة التي يتمتع بها والصور الاستعراضية المتداولة عن شخصيته القوية التي ربما تخبئ ضعفا يحرص بوتين على عدم إظهاره للرأي العام، وفقا لخبراء.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com