هل تنقذ "صفقة النفط" نظامي إيران وفنزويلا من النقمة الشعبية؟
هل تنقذ "صفقة النفط" نظامي إيران وفنزويلا من النقمة الشعبية؟هل تنقذ "صفقة النفط" نظامي إيران وفنزويلا من النقمة الشعبية؟

هل تنقذ "صفقة النفط" نظامي إيران وفنزويلا من النقمة الشعبية؟

سلطت تقارير الضوء على أهداف إيران من إرسال ناقلات نفطية إلى فنزويلا، رغم خطر مواجهة البلدين مع الولايات المتحدة، وسط حديث عن وجود أهداف سياسة من حركة النفط بين البلدين، في ظل سخط الشعبين الإيراني والفنزويلي ضد أنظمة الحُكم في بلديهما.

وقال تقرير لصحيفة "كيهان.لندن" إن "حكومة الرئيس الإيراني، حسن روحاني رغم أنها جاءت بوجه شبه إصلاحي، إلا أنها واصلت السياسة الخارجية للحكومة السابقة، بقيادة الرئيس المتشدد محمود أحمدي نجاد، وبالأخص مع فنزويلا".

ورأى التقرير "أن تعميق العلاقات بين إيران التي تتبع نظام الجمهورية الإسلامية الشيعية في الحُكم مع فنزويلا اليسارية مسألة مثيرة للتأمل، وذلك في ظل الاختلاف الجوهري سواء في نظام الحُكم أو صياغة الأفكار الحاكمة لكلا البلدين".

وأضاف تقرير الصحيفة المعارضة أن "أوجه التعاون المستميت التي نشهدها بين إيران وفنزويلا يبدو أنه يحمل بُعدًا آخر أبعد من الشق الاقتصادي، فالبلدان يشهدان أزمات اقتصادية متصاعدة في ظل فرض العقوبات عليهما، بل ويواجهان سخطا شعبيا ضد أنظمة الحُكم بشكل لافت".



بقاء الأنظمة في المقام الأول

واعتبر أن هذه المساعدات المتبادلة بين إيران وفنزويلا وبالأخص في ملف النفط والوقود يأتي في ظل حرص البلدين على بقاء الأنظمة الحاكمة في طهران وكراكاس، وذلك في ظل اشتراكهما في أزمات متشابهة.

وأعاد التقرير التذكير بحركة الطيران التجارية بين إيران وفنزويلا رغم العقوبات المفروضة على البلدين، لافتًا إلى أن شركة الطيران التي استعانت بها طهران لإيصال صادراتها إلى كاراكاس خير دليل على أوجه التعاون بين البلدين؛ وهي شركة "ماهان اير" التابعة للحرس الثوري والمدرجة على قوائم الإرهاب بسبب أنشطة دعم الإرهاب.

النفط مقابل الذهب

أما عن حركة الناقلات النفطية الإيرانية الأخيرة المرسلة إلى فنزويلا، فلفت التقرير إلى أن هذه الشحنات تُعد مقدمة لحركة تجارية واسعة بين البلدين، وخاصة مع استعانة البلدين ببرنامج "النفط مقابل الذهب" التي تحدثت عنه وسائل إعلام رسمية.

وتحدث تقرير لصحيفة "وطن امروز" الإيرانية التابعة للتيار المتشدد عن مسألة ناقلات النفط الإيرانية إلى فنزويلا، حيث رأى أن "النفط الإيراني مقابل الذهب الفنزويلي سيكون فاتحة لهزيمة مشروع العقوبات الاقتصادية الذي يهدف لإسقاط نظامي البلدين".

وكانت تقارير إخبارية كشفت في وقت سابق أن فنزويلا أرسلت إلى إيران كميات من سبائك الذهب مقابل إرسال شحنات من الوقود في ظل أزمة نقص الوقود في كاراكاس رغم تربع هذا البلد على رأس الدول الغنية بالنفط.

وفي إطار أهداف إرسال إيران للوقود إلى فنزويلا، كشف المحلل الإيراني في علم الطاقة، اميد شكري كله سر "أن الاتصالات السياسية بين إيران وفنزويلا زادت بشكل لافت خلال الأسابيع الأخيرة، وذلك في محاولة من البلدين لحل أزمة النفط التي تشهد عقوبات وحظرا متشابه من قبل الإدارة الأمريكية".



خندق العقوبات

ونوه شكري كله سر في مقاله المنشور على موقع تلفزيون "إيران انترناشونال" المعارض إلى أن "صناعات الطاقة في إيران وفنزويلا يمر بحالة سيئة للغاية في المرحلة الراهنة، وهو الأمر الذي ساهم في تراجع الاقتصاد القومي لكلا البلدين خاصة وأن طهران وكاراكاس يعتمد اقتصادهما على صادرات النفط في المقام الأول".

وأعاد المحلل الإيراني التذكير بتاريخ التعاون النفطي بين إيران وفنزويلا، حيث لفت إلى أن "بين عامي 1999 و2000، أثناء رئاسة الرئيس الفنزويلي الراحل، هوغو شافيز، واجهت صناعة النفط الفنزويلية إضرابًا للعمال، ونتيجة لهذا الإضراب، وصل إنتاج وتكرير النفط في البلاد إلى أدنى مستوى له".

وكشف أن "في هذه الأزمة سارعت إيران وقتها لمساعدة فنزويلا بإرسال شحنات نفطية، بل إن شركة النفط الإيرانية فتحت لها مكتبًا في كاراكاس، وتمكنت من تقديم المشورة إلى فنزويلا بشأن سياسة الطاقة".

أما عن أزمة النفط التي تشهدها إيران وفنزويلا في المرحلة الراهنة، فأشار المحلل في أمن الطاقة شكري كله سر إلى أن تفشي فيروس كورونا المستجد تسبب في انخفاض ملحوظ في الطلب العالمي على النفط، الأمر الذي ساهم في تراجع أسعار النفط تدريجيًا".

وأضاف "في اجتماع أوبك بلس الأخير، تم استثناء كل من إيران وفنزويلا وليبيا من تخفيضات الإنتاج"، مؤكدًا أن "إيران وفنزويلا لا تستطيعان إنتاج وبيع المزيد من النفط في السوق بسبب العقوبات المفروضة على البلدين".

وربط المحلل الإيراني بين أزمة انتاج وتصدير النفط لكل من إيران وفنزويلا وبين إصرار طهران على إرسال شحنات من الوقود إلى كاراكاس، حيث رأى "أن جهود إيران لإرسال شحنات الوقود إلى فنزويلا، إذا نجحت، فيمكن أن يكون لها فوائد سياسية واقتصادية لإيران"، معتبرًا "أن هذا الأمر وحده لا يمكن أن يحل مشاكل إيران الاقتصادية".



قطب نفطي جديد

وتابع في هذا الصدد "لكن النقطة التي يجب الإشارة إليها هي أن جهود إيران لدعم فنزويلا في مواجهة العقوبات النفطية يمكن اعتبارها خطوة نحو تشكيل قطب جديد بين الدول التي تواجه العقوبات الأمريكية، في ظل الإبهام في إمكانية طهران وكاراكاس على إدارة آثار العقوبات على صناعة النفط لديهما".

أما عن مسألة استعانة حكومتي إيران وفنزويلا بأزمة النفط بهدف تثبيت أنظمة الحُكم، فأشار تقرير لموقع "يورو نيوز" في نسخته الفارسية إلى أن تصاعد أزمة الوقود في فنزويلا وصل إلى مرحلة خطيرة، باتت تُهدد مصير حكومة الرئيس، نيكولاس مادورو.

وأضاف التقرير أن مادورو يسخدم أسلوب إلقاء التهم على الغرب ولا سيما الولايات المتحدة الأمريكية في أزمة الوقود، حيث دائمًا يقول "إن أزمة الوقود التي نشهدها نتيجة حرب وحشية وشاملة مع أمريكا، في ظل تهديد الأمريكيين بمعاقبة أي شركة نفط تشتري ولو قطرة نفط من فنزويلا".

وأوضح التقرير أن الرئيس الفنزويلي مادورو يعمل على اتخاذ أسلوب أخوي في الحديث مع مواطنيه في عرض أزمة الوقود، وذلك في ظل السخط الشعبي من تدهور الأوضاع الاقتصادية وتردي الأوضاع المعيشية للمواطنين.



شراء الأنظمة للوقت

ومع دخول إيران على خط أزمة الوقود في فنزويلا، علق أحد قادة اتحاد النفط في فنزويلا ويُدعى ايفان فريتز على هذا الأمر بقوله "إن المعدات التي تُرسلها إيران لمعامل التكرير لدينا لن تكفي لإحياء هذه المعامل، فهذه المعدات قديمة ولن تقدر على إنجاز أي مهمة، بينما يتلخص الأمر في أن النظام الإيراني يعمل على إنقاذ الرئيس مادورو، وأن الأخير يعمل على شراء الوقت فحسب".

وفي آخر ملامح تعميق العلاقات بين إيران وفنزويلا، ما أعلنه الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو اليوم الثلاثاء باعتزامه زيارة إيران قريبًا لتوقيع عدد من اتفاقيات التعاون في عدد من المجالات الاقتصادية وعلى رأسها، مجال الطاقة.

وأضاف مادورو في كلمة نقلها التلفزيون الرسمي تعليقًا على وصول الناقلات النفطية الإيرانية إلى بلاده "إن من واجبي أن أذهب بنفسي إلى إيران لتوجيه الشكر إلى الشعب الإيراني“ دون أن يُحدد موعدا للزيارة المرتقبة إلى طهران.

سوق نفطي جديد لطهران

يُذكر أن أصواتا داخل إيران دعت -بعد وصول ناقلات النفط الإيرانية إلى فنزويلا- لاستغلال الوضع الراهن لصالح تصدير منتجات طهران النفطية إلى هذا البلد، ومنهم مساعد الشؤون الاقتصادية بوزارة الخارجية الإيرانية، غلام رضا أنصاري، الذي أكد أن "فنزويلا ستكون واحدة من أجود الأسواق لتصدير المنتجات النفطية الإيرانية منحفضة الجودة" وفق ما نقلت عنه وكالة أنباء "فارس" الأحد الماضي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com