كورونا في أفغانستان.. ضربة جديدة لبلد مثخن بالجراح
كورونا في أفغانستان.. ضربة جديدة لبلد مثخن بالجراحكورونا في أفغانستان.. ضربة جديدة لبلد مثخن بالجراح

كورونا في أفغانستان.. ضربة جديدة لبلد مثخن بالجراح

تنظف ديلخا سلطاني الملابس أمام منزلها في كابول بينما تراقبها نظرات ابنتها الصغيرة. وتقول ديلخا إنها كانت تتحصل في السابق على حوالي ثلاثة دولارات في اليوم مقابل غسل الملابس للأسر الأخرى. ولكن منذ ظهور فيروس كورونا المستجد، تراجع حجم العمل وأصبحت تكسب الآن دولارا واحدا كل بضعة أيام لتنفق منه على نفسها وأطفالها الأربعة.

ولا تختلف ديلخا عن ملايين الأفغان غيرها، الذين يتجرعون مرارات الضائقة الاقتصادية والجوع بسبب كارثتي الوباء والحرب الأهلية المستمرة منذ عقود.



وقالت ديلخا سلطاني التي قتل زوجها قبل ست سنوات فى هجوم انتحارى، "منذ بداية شهر رمضان المبارك (أواخر أبريل نيسان)، لم أعثر على عمل، ذلك لأن الناس لا يدعونني إلى منازلهم لغسل الملابس بسبب الخوف من فيروس كورونا".

"ليست معي نقود لأصطحب ابني إلى صالون الحلاقة أو لشراء الطعام. في معظم الأحيان، لا يكون لدينا حتى أي شيء لنأكله أو نفطر عليه بعد الصيام".

وأصيب ما لا يقل عن 6000 شخص بفيروس كورونا فى أفغانستان، وتوفي 153، ما يمثل ضغطا على البنية التحتية الصحية الضعيفة أصلا فى البلاد. ويحذر المسؤولون من أن العدد الفعلي للإصابات أعلى على الأرجح من ذلك بكثير لأنه لم يتم إجراء سوى عدد قليل من الاختبارات.



وقالت بارفاتي راماسوامي، نائبة مدير برنامج الأغذية العالمي في أفغانستان "نحن أمام احتياجات متزايدة في جميع أنحاء البلاد، ومن المتوقع أن تؤثر هذه الجائحة بشدة على مصادر الرزق في المجتمعات المحلية لجميع أنحاء البلاد لسنوات قادمة".

ويضرب الفيروس، الذى عطل حتى الاقتصادات الكبرى فى العالم، أفغانستان فى وقت تواجه فيه الحكومة احتمال تفجر أزمة مالية واشتداد ساعد حركة طالبان مرة أخرى. وتقع هجمات بشكل يومي رغم عملية السلام الجارية بوساطة الولايات المتحدة.

وقال أندرو واتكينز، كبير محللي أفغانستان في مجموعة الأزمات الدولية، "هناك تضارب... وبينما تتجمع كل الأحداث في وقت واحد فإن الدولة الضعيفة بالفعل لن يكون لديها ما يكفي من الوقت والطاقة للقيام حتى بأعمال الشرطة الأساسية".



ودفع تصاعد أعمال العنف والهجوم المروع على قسم للنساء والولادة في مستشفى في كابول، والذي يشتبه في أن وراءه تنظيم الدولة الإسلامية هذا الأسبوع، الحكومة إلى تحويل الجيش إلى موقف "الهجوم".

*نحو الكارثة

وتخفض الولايات المتحدة قواتها في أفغانستان بموجب اتفاقها مع حركة طالبان، ومن المتوقع ألا يكون لدى المانحين الأجانب، الذين أنهكتهم جهود مكافحة الفيروس في الداخل، سوى النزر اليسير لإنفاقه على المساعدات.

ونفدت في هذا العام المساعدات التي تم التعهد بها في 2016، وقال مصدر دبلوماسي إن أفغانستان تتجه نحو كارثة إذا لم يتم تعويض النقص.

وأضاف الدبلوماسي البارز في كابول "هذا بالضبط هو ما تتجه إليه أفغانستان. إضافة الصراع الداخلي على تشكيل الحكومة، إلى عملية السلام التي خرجت عن مسارها، إلى تمرد طالبان، وهجمات تنظيم الدولة الإسلامية ووباء كوفيد-19.. تخيلوا الآن أين ستقف أفغانستان في عام 2021".

وتشكل المنح ما يقرب من 75% من نفقات الحكومة الأفغانية، وتواجه أي إيرادات حكومية تأتي من الضرائب تهديدا خطيرا بسبب تأثير الوباء على الاقتصاد.

وانخفضت إيرادات الحكومة بالفعل بنحو الربع في الأشهر الأربعة الأولى من السنة المالية مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، حسبما يقول معهد بيروني للأبحاث الاقتصادية.



وقال عمر جويا، رئيس قسم الأبحاث في المعهد، إن مركز الأبحاث يتوقع أن يسقط ثمانية ملايين شخص آخرين في براثن الفقر هذا العام، ما يرفع معدل الفقر من 55 في المئة إلى 80 في المئة.

وتكثف الحكومة جهود توزيع المساعدات الغذائية. وفي كابول، بدأت أكثر من 250 ألف أسرة في استلام الطعام مجانا، بمن فيهم ديلخا سلطاني. وتقول إن الاستمرار في هذا جهد يفوق الطاقة.

وتضيف سلطاني "في معظم الأحيان، لا يكون لدينا حتى رغيف خبز في المنزل ليأكله أطفالي.. أدعو الله أن يزيل (وباء) الفيروس، حتى يعيش الفقراء حياة طبيعية".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com