حقائق عن النزاع الصيني الهندي في الهيمالايا
حقائق عن النزاع الصيني الهندي في الهيمالاياحقائق عن النزاع الصيني الهندي في الهيمالايا

حقائق عن النزاع الصيني الهندي في الهيمالايا

قال الجيش الهندي: إن عددا لا يقل عن 20 من جنوده سقطوا قتلى في عراك بالأيدي مع قوات صينية في موقع حدودي متنازع عليه مساء يوم الإثنين، وذلك في أخطر اشتباك بين البلدين الآسيويين العملاقين منذ عشرات السنين.

وأكدت الصين أن قواتها اشتبكت في "مواجهة عنيفة بالأيدي" مع جنود هنود، لكنها لم تذكر تفاصيل عن القتلى والجرحى.

وذكر الجيش الهندي ووزارة الخارجية الهندية، أن الجانبين منيا بخسائر بشرية في الاشتباكات، رغم أن البلدين كانا يحاولان حل مواجهة حدودية مستمرة منذ أسابيع، لكن الاشتباك له تفاصيل رئيسة.

أين وقع الاشتباك؟

دارت وقائع الاشتباك في موقع حدودي محل نزاع في منطقة لاداخ في جالوان غرب الهيمالايا، حيث كان كل من القوات الهندية والصينية يقف في مواجهة الآخر.

تقع المنطقة على ارتفاع حوالي 4200 متر، حيث تنخفض درجات الحرارة في العادة إلى ما دون الصفر في منطقة جبلية نائية تتميز بأنهارها سريعة الجريان عند الطرف الشمالي للهند ملاصقة لهضبة أكساي تشين التي تطالب الهند بأحقيتها فيها لكنها تخضع لإدارة الصين.



ما الذي حدث؟

منذ أوائل مايو أيار اتخذ مئات من الجنود الهنود والصينيين وضع الاستعداد في مواجهة كل الآخر في ثلاثة مواقع على امتداد الحدود، واتهم كل طرف الآخر بالتعدي على أراضيه.

ووقع الاشتباك في جالوان مساء يوم الإثنين، في وقت كان الجيشان يحاولان فيه تهدئة الأمور، وبعد أن التقى قادة عسكريون لإجراء محادثات في الأيام الأخيرة.

وقال مصدر حكومي هندي إن جنودا من جيش التحرير الشعبي الصيني اعتدوا بأسياخ حديدية وحجارة خلال المناقشات على مجموعة من الجنود الهنود كان بينهم ضابط، لافتا إلى أنه لم تطلق أي أسلحة نارية.

وذكر أنوراج سريفاستافا المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية، أن المواجهة العنيفة كانت نتيجة محاولة من الجانب الصيني لتغيير الوضع القائم من جانب واحد.

وأكد مسؤولون صينيون أن القوات الهندية عبرت الخط الفاصل بين الجانبين مرتين، وشنت هجوما الأمر الذي أدى إلى اشتباك عنيف بالأيدي.

وقال تشاو ليجيان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية: إن "الجانب الهندي انتهك بشكل جسيم توافقنا، وعبر خط الحدود مرتين واستفز القوات الصينية واعتدى عليها".

لماذا الآن؟

يقول خبراء عسكريون إن أحد أسباب المواجهة الحالية هو أن الهند تشق طرقا وتقيم مطارات؛ لتحسين القدرة على ربط قواتها وتضييق الهوة مع البنية التحتية المتفوقة لدى الصين على الجانب الآخر من الخط الفاصل بين الجانبين.

وفي جالوان أكملت الهند شق طريق يؤدي إلى مهبط للطائرات في أكتوبر تشرين الأول الماضي. واعترضت الصين على ذلك وطالبت الهند بالتوقف عن كل أعمال البناء.

وتقول نيودلهي إنها تعمل في الجانب الهندي من الخط الحدودي.



تاريخ الاشتباكات؟

ينص اتفاق سابق بين الجانبين على ألا تفتح الدوريات النار بالقرب من الخط الحدودي. وقد وقعت عدة اشتباكات عنيفة على ارتفاعات عالية دون استخدام الأسلحة النارية فيها.

وتمثل الخسائر البشرية التي شهدها هذا الأسبوع أول خسائر من نوعها منذ اشتباك حدودي كبير في 1967 بين الجارتين المسلحتين نوويا، كما أنهما أكثر دولتين في العالم سكانا. وسقط مئات القتلى في تلك المعارك.

ويطالب كل من الجانبين بأحقيته في مساحات شاسعة من أراضي الطرف الآخر على امتداد الحدود في منطقة الهيمالايا. وترجع جذور بعض الخلافات إلى عمليات ترسيم الحدود إبان عهد الاستعمار البريطاني في الهند.

وخاضت الهند والصين حربا حدودية قصيرة لكنها كانت دموية في 1962، وأدى ارتياب كل من الطرفين في الآخر إلى تفجر الوضع أكثر من مرة منذ ذلك الحين. وفي كثير من الأحيان يقال إن السبب في ازدياد التوتر هو أعمال البناء في مجال البنية التحتية بالقرب من مناطق موضع نزاع.

ويقوم الخط الحدودي الفاصل إلى حد كبير على أساس خط وقف إطلاق النار بعد حرب 1962، لكن كلا من الجانبين يعترض على مسار الخط.

ووقع آخر نزاع كبير في 2017 على هضبة دوكلام النائية قرب حدود الهند وبوتان والصين عند الطرف الشرقي للحدود التي يبلغ طولها 4056 كيلومترا. وبعد مواجهة متوترة اتفق الطرفان على "فك الاشتباك على وجه السرعة" بين القوات وفقا لما تقوله وزارة الخارجية الهندية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com